روايه في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
بكل ما أوتيت من قوة و بادلها هو العناق باقوي منه فقد كان اخ بنكهه أب علي قدر قسوته يأتي
حنانه علي قدر جموده و بروده و لكنه لم يكن يتحمل أن تمسها نسمة هواء كان اشقاءها الثلاثه بمثابة درع حامي لها يجعلها تشعر بالأمان من وحشة هذا العالم و حين فقدت حازم شعرت بأن عالمها اهتز وانقلب رأسا علي عقب و بعد أن تجاوزت صدمة فقدانه أصبح الآخران هما حياتها بأكملها لذا كان أقل شئ منهما قادر علي كسرها و قد لمس هذا سالم لذا تركها تخرج مكنونات ا على هيئة عبرات غزيرة آلمته كثيرا و لكنه لم يعلق بشئ و انتظر حين تنتهي من نوبة نحيبها و قد كان كل هذا يحدث أمام فرح التي تراجعت بخطوات بطيئه الي الخارج لتترك لهم حرية التعبير و الحديث و جلست على أحد المقاعد و ما لبثت أن ترتاح قليلا حتى وجدت رقم جارتها الثرثارة التي هاتفتها كثيرا لذا زفرت بقوة قبل أن تقوم بإعادة الاتصال بها و ما أن تحركت حتي جاء ياسين الذي كان استقرت حالة والده الذي يقطن إحدى الغرف في الطابق الاعلي و حين اطمأن علي استقرار حالته شعر بحاجه ملحه لرؤيتها و الاطمئنان عليها لذا توجه إلي غرفتها و ما انا أوشك علي الدخول حتي أتاه إتصال هاتفي كان ينتظره فأجاب بنفاذ صبر
سعد علي الطرف الآخر
بحاول اوصلك من الصبح يا ابني انت فين
ياسين بحنق
ابويا تعب جدا بالإضافه اني روحت علي العنوان الي ادتهولي لقتهم مسافرين بقالهم اكتر من شهرين شفت الحظ
أوف بقي طب و هتعمل ايه
ياسين پغضب
مش عارف و ابويا حالته بتسوء كل يوم عن يوم و أنا عامل زي المكتف مش عارف اعمله حاجه
صمت سعد لثوان قبل أن يقول بتفكير
طب اديني يومين كدا في فكرة في دماغي يمكن توصلنا لحاجه
ياسين بإستسلام
انهي مكالمته و ما أن أوشك علي طرق الباب حتي تفاجئ بصوت أنثوي خلفه
لو سمحت ممكن تتحرك من قدام الباب شويه عايزة ادخل
تراجع ياسين خطوتان و هو يقول بحرج
اه معلش آسف اتفضلي
فرح بلطف
لو حضرتك كنت هتدخل اتفضل
ياسين بحرج
لا خلاص انا بس كنت عايز اطمن علي آنسه حلا ممكن آجي في أي وقت تاني عادي
لا تعلم لما شعرت بأن ملامحه ليست بالغربيه عليها فطال تحديقها به لثوان قبل أن تقول
هو حضرتك تعرف حلا منين
انا ياسين عمران معيد في جامعه قناة السويس و حلا طالبة عندي
العشرون
أنت لا تعلم عدد الحروب التي أخوضها في الليلة الواحدة حتى أبدو لك صباحا ذلك الشخص المنتصر الذي يظهر و كأن لا شئ قادر على هزيمته ف خلف تلك الإبتسامة ندوب كبيرة داويتها وحدي و خيبات عظيمة تجرعتها وحدي و مرارة لاذعة تمتد من الحلق إلى القلب و لكن لا بأس ف أنا دائما بخير !
نورهان العشري
كان
يراودها شعور غريب وهي تناظر ذلك الرجل بأنها قد رأته مسبقا و لكن لا تعلم الزمان و لا المكان لهذا اللقاء
شعور بالحرج تملك منها حين مد يده ليصافحها فتحمحمت و ارتسمت ابتسامه بسيطه علي محياها و صافحته بالمقابل فتحدث بأدب
فرح
لم تستطع اكمال حديثها فقد انفتح الباب علي مصرعيه و أطل منه سالم الذي تفرقت نظراته بينهم وجدها تصافحه فاكفهرت ملامحه وقال بخشونة
بتعملي ايه هنا
فرح بهدوء
أبدا كنت بعمل تليفون و كنت لسه
لم يتثني لها إكمال حديثها فوجدته يتجاهل ما تقوله و الټفت إلي ياسين يناظره باستفهام و ملامح يكللها عدم الرضا فتحدث ياسين معرفا نفسه
ياسين عمران معيد في جامعه قناة السويس و حلا طالبه عندي
تردد الاسم علي أذانها و لكنها استنكرت الأمر بقوة فعائله والدها من الصعيد تحديدا المنيا و من المؤكد أن هذا تشابه أسماء
قطع حديثها صوت سالم الخشن حين قال
أنت الي جبت حلا عالمستشفي
أومأ برأسه دون حديث فتابع سالم باقتضاب
أشكرك عالي عملته مع اختي
ياسين بتحفظ
حلا طالبه عندي و أنا معملتش غير
الواجب
اومأ سالم دون حديث فتابع ياسين
حمد لله علي سلامتها
ثم الټفت إلي فرح قائلا بذوق
فرصة سعيدة يا آنسة فرح عن اذنكوا
قال جملته الأخيرة و كأنه ألقي بقنبلة اڼفجرت فور أن غادر حين وجدت ذلك
الذي كانت ملامحه تقطر ڠضبا و عيناه ترسل شرارات حاړقة جعلتها رغما عنها تتراجع خطوة للخلف فجمدها صوته القاسې حين قال
تعرفيه منين
جفلت فرح من لهجته و قالت بذهول
هو مين اللي اعرفه
دكتور ياسين
لا معرفوش و هعرفه منين
ازدادت قتامه عيناه و قال بلهجه حادة
اومال كنتي واقفه بتتكلمي معاه ليه و