روايه اخطائي الجزء الاول شهد محمد جادالله
المحتويات
عيناها دون أي رد فعل يذكر حاولت سعاد و ثرياالتخفيف عنها ومواساتها ولكنها لم تنتبه لكلمة واحدة منهم بل كانت ساهمة بعيون فارغة وكأنها فقدت كافة شغف الحياه بعد خسارتها.
رهف علشان خاطري بلاش تعملي في نفسك كده...طب ردي عليا او عيطتي وخففي حمولة قلبك
هترتاحي
قالتها سعاد بمحاولة بائسة منها أن تجعلها تخرج عن حالة الجمود تلك ولكن بلا فائدة فلم تجيبها لتغمغم ثريا بأسى وبملامح متهدلة شديدة الحزن
لتعقب سعاد بحمئة
أبن أختك هو سبب كل ده منه لله ربنا ينتقم منه
نكست ثريا رأسها ولم تجد حديث مناسب ترد به لذلك ألتزمت الصمت وايضا سعاد التي كان يصعب عليها رؤية رفيقتها بتلك الحالة وكم تمنت لو تستطيع أن تخفف عنها ...
كان ذلك الصمت الذي ساد أجواء الغرفة ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة فقد شهقوا بقوة مفزوعين عندما اندفع الباب وظهر ذلك الساخط قائلا بحمئة ليست ابدا بمحلها
ده انا هسود عيشتك
اندفعت سعاد كي تردعه عنها صاړخة وهي تدفعه بصدره
أبعد عنها مكفكش اللي حصلها بسببك... منك لله
دفعها عنه بغل قائلا بوعيد احمق وهو يحاول أن ېتهجم على تلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة
هي لسة مشافتش حاجة مني وانا هعرفها ازاي تعند معايا
اتهد بقى هتعمل فيها أيه أكتر من اللي عملته
اشتد الحوار بينهم ما بين لوم و وعيد غافلين كونها تخلت عن حالة الجمود التي عليها بمجرد رؤيته وكأنها استوعبت الأمر الأن فقد تعالت وتيرة انفاسها واتسعت عيناها بهلع عندما مر ذلك المشهد الأليم وهو يدفعها ويهددها أمام عيناها من جديد لتنطلق صړخة حاړقة مټألمة من أعماقها الممزقة و تضع يدها على وجهها تخفي عيونها وتهز رأسها بطريقة هستيرية وكأنها فقدت صوابها صاړخة بكامل صوتها
في تلك الأثناء كان نضال في طريقه لمغادرة المشفى بعد انتهاء وقت عمله ولكن تناهى إلى مسامعه صړاخ يصدر من غرفتها ليهرول لهناك ويصيح پحده ما أن رأى حالة الاڼهيار التي هي عليها وتجمهر بعض العاملين أمام باب الغرفة يحاولون ردعه الأخر
هو في ايه بالظبط انت فاكر نفسك في بيتكم دي مستشفى يا استاذ يا محترم وميصحش تعلي صوتك ولا تتصرف بالھمجية دي
أنت مالك انت انا ازعق في المكان اللي يعجبني وبعدين الهانم اللي قدامك دي مراتي وسقطت من غير علمي وانا عايز المسؤول هنا علشان هخربها على دماغكم كلكم
تجهمت معالم نضال وهو ينظر له نظرة مشمئزة مستنفرة وهدر بإنفعال
مراتك سقطت بسبب تعنيفك ليها وده اللي هكتبه في التقرير الطبي ده غير محاولتك دلوقتي بالتعدي عليها
يعني ايه مش فاهم
لوح نضال بيده وتوجه لها وقال بصوت جهوري للممرضين الذين هرولوا على صوت صړاخها ولم يتمكنوا من تهدئتها
حد يجبلي حقنة مهدئة واقفين تتفرجوا على أيه!
وبلغو الأمن يطلعوا الأستاذ ده بره
احتدت نظرات حسن بغيظ وهدر معترضا
انا مش هتحرك من هنا غير لما أفهم
أجابته سعاد بنفاذ صبر وبهجوم شرس
انت هتستهبل كل اللي حصلها ده بسببك رهف سقطت لما زقتها أنت السبب في إجهاض البيبي...
نزل حديثها عليه كالصاعقة وفرغم أنه لم يسعد بخبر ولكنه لم يتعمد ابدا أن يكون سبب في خسارته.
فقد أبتلع رمقه بحلق جاف وزاغت نظراته بين تلك المسكينة التي تنتحب وتصرخ به كي يغادر وبين الجميع ثم تراجع عدة خطوات للخلف وكأن الأرض تميد به تزامنا مع صړاخها المتكرر الذي رج أرجاء المشفى
أخرج مش عايزة اشوفك تاني بكرهك ياحسن ...بكرهك وعمري ما هسمحك...
نظر لاڼهيارها بعيون زائغة وبقايا ضميره ينهش به يخبره أنه بفعلته تلك قد يخسرها للأبد لذلك برر قائلا بنبرة مهزوزة متلجلجة
رهف... انا مكنش قصدي...
لتدخل ثريا آمرة إياه پحده
مش وقته الكلام ده امشي البنية مش طايقة تشوفك
يا خالتي انا مكنش قصدي هي اللي استفزتني وقتها و....
كاد يستأنف تبريره المقيت وكعادته يحمل تلك المسكينة عبء ما حدث لولآ أن ثريا قاطعته بحدة وبنبرة صارمة
اخرس ومتفتحش بؤك ومن النهاردة تنسى أن ليك خالة والمسكينة دي ذنبها في رقبتك و ربنا اسمه العدل وهينتقملها منك علشان انت خسيس و متستاهلش ضفرها
مرر يده بخصلاته وهو يشعر بأن الډماء تغلي برأسه ويعجز عن التفكير ليمنح اڼهيارها نظرة مطولة وشيء من بقايا ضميره ينهش به فلم يتوقع في أسوء كوابيسه أن يتوصل به الأمر لهنا. ليسعفه عقله العقيم ويتدخل شيطانه كعادته ويبرر له أنها هي من استفزته وجعلته يفقد سيطرته على ذاته لذلك الحد الذي جعله يتسرع ويدفعها دون أن يفكر في عقبات للأمر
قطع تفكيره تكرار نضال وهو يحاول
متابعة القراءة