مذاق العشق بقلم سارة المصري

موقع أيام نيوز


قائلا 
روحتى فين 
ابتسمت وهى تتمعن به 
معاك 
همس فى حزن 
لامتى يا نور 
اغمضت عينيها واطرقت ارضا تسأله 
هو ايه اللى لامتى 
ضم كفيه الى بعضهما قائلا 
اللى احنا فيه من أكتر من سنتين بالظبط طلبتك للجواز وانت كل ده بتماطلى وتقولى بتأكد من مشاعرى ياترى اتأكدتى 
مالت اليه قليلا تجيبه في ثقة 

انا متأكدة من مشاعرى من زمان يا حسام من اول ماشوفتك واتعاملت معاك الفترة اللى فاتت كنت عاوزة اتأكد من مشاعرك انت 
رفع حاجبيه وخفضهما محاولا التحدث بعملية بحتة لم تنطلي عليها مطلقا 
وانا من اول لحظة صارحتك يانور قولتلك انى مش بعترف بأي حاجة اسمها حب وشايف انه مجرد وهم وكدب وكلام رومانسى ملوش معنى غير فى الراويات ودوواين الشعر والأفلام 
ضغطت نور على شفتيها 
متأكد 
هز رأسه فى مرارة 
محدش متأكد من ده قدى 
تنفست فى عمق وهى تشيح بوجهها ارتجفت شفتاها قبل أن تطلق لحيرتها العنان 
اومال بتسمى اللى بتحسه ناحية ايتن ايه 
حملق بها للحظات من اين علمت ومن اخبرها هل فعلتها تلك المچنونة 
ابتسمت وكأنها تعطيه الاجابة 
حسام الأعمى يقدر يميز كويس انت بتبصلها ازاى بتراقبها ازاى بتسرح فيها ازاى زى ما برضه يقدر يميز انك مجروح منها وچرحك محسسك بالضعف لانك مش قادر تكرهها 
صدم من ردها وكأنها قرأت ما عجز هو عن قرائته لكنه يرفض هذا ولن يسمح بوجوده 
طرق المائدة نافيا في قوة 
مش صحيح ابدا 
التمعت دمعة بعينها وابتسامة حزينة تتردد على شفتيها 
مش صحيح انك حبتها ولا مش صحيح انها جرحتك 
هز رأسه يواصل انكاره بقوة 
قولتلك مفيش حاجة اسمها حب ده وهم بنقنع بيه نفسنا عشان 
قاطعته فى الم 
بس انا حبيتك 
واضافت وهى تقطب جبينها فى الم 
وانت حبيت ايتن ولسة بتحبها تسمح تقولى دلوقتى انت عايز تتجوزنى ليه هتقولى الاحترام وحده كفاية الحب ده ۏجع قلب بس ده مش حقيقى انت عاوزنى اكون مجرد مسكن مخرج او مهرب من حبك الحقيقى اللى انت واقف فى نص الطريق بالظبط لاقادر تسامح وترجع ولا قادر تكمل 
امسك حسام بكفها يخبرها في حنان 
طريقى انا عاوزه اكمله معاكى انتى يا نور انا فوقت من كل الاوهام اللى كنت عايش فيها انا محتاجك انتى جنبى محتاج حد عاقل متوازن مش طايش ومچنون 
سحبت يدها من كفه لتمسح بها دمعتها التي ملت محبسها قيد جفنها فانسابت غير عابئة باعتباراتها السخيفة 
لو مكنتش حبيتك كنت وافقت بسهولة كنت قلت عادى اللى بينا كفاية لحياة زوجية ناجحة لكن انا مش هقبل اكون الزوجة اللى تفنى حياتها فى حب واحد عمره ما هيحس بيها لانه قلبه مع غيرها مش هقبل اموت فى اليوم مېت مرة وانا خاېفة اصحى الصبح الاقيك روحتلها مش هستحمل نظراتك ليها مجرد نظراتك ليها حتى لو انت رافض تعتبر خېانة يا حسام 
دفنت وجهها بين كفيها لم تتمنى ان تصل الى تلك اللحظة بهذه السرعة لحظة المواجهة كانت تعرف انها اتية لامحالة ولكنها ارادت ان تهنأ بقربه للحظات اطول 
ولأن لكل شىء نهاية فشاءت أم أبت قد جاءت تلك اللحظة 
نهضت فى تثاقل وابتسمت فى حزن تخبره بأثقل حمل على قلبها الان 
حسام حاول تسامح ايتن لان مظنش انك بالساهل هتنساها ولو قررت فى يوم تتجوز دور على حد ليه مبادئك عشان متظلمهاش معاك انا مستقيلة من شغلى 
وانسحبت من امامه مسرعة وهو لم يقوى على النهوض 
كم كانت المواجهة صعبه وهى تكشف له كل ما يخفيه عليها وعلى نفسه 
سؤال طرحته على باله واختفت 
هل يستطيع ان يغفر لايتن 
لقد وضع قلبه وحياته وعمره يوما بين يديها فدهست كل شىء تحت قدميها 
كيف تحبه الان وهى لم تجد منه سوى الجفاء والقسۏة والالم الذى يتعمد ان يلحقه بها فى كل لحظة كأنه يعاقبها على كل لحظة ضياع عاشها بسببها لاينكر انها تغيرت ولكن كما اعطاها حبه ببذخ من قبل لن يعطيها ابدا سماحه وعفوه بالقدر ذاته 
يعنى ايه معنى كلامك ده مش فاهم 
هتف بها اسامة وهو يضرب مائدة الاجتماعات بقبضته استند احمد الى ظهر مقعده وهو يقول فى هدوء 
يعنى مدام ايلا هتبقى رئيس مجلس الادارة والمسئولة عن كل حاجة طول فترة غيابى 
تعالت الهمهمات فى الاجتماع الذى عقده احمد وحضرته ملك التى نظرت الى ايلينا بابتسامة تطمأنها فبادلتها ايلينا ابتسامتها وهى تغمز لها فى ثقة وتخبرها انها جاهزة تماما لكل شىء نظر اسامة الى الجميع محاولا استغلال الموقف فنهض يتهكم بوقاحته المعتادة وده بصفتها ايه ان شاء الله السكرتيرة 
نهض احمد فى بطء ونظر الى الجميع نظرة طويلة قبل ان يمد يده الى ايلينا التى اعطته كفها ليوقفها الى جواره قائلا في صرامة وحسم واضحين 
بصفتها مراتي 
وكأن قنبلة مدوية قد اڼفجرت فى المكان 
تعالت الهمسات وتعالت وتعالت حتى اصبحت حديثا صاخبا يصم الاذان 
نهض الجميع من اماكنهم وتسمرو فى صدمة بينما فغر اسامة فاه هامسا في صدمة 
بتقول ايه 
ضغط احمد على
كف ايلينا 
افتكر ان الكل سمعنى 
اسقط فى يد اسامة حينها فكل ما كان ينوى فعله من تشويه لسمعة تلك الدخيلة بوجود علاقة بينها وبين اخيه قد اصبح لاقيمة له فقد قطع الثاني الطريق عليه تماما 
نظر الى ملك كورقة ضغط اخيرة يعلم أنها لن تنصفه ولكن موقفه المهتز جعله يتشبث بأي أمل 
وانتى عاجبك الكلام ده يا ملك عاجبك ابوكى يتجوز سكرتيرته ويديها الصلاحية فى كل حاجة 
رمقته ملك باستهزاء ونهضت لتقف بجوار ابيها قائلة 
افتكر محدش هنا يكون ليه كلمة بعد كلمة احمد بيه عزام هوا اللى يحدد ايه مناسب وايه لا 
ربت احمد على كتفها وهو يردف في عملية 
انا بلغتكو بقرارى وعاوزكو كلكو تبقو فى صف ايلا وتحافظو على المجموعة دى اللى هيا اصلا بتاعتكو قبل ما تكون ليا 
واشار الى الجميع بكفه 
تقدرو تتفضلو الاجتماع انتهى 
انصرف الجميع ليستكملو همهماتهم فى الخارج فالټفت احمد الى ملك وايلينا 
الحړب بدأت بس انا واثق انك قدها يا ايلينا 
رفعت ايلينا رأسها في ثقة وتحد 
قدها ان شاء الله يا احمد بيه 
وفى الخارج وبعد ان ابتعد اسامة عن الباب بمسافة مناسبة ضړب الحائط بقبضته وهو يهتف فى ولده خالد 
المچنون ابن المجانين سايبلها ثروته كلها فى ايديها 
نظر خالد خلفه ثم قال باستياء 
بابا لو سمحت وطى صوتك 
واصل أبوه غير مباليا به 
من ساعة ما شوفتها وانا مش مرتاحلها ابدا من امتى وهوا بيسيب كل حاجة فى ايدين حد لا وكمان يتجوزها 
قال خالد فى هدوء يناقض تمام ڠضب ابيه 
بابا كلنا عارفين ان ايلا قد المسئولية دى واكتر وبعدين دى فى الاول والاخر فلوسه وهوا حر فيها 
رد اسامة من بين اسنانه 
فلوسه 
وكور قبضته فى شړ 
فلوسه دى احنا لينا فيه حق و 
ضړب خالد الحائط بكفه هذه المرة وهمس في حنق 
انا مبقتش صغير عشان اصدق الكلام ده حقك انت ضيعته من زمان وكتر خير عمى انه وافق اصلا يشغلك 
طرق اسامة بظهر يده على صدر ولده 
بقا انا عامل كل ده عشانك وانت تقول كدة 
رد خالد فى حنق 
انا مش عاوز حاجة ريح نفسك مش هاخد حاجة مش من حقى 
هز اسامة رأسه في تأفف 
مفيش فايدة فيك ابدا 
وتركه وذهب راقبه خالد حتى اختفى وهو يغمض عينيه فى مرارة والده لن يكف عن طمعه بما ليس له فيه حق ابدا اضاع ثروته كلها فى الماضى وعاد يحاول ان يزرع فى عقله ان لهما حق فى اموال عمه ليجاريه فى خططه 
رآها تمر من امامه وهى تخفى وجهها بيدها ليناديها فى لهفة 
ملك 
تنهدت وهى تلتفت له تمسح دمعة على وجنتها اقترب منها في قلق 
مالك يا ملك انتى بتعيطى 
ردت بعدم اكتراث 
لا ابدا 
مال اليها يتمعن بها 
انتى بس ايه اللى مضايقك متضايقة ان باباكى اتجوز وسلم كل حاجة لايلا 
رفعت رأسها وعقدت ساعديها تجيبه پحقد يعادل الحقد الذي تشعر أنه يحمله هو وابيه لهما 
الفلوس بس هيا اللى بتفكر فيها انت ووالدك لكن اى حاجة تانية لا صحة بابا متستاهلش انى اقلق عليها ولا انت شايف ايه 
اغمض عينيه في ألم قاسېة كعادتها تجرحه دوما بكل طريقة عمدا كان او بدون 
يعرف جيدا انها تشعر به ولكنها لاتبالى بحبه بل تتهمه دوما ودون اى دليل تراه لايفكر بها الا من اجل المال وهو حتى الان يتخذ العذر لها فتجربتها السابقة كانت قاسېة الى حد كبير وافقدتها الثقة فى نفسها وفى الغير ولكن الى متى سيظل هذا التنافر بينهما الى متى سيظل يحمل وزر غيره 
لقد أحبها منذ طفولته 
أحبها من قبل أن يعرف كيف يكون الحب من الأساس 
تحمل مالا يتحمله انسان وهو يراها تزف الى غيره 
تألم لألمها حين فشلت زيجتها فلم يتمكن شعوره بالراحة لعودتها حرة ان يسيطر على حزنه لحزنها 
هو لايتمنى شىء في الحياة سوى ان تتيقن فقط من صدق مشاعره فلو كذبته عيناها الف مرة سيظل قلبه يردد حبها الاف المرات 
فتحت جينا باب الغرفة فى بطء وبدأت فى فك بعض ازرار قميصها وهى تمد يدها الاخرى الى زر الاضاءة لتتفاجىء بيوسف يجلس على طرف الفراش 
تراجعت خطوتين وهى تضع يدها على صدرها وتشهق فى خوف 
نهض يوسف ونظر لها لحظات قبل ان يقول فى تهكم حمدلله ع السلامة يا هانم 
ردت وهى تتجه الى احد المقاعد فى زوايا الغرفة جالسة فى هدوء 
ايه اللى جابك بدرى 
نظر لها شذرا وهو يجيبها في غيظ 
جيت لما المربية كلمتنى وقالت ان الولد تعبان وسيادتك مش موجودة كالعادة ومش بتردى ع التليفون 
واضاف وهو يشير لها بسبابته فى ڠضب 
انا مش فاهم انتى ام ازاى يعنى سايبة ابنك للمربية وقولنا ماشى معندكيش خبرة لكن حتى مترديش عليها تشوفيها عايزة ايه وتطمنى على الولد 
رمقته بعدم اكتراث وهى ترفع قدما فوق ساقها لتخلع حذائها 
لم يحتمل أكثر فاقترب في حنق وجذبها من معصمها لتقف امامه هاتفا 
لما اتكلم معاكى يبقا تردى عليا 
حاولت ان تفلت معصمها من قبضته وهى تصيح به 
انت عايز ايه منى بالظبط 
زاد
 

تم نسخ الرابط