في ارجاء المكان فلم تجده .. واين سيكون بالتأكيد سيخرج من أي مكان الآن .. لا تخاف يوما من فكرة فقدانه لأنه دائما يظهر لها انه بحاجة لها وانه لن يتخلى عنها يوما الا يوم مۏتها .. وها هو اتى على من الخارج على سيرته .. كان ينظر في بعض الاول التي بيديه ثم رفع بصره ينظر إليها وعندما وجدها مستيقظة ترك الاوراق التي بيديه سريعا ثم هرول إليها جالسا جوارها .. وظهر صوته القلق طيف .. انتي كويسة نظرت له لبرهة من الوقت دون النطق بأي كلمة .. فقط تتابع قسمات وجهه المتغيرة ما بين تساؤل وحيرة وخوف وقلق .. تاركة اياه عالقا في جواب لم تجيبه ... أهي بخير
لاحظ صمتها الطويل يلثمه بحنان قائلا انا آسف .. انتي حتى مدتنيش فرصة اشرحلك .. انا عملت دا عشان مصلحتنا .. عشان مخسركيش .. قاطعته في حزم قائلة ابني كويس ! ابتلع غصته ثم هز رأسه بإيجاب اه الحمدلله انتي وهو كويسين .. وهتفضلوا كويسين طول العمر يا طيف ! واغمضت عينيها ببرود قاټل ېقتل كل خلية داخله .. هي حزينة .. ويبدو ذلك علي ملامحها .. ولكن هكذا هي تقتله .. !...
ظلت على ذلك الصمت حتى انتهى من اوراق خروجها من المستشفى متوجهين للمنزل لحياة اخرى لا يعلمون إن كانت سعيدة ام حزينة .. تاركين ذلك للقدر ليحدد مصيرهم المكتوب عند الله ...
فرح وسليم
كانت جالسة مع والدتها بعد ان ذهابا إخوتها للمدرسة .. كانت فرح شاردة الذهن .. تفكر تارة ب سليم .. وتارة ب أحمد .. تارة بذكريات الماضي .. وتارة بعيشتهم ... تارة بأهلها وماذا سيحدث لهم بعد زواجها من سليم ! .. وتارة اخرى بمستقبل غامض لا يعلمه سوى الله .. اخرجت تنهيدة قوية من داخلها وهي تعتدل في جلستها .. فكانت رافعة قدميها بحزن بالغ .. وعينيها شاردتان في الأفق البعيد .. استيقظت من شردوها على رنة هاتفها معلنا قدوم رسالة من سليم .. امسكت الهاتف بهدوء وهي ترى محتوى الرسالة قمر صحيت من شوية .. هطمن عليها ونتقابل في الكافية الي بنتقابل فيه علي طول عشان نتكلم قرأت الرسالة ثم اغلقت الهاتف ووضعته جانبها مرة أخرى ثم رفعت بصرها لوالدتها بتنهيدة ماما .. سليم عايز يقابلني ونتكلم .. انا هحكيله على كل حاجة .. كانت سارة تنظر إليها بهدوء ثم شبكت يديها ببعضهم ربنا يجبر بخاطرك يابنتي يارب .. ابتسمت فرح بخفوت ثم توجهت لغرفتها وارتدت ملابسها وغادرت المنزل بعد ان ودعت والدتها العزيزة ..
سارت في الطريق و تنظر هنا وهناك بشرود .. تفكر ب أحمد الذي اتى لحياتها دون مقدمات .. دون حساب الحساب ... يزعج تفكيرها صوت زمور سيارة خلفها .. زفرت بضيق ثم التفتت بوجهها تنظر من ذلك الذي يزمر خلفها والطريق أمامه مفتوح .. فرغت ا پصدمة لرؤيتها ل أحمد خلفها بسيارته وهو ينظر إليها ببرود قاټل .. اصبح في وجهتها وهو يقول بهدوء اركبي يا فرح ! ابتلعت غصتها وتراجعت خطوة للوراء وهي تهز رأسها بنفي .. بينما ملامح وجهها لا يعتريها سوى الصدمة .. كز احمد على اسنانه بضيق قائلا بټهديد اركبي يافرح عاوز نتكلم شوية ! نظرت له للحظات ثم هزت رأسها بنفي مرة اخرى والتفتت لتغادر فشعرت بيديه تقبض علي يديها پعنف قائلا هنتكلم وامشي .. ! وهي تقول ملكش حق انك تلمسني كدا .. عايز اي يا احمد اخذ نفسا عميقا ثم قال وهو يشير لسيارته اركبي العربية مينفعش نتكلم واحنا واقفين كدا .. انا مش هخطفك ! رن هاتفها فنظرت لأحمد ثم للهاتف فوجدت اسم سليم .. ابتلعت غصتها عنوة فهي الآن في موقف لا يحسد عليه .. امامها أحمد ويرن سليم .. نظرت لأحمد قائلة بتلعثم انا لازم امشي .. مش عايزة اتكلم معاك ! ثم التفتت لتغادر فعاود قائلا عليا الطلاق منتي ماشية غير لما نتكلم يا فرح .. ردي علي المحروس وقوليله اي حاجة بس هنتكلم الاول ! توسعت عينيها پصدمة لحديثه .. ازدردت پخوف ثم قالت انت مچنون .. انت بتقول اي يا احمد ! جذبها من يديها لسيارته قائلا زي ما قولتلك كدا .. ركبت السيارة پخوف بينما ركب هو الآخر وقاد بصمت يتابع حركات يديها في الهاتف وهي ترسل ل سليم رسالة ..
انتهت فرح من ارسال الرسالة التي كانت محتواها سليم انا هتأخر نص ساعة كدا .. رفعت بصرها من الهاتف لأحمد قائلة بتلعثم تتصنع به القوة ممكن افهم انت عاوز اي ! .. نظر إليها بهدوء ثم عاود النظر امامه حتى توقف بالسيارة في احدى الاماكن الهادئة .. ثم قال بعد صمت طويل