روايه كامله
الأخضر ويتدلي من رقبتها عقدا يجمع مجموعة حبات اللؤلؤ الحمراء ويستر شعرها حجابا باللون الأحمر وتضع بعض الزينة الخفيفة على وجهها لتخفي شحوب وجهها والهالات التي حاوطت عيناها...فسألها بجدية أنتي مش شايفة إني البلوزة دي ضيفة شوية
نظرت للبلوزتها وقالت بإستنكار مش ضيقة ولا حاجة
رد عليها بحدة لا ضيقة وادخلي غيريها مش هتنزلي كده
زفرت بإختناق وصمتت قليلا ثم قالت إحنا كده هنتأخر
هو لا يريدها حزينة بل شعر بإرتياح كبير أنها منذ صباح اليوم وهو نشيطة تتحدث وتأكل وعادت لطبيعتها بعض الشىء هو يعلم أن سبب ذلك هو سعادتها من أجل سدن حتى أنها طلبت منه أن تذهب لها منذ الصباح ولكنه رفض وأصر أن تنتظره حين عودته وتذهب معه ولكن جاءت بعض الأمور المعقدة في عمله من جعلته عاد متأخرا وهاهو الآن يطلب منها أن تبدل ثيابها وسيزداد الأمر تعقيدا لذا أراد عليها تسهيل الأمر حتي لا تحزن فقال خلاص اعدلي الطرحة وطوليها شوية تغطي ده
وبعد أقل من الساعة كانت تدلف إلى القاعة الصغيرة وهي تتأبط ذراع ذلك الوسيم حنون القلب الذي أصبح لها أبا وأخا وصديقا منذ أن عادت من المستشفى وهو يعاملها بسمو لم تتوقعه حتى أنها أصبحت تخجل من ذلك تخجل من نفسها فهي التي خدعته وجرحت رجولته يقابلها بكل هذه الأخلاق الطيبة كل يوم يمر عليها يثبت لها فيه كم هو رجل عاقل حكيم خلوق حنون طيب القلب لذا فهي مستعدة أن تفنى تحت قدميه حتى تجازيه عن كل ما فعله من أجلها.
سار بها حتى اقتربت من أختها بين أنظار الجميع ولم يخفى عليها نظرات الإعجاب التي تنظر له بها الفتيات المتواجدات ولكنها سحبت إيدها من تحت إبطه وشبكتها في كفه وكأنها تعلن ملكيتها له أمام الجميع.
ردت عليها سدن بعتاب أنتي لسه فاكراني.. جاية زي المعازيم وأنا بطلبك من يوم قراية الفاتحة
ابتسمت لأختها وقالت معلش يا سدن والله كنت تعبانة شوية
تحمست سدن وسألتها بإبتسامة حامل
تعجبت سدرة ونفت سريعا وقالت لا مفيش حمل ولا حاجة بس كنت مرهقة شوية
هزت سدن رأسها وقالت بإحباط ألف سلامة عليكي
ابتسمت له سدن وقالت بخجل الله يبارك فيك
ابتسم لهما وأمسك يد سدرة مرة أخرى وسار بها حتى رأي غصون تجلس على إحدى الطاولات فذهب إليها وبعد السلام جلس معها على الطاولة.
امتعض وجه تميم من مدح آسر جمال سدن وقال متذمرا مع إحترامي لشخصه بس مش من حقه يقولك كده
ابتسمت بسعادة على غيرته عليها ولكنها لم ترد أن تزيد الأمر سوءا وقالت آسر إنسان مجامل وبيقولها من باب المجاملة ومتنساش إن هو يبقى جوز أختي
نظر لها بحب وقال مش ناسي بس مش من حق حد يمدح جمالك غيري يا سدن
رفعت بصرها لوجهه وردت بهدوء زمانه جاي
تجلس غصون بإبتسامة مرسومة فقط على وجهها ولكنها ليست من قلبها فقلبها مازال ېنزف ومن الصعب أن يسعد بعد قسۏة ما عاشه تلك الليلة الماضية هي حقا سعيدة من أجل سدن فكم تمنت أن تخرج من مدفنها وتعيش كأي فتاة لها الحق في الحب والزواج وها هي أخيرا وجدت من أحبها ولكنها للأسف فقدت السعادة للأبد.
فاجأتها سدرة تسألها أمال فين الدكتور ياسر والولاد
ردت غصون بهدوء ملوش في جو الحفلات والكلام ده وكمان كان واعد الولاد يخرجهم النهاردة
تدخل آسر قائلا أنتي هتقوليلي عليه دا بيحضر مناسباتنا بأعجوبة بس كان عندي عشم أشوف يزيد ويزن النهاردة
ردت غصون و متجيش تشوفهم ليه أنتي عارف يزيد بيحبك إزاي وهيفرح اما يشوفك
رد عليها آسر هو كمان واحشني اوي والله خلاص إن شاء الله بكرة ابقى أجيب سدرة ونيجي نقعد معاكم شوية ثم نظر إلى سدرة التي تنظر إلى مكان بسعادة وسألها ولا إيه رأيك يا سدرة
زادت إبتسامتها وقالت طبعا مفيش مشكلة شوفت يا آسر المأذون جه هناك أهوه
دقائق مرت وانتهى المأذون من إجراءات عقد القران الذي مر علي سدن كأنها ساعات طويلة وقلبها يخفق بشدة منذ أن وضع تميم يده في يد أبيها ولكنه نظره وقلبه معها بكل حب حتى انتهى المأذون بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
أخيرا يا سدن أخيرا