رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز


تصدق الجدة سناء رغبة حفيدها بأختياره لفريدة لتصبح زوجته تهللت اساريرها وربت على كتفه بحنو وهي تهتف بفرحة قائلة
بتتكلم بجد يا سراج ولا بتسرح بستك
والله العظيم بتكلم بجد أنا بحب فريدة وعاوز أتجوزها وتكون شريكة حياتي وعمري كله
يا زين ما أخترت يا حبيبي بنات فاروق ودلال ربنا يحفظهم يارب ويحرسهم من العين جمال وتربية وأخلاق مافيش بعد كدة ربنا يسعدكم يارب 

هتكلمي بقا ماما وتبلغيها تنزل هي وبابا عشان يستعدو وينزلوا عشان يشاركوني فرحتي تيتا أنا فرحتي مش هتكمل غير بوجودهم لازم تعرفيهم كده 
طيب يا قلب تيتا ما تتصل تكلم مامتك وتعرفها بنفسك
هز رأسه نافيا 
لا افضل حضرتك عشان أنا ممكن اتضايق لو قالتلي مش فاضين ينزلوا ووقتها لسانه ده مش هيسكت فأنا بتلاشى الخناق عشان خاطري
حاضر يا حبيبي أنا هكلمها ماتحملش هم واياها تقول مش هنقدر ننزل ساعتها بقا ستك اللي هتتخانق معاهم ومش هتسكت 
قبل وجنتها واستقام واقفا 
تصبحي على خير يا أعظم تيتا في العالم 
بكاش أوي 
ضحك بخفة وترك غرفتها ثم توجها إلى غرفته أبدل ثيابه وألقى بج سده داخل فراشه ليغوص في نوم عميق 
أما عن الوضع بلندن كان متأذم بينهما 
ابتعدت حياة عنه وظلت جالسة مكانها بعد نوبة الاڼهيار التي احتاجتها صدح رنين هاتفه ابتعد هو بخطواته عنها ليجيب على الهاتف بعدما را المتصل جان 
ظل سليم منصتا لمحادثة جان باهتمام وبعد لحظات أغلق الهاتف دون أن يبدو أي ردة فعل 
كان يتطلع لها خلسة يراوده الشعور بالقلق من أجلها فتح هاتفه وأجرا اتصالا هاتفيا بمتجر الخضروات والفاكهة وطلب إحضار عامل التوصيل ومعه كل ما يلزم من طعام ثم أغلق الهاتف وجلس ينتظر وصول عامل التوصيل 
أما حياة فتحاملت على قدميها واستقامت لتدلف إلى الغرفة الأخرى وأغلقت الباب خلفها بقوة ألقت بحجابها ارضا فقد كانت تشعر بالاختناق جراء ما حدث بينهما 
ثم تقوقعت على نفسها داخل الفراش وعيناها جاحظة باتساع تنظر للفراغ بشرود تام وكأنها بعالم اخر 
بينما جاء عامل التوصيل وأعطاه سليم النقود ثم أنصرف وولج سليم يحمل الحقائب البلاستيكة إلى المطبخ وضعهما على الطاولة المستديرة ونزع سترته وضعها أعلى المقعد ثم شمر عن ساعديه وبدأ في فتح الاغراض ليعد هو الطعام بنفسه 
اشعل الموقد ووضع المقلاة ثم وضع القليل من الزبد وقطع الخضار مكعبات صغيرة ثم وضع قطع الدجاج الجاهزة وتركها لتنضج سواها داخل المقلاة ووضع أناء اخر به ماء وعندما غلت المياه سكب بها المعكرونه الازباجته وظل يقلبها عدة دقائق ثم اغلق الشعلة 
وعاد فتح غطاء المقلاة ليتأكد من طهي الدجاج ثم رفعها ووضعها جانبا بينما وضع اناء أخر ووضع داخله القليل من زيت الطعام وبعض حبات الثوم ثم سكب الصلصة ووضع التوابل ثم جلب المعكرونة من المصفاه وسكبها على الصلصة التي نضجت وظل يقلبها لثواني ثم اغلق الشعلة وبدا في إعداد سفرة الطعام 
القي نظره أخيرة على الطعام الموضوع أعلى المائدة بإعجاب وقرر أن يطرق بابها ليدعوها لتناول الطعام 
طرق بابها عدة مرات ولم يأتي بالرد فتح المقبض ودلف بحثا عنها بقلق وجدها نائمة بالفراش مثل القنفد المتقوقع وعيناها مفتوحة دنا منها يناديها
حياة ممكن تخرجي عشان تأكلي
لم يرف لها طرف عين ولكنها لم تستمع له ولم تراه انتابه القلق فجلس على طرف الفراش يهزها برفق لكي تنظر له ولم يجد منها أجابها فقط دموعها تسيل على وجنتيها بصمت 
لم يتحمل رؤيتها بذلك الوضع جذبها بقوة وض مها إليه كانت مستكانة مستسلمة لم ترفضه ولم تقدر على الحراك همس بجانب أذنها بصوت دافئ
حياة ممكن تفوقي وتفضلي قوية زي ما عرفتك
لم يجد منها اجابه فحملها وغادر بها الغرفة ثم وضعها أعلى المقعد خلف المائدة وسكب لها الطعام بصحنها وبدأ هو في اطعامها كانه يطعم صغيرته ولكن هي رافضة لتناول الطعام
هتف قائلة بجدية 
والله الاكل ده بفلوس حلال ممكن تأكلي بقا 
كأنها داخل حلم تسمع صوته يأتي من بعيد هزها سليم برفق ليجعلها تفيق من شرودها وتتناول طعامها وم سح دموعها المنسالة على وجن نتها وهتف معتذرا 
أنا أسف أن السبب في كل اللي بتواجهيه بجد أسف أن وصلتك للحالة دي حياة أنا

مش وحش إوي زي ما انتي شيفاني كدة أنا حاسس إن لوحدي رغم وجود أمي وأخويا بس بردو لوحدي شايل جبل من الهموم لوحدي بعاني في صمت من غير ما حد يعرف واجهة كتير مصائب ومتاعب ومشاكل وكان عليا حلها لوحدي بردو من غير ما أشيلهم هم ولا خوف من اللي جاي ولسه مستعد أدفع عمري كله عشان يعيشوا في أمان
كان حديثه حرك مشاعرها وفاقت من شرودها تهمس بخفوت وعيناها تعانق عيناه الغامضة 
وأنت مش لوحدك أنا معاك
دلوقتي وهشارك كل همك بس تصارحني بكل حاجة
لاحت ابتسامته العذبة وقال بحماس
تأكلي الاول قبل ما الاكل يبرد وتقوليلي رأيك بعرف اطبخ ولا لأ
أومت برأسها ولكن
 

تم نسخ الرابط