غيوم ومطر بقلم داليا الكومى كامله

موقع أيام نيوز


القلوب الي خالقها مباشرة دون المرور باللسان ..حتى شريفه اصرت علي ترك غرفتها علي الرغم من تحذيرات الاطباء واحتوت ابنتها الباكيه في حنان اموي تملك الكثير منه ...تجمعت العائله كعادتها في السراء والضراء وحضر حتى اسيل وزوجها وخالتها لمياء والدة اسيل وريما ابنتها الصغري ..وعمر كان يشعر بخدر عجيب وكأنه يفارق الحياه تدريجيا مع كل دقيقه تقضيها فريده بعيده عنه ... الانتظار استنزفهم تماما حتى جاءت الممرضه اخيرا لتخبرهم انها انتقلت اخيرا الي العنايه المركزه وان الزياره ما زالت ممنوعه ...

لا يستطيعون منعه من رؤيتها ..هى تحتاجه سيهدم المشفي فوق رؤسهم حتى يراها بعينيه ...يريد فقط ان يراها ...تقدم من الممرضه في هدوء تحامل علي نفسه كى يتحدث به ..قال .. انسه ..انا لازم اشوفها ولو دقايق صدقينى هى محتاجانى جدا ...طيب هشوفها من بعيد بس... ممنوع ...دى اوامر الدكتور صدقنى انا مش في ايدى أي حاجه هدوئه يغادره اصبح يتحدث بعصبيه الان ... خلاص وصلينى بيه 
لا يدري كيف تعصب هكذا ولكنه اصبح كثور هائج عندما رفض الطبيب المعالج لفريده الزياره وبدأ في القاء الاشياء غاضبا وحطم العديد من الواح الزجاج ...... الا ان عمر ومحمد تدخلا بسرعه للسيطرة الوضع ... محمد خاطب الطبيب معتذرا ... دكتور ممدوح انا اسف جدا ..حضرتك مش عارفنى .. انا محمد فتحى دفعة اخوك محمود ...
علي الرغم من ان الطبيب كان غاضب جدا الا انه بدأ يسيطر علي غضبه عندما تعرف علي محمد ... اهه اهلا د محمد ...
محمد بادره فورا ... ارجوك تسامح عمر ...كلنا
اعصابنا تعبانه ... المريضه تبقي فريده اختى الصغيره
...مدرس مساعد اطفال واللي اټهجم عليك ده جوزها واعصابه خلاص اڼهارت ...انت عارف الظروف ....
فجأه ڠضب الطبيب زال تماما ..صاح بتفهم ... ايوه فاهم ...وكمان كنت عاوز اقابلك ..المسعفين بلغونى بالمجهود الجبار اللي انت والدكتور التانى عملتوه ...بصراحه هى حالتها حرجه جدا ومكنش هيبقي فيه أي امل بدون تدخلكم ...
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى ...طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه ...وربنا يسترها ...طمنا عليها يا دكتور ... حالتها ايه بالظبط 
ممدوح ربت علي كتفه وقال ... العمليه عدت بسلام وقدرنا نسيطر علي الچرح ..الحمد لله كان بعيد كذا ملليمترعن القلب والاوعيه الكبيره لكنه طبعا اصاب الرئه اليسري ...حاليا هى في غيبوبه واللي رايده ربنا هيكون بالطبع هو كان يعلم كل ما قاله الطبيب لكنه اراد ان يخبر الطبيب الجميع بنفسه فهو لم يعد لديه أي قوه للكلام او الشرح .... طيب ممكن نشوفها من بعيد 
ممدوح مرر نظره علي الوجوه المتوتره ...كطبيب يعلم ان الزياره ممنوعه ولكن كإنسان يعلم جيدا شعور الاهل عندما يصاب عزيز لديهم .. قال بتوتر ... طيب هسمح لواحد بس يشوفها ويطمن عليها ويطمن الباقيين وان شاء الله لما وضعها يستقر هدخلكم واحد واحد ...اختاروا شخص واحد 
هتاف مجمع خرج بإسم عمر ...حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا ...وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه..
ملاك حتى وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه ...لطالما راقبها وهى نائمه .. لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من اجل ان يراقبها ويمتع عيونه بوجهها بوجهه منها ليشعر بأنفاسها علي وجهه وكان يكتفي بذلك حتى يغلبه النوم من شدة ارهاقه والان هو لن يشعر بأنفاسها لأن انفاسها محپوسه بداخل جهاز كبير ..... وهو يقول ... سامحينى يا اغلي الناس ..انا عارف انى كنت قاسې عليكى ...في البدايه كنت بعاقبك ..ايوه كنت بعاقبك.. مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا ...كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا ...يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وڠضبان منك ومن نفسي ..لانى

كنت فاكر انى خفيت من حبك ..لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج ...وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ...ايوه كنت خاېف ...خاېف اركع تانى تحت رجليكى 
فريده انا بحبك وهفضل لاخر يوم في عمري احبك لكن كنت خاېف اكرر التجربه معاكى تانى ....انا رجعت اغنى من الاول صحيح لكن شهادتى هى هى ايه الجديد ... لا اخدت
 

تم نسخ الرابط