من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

لك إني عاشقك وباني لك في قلبي قصور سكنتها ضحكتك وملامحك وحزنك وفرحك وكل حاجة حلوة أو وحشة تخصك وعملت لك جدران قلبي حيطان تبقى قصر عشقك يابت عمي 
ياترى يابت عمي فات الأوان ولا لسه 
أنهى اعترافه المكتوم في قلبه وياليته لم يكتم وانتظر منها حكم الإفراج عن سنين العشق والتعويض عنهما ولكنه انتظر وانتظر وهو ينظر إليها بعيناي راجية ووجدها لاتنطق وليس لقلبه شفاعة عندها ولا لعشقه مأوى لديها أصيب بالخذلان اللامتناهي وتحطمت جدران قصرها بين ثنايا قلبه وأصبح مهشما 
ثم قام من مكانه وهتف بحزن شديد 
خلاص يابت عمي جوابك بان من عنوانك بس أحب أعرفك ان طريق عشقك واعر أوووي وأوعر من طريق عشقي ليكي بكتيير وياريت متندميش ولا على قلبك اللي لسه بادئ ينبض لساته قلب خضار ولا على عمرك اللي هتضيعيه مع إنسان ميعرفش الحب ولا عمره دق له باب ولا هيدق أينعم راجل محترم وعمر الغلط مايعرف طريقه لكن راجل عملي فوق ماخيالك يصور لك هنيالك شقاء قلبك يابت عمي وربنا يوفقك 
أنهى كلمات وجعه وصار بين طرقات الحديقة مجروحا تسوقه ډم اء قلبه الموجوع كل خطوة يخطوها كأنه يمشي على الأشواك ولم يجبر قلبه شعوران مختلفان إحداهما السعادة الغامرة لقلبه قبل أن يتحدث معها وتسبقه خطوات الفرحة والآخر شعور التضاد وهو الحزن الشديد لقلبه بعد أن تحدث معها وتسبقه خطوات الحزن 
ولكن هاهي الحياة تلقي صفعاتها المکبلة بالأشواك لدي الجميع 
في منزل مجدي زوج مها كانت جالسة مع أبنائها تلاعبهم فهي تعشقهم بشدة وهم لها بمثابة الحياة والروح والكيان 
تقوم بجميع واجباتها كأم لديهم بكل حب وحنان دون شكوى أو كلل أو ملل 
تعشق رائحتهم وتواجدهم معها في المكان واقترابهم منها هي أم بدرجة امتياز والجميع يشيد لها بذلك من هيئة أبنائها التوأم ذو السبعة أعوام تحدث أحد الأطفال لأمه بتلقائية
عارفة ياماما مازن صاحبي باباه بيوديه كل الدروس وبياجي ياخده كمان منيها وبيقول لي كمان أنه بيوديه تدريب للكورة في النادي وبيحكي لي كتييير عن المدرب اللي بيدربهم وعارفة ياماما المدرب قال له إنه هيوديه نادي المحترفين علشان هو بيلعب حلو
وتابع الصغير حكواه وهو ينظر إلى والدته بتمني 
له ياحبايبي باباكم بيحبكم قووي وميقدرش يستغنى عنيكم هو بس بيشتغل كتييير علشان يوفر لكم عيشة زينة وأظن اهه مش حارمكم من حاجة واصل ياحبابيي 
تفهما الصغيران كلامها بعقل الأطفال الذي لم يعرف الخبث يوما وردد الآخر 
تعرفي ياماما إن عمي عامر حنين قووي علينا وبياجي علطول يطمن علينا ويلعب ويانا أني بحس أنه بيحبنا اكتر من بابا 
فور أن نطق اسمه أمامها علت أصوات
ذاك النابض بين ضلوعها وتناوبت غرفه عليها وتبادلا الدقات پعنف شديد فولداها محقين بكل شعور وإحساس لدي أبيهم التارك لهم ولم يعيرهم أدنى اعتبار لقد ملت من المطالبة بحقها معه وشعرت الآن بمدى الخزي لأجل أولادها فهم يشعرون بالأبوة تجاه رجل ثاني 
دقت الذكريات تلج في عقلها كالمطارق من
ذاك العامر الذي تتمناه سرا ولم تنساه يوما 
ومن أين لها أن تنسى ومن ينسيها 
لقد تعبت وطفح الكيل وقررت أن تواجه ذاك المتبلد المشاعر الذي تعيش معه 
قضت ساعاتها المحببة من المرح واللهو مع أبنائها ثم أدخلتهم غرفتهم كي يستعدو للنوم فقد تأخر الوقت 
بعد مرور وقت قصير شعرت بالصداع يداهم عقلها فقامت وصنعت فنجانا من القهوة وتناولت حبة للصداع معتادة على أخذه ولم تنزعه من حقيبتها الخاصة أي وقت ثم جلست تنتظر زوجها والذي دوما يتأخر في مجيئه وتكون قد غلبها النوم ولكنها صممت تلك المرة على انتظاره 
مرت ساعات ليست بالقليلة الي أن دقت الساعة الثانية صباحا بعد منتصف الليل وجدته دالفا بإرهاق بين على جسده 
ألقى مفاتيحه بإهمال ثم لاحظ وجودها في المكان فردد مندهشا
مها ! إيه اللي مصحيكي لحد دلوك عاد ايه في مصېبة حوصلت ولا ايه 
تأففت في جلستها ثم استندت بجزعيها على ركبتيها ووطأت قليلا وأردفت وهي تشعر منه بالخيبة
الناس بتدخل تلاقي مراتاتها مستنياها وسهرانين مخصوص علشانهم بيفرحوا وبيحسو إن ليهم قيمة عند ستاتهم وأول شي بيقولوه في الحاجات داي شكر وكلمة حلوة 
وتابعت كلماتها وهي تشير بامتعاض
مش يقولوا في مصېبة حوصلت ! مهتتغيرش يامجدي مهتتغيرش واصل لحد مانموت 
انزعج الآخر من ثرثرتها كما ينعتها دوما ثم تحدث باستنكار وهو يضرب كفا بكف 
وه ياصباح ياعليم يافتاح ياكريم هو إنتي عاكرة تخانقي دبان وشك عمال على بطال يابت الناس ولا ايه 
حركت رأسها بغل وأجابته بموافقة 
ايه 
اتسعت عيناه واردف
طيب ليه اكده إنتي معرفاش الساعة كام هو داي وقت خناق ونقار ونكد 
قامت من مكانها ووقفت أمامه وهي تردد بقلة صبر من بروده 
اني زهقت لاا مش بس اكده طهقت منك ومن برودك معاي ومن حياتي اللي بتنتهي وسط حيطان البيت ده وأني لحالي يامجدي 
وتابعت حديثها وهي تطبق على ملابسها من أمام صدرها 
مبقتش طايقة نفسي ياناس ولا حتى خلجاتي داي وإنت ولا انت اهنه ومش بس اني دول عيالك كمان مهيحسوش إن ليهم أب بيحبهم وبيخاف عليهم وبيتمنى قعدتهم وشوفتهم وحضنهم 
واستطردت باستفسار وهي تقترب منه 
إلا قول لي يامجدي هو إنت مبتشتاقش لحضن ولادك زي أي أب !
ولا بتشتاق لريحتهم وقعدتهم وكلامهم !
ولا بتحس احساس الأبوة ناحيتهم وتهتم لأمورهم ومشاكلهم وتعليمهم 
إنت أصلا عارف هما شكلهم ايه دلوك
وتعرف تفرق بينهم ولا لسه بتلخبط ما بينهم زي زمان 
احتدم ڠضبا من طريقتها وتحرك من أمامها وهو يردد بنبرة استيائية 
أبو الجواز على الخلفة على الحريم ده إنتي راضعة النكد وشبيتي وهتشيبي عليه يابو إنتي 
لم تعير صراخه ولا استيائه أدنى اهتمام وجرت ورائه ودلفت الى غرفته التي ينام بها دائما ويتركها وأغلقت الباب خلفها كي لا يسمع صوتهما أبنائهم وهدرت به بروح منهكة
هو انت ايه انت مش بني ادم زينا من لحم ود م ! معندكش شعور أبوة ولا شعور بمرتك ولا شعور ألفة بالناس اللي عايشين وياك !
أني خلاص جبت أخرى منك ومن
البرود اللي أنت فيه ومن الخنقة اهنه وسط حيطان البيت ده 
اعتلى صوته عليها واشتعلت عيناه ڠضبا وهدر بها 
متغلطيش ياحرمة إنتي والزمي حدك واتعلمي الأدب وانتي بتتكلمي مع جوزك ابو ولادك وإلا لو ناقصة رباية هعرف أربيكي على كيفي اهه 
كأنه هواء يتحدث بالنسبة لها ولم تهتز لغضبه وصوته العالي شعرة واحدة ورددت بنبرة مماثلة يملؤها السخرية
وه ! هو خدوهم
بالصوت قبل مايغلبوكم ولا إيه وحق جلالة الله يامجدي لو مارعيت ربنا فينا وشفت بيتك ومرتك وولادك محتاجين ايه لا ه هد المعبد على اللي فيه اني خلاص الصبر زهق من صبري 
خرج من الغرفة وأمسكها من كتفيها وهدر بها وهو يهزها پعنف 
أه وهتعملي ايه بقي ياست مها هانم 
هطلب الطلاق وهاخد ولادي وهسيب لك البيت جملة تأكيدية نطقتها تلك المها بنفاذ صبر سمعها واخترقت أذناه ورد عليها
واني مش هطلق وأعلي مافي خيلك اركبيه وهتعيشي في البيت ده كيف الكرسي وكيف ماني عايز 
نزعت يداها من قبضته ورفعت رأسها ونطقت جملتها التي جعلت الني ران تشب في صدره 
يبقي هخلعك وشوف بقي لما الصعيدي تخلعه مرة ايه اللي هيتقال عنيه 
اشتعلت عيناه پغضب من قوتها وكلمتها التى القتها علي مسامعه وجعلت غضبه واصل عنان السماء وعلى حين غرة هبط على وجهها بصڤعة جعلتها ارتمت على الكرسي الخلفي ورائها من شدتها وتليها صڤعات متوالية حتى شعر بالإنهاك فتركها وغادر المكان وهي تبكي الما ودموعا 
مرت الأوقات على أبطالنا مابين
مجبور ومټألم ومابين سعيد وحزين ومابين متمني واخر لايبالي 
تجلس وجد وهي تمسك هاتفها تناشد إحداهن 
طلعتي بوق على الفاضي وخلتيني أتغر بردك على الفاضي وإنتي ولا ليكي في الطور ولا الطحين 
اجابتها الأخرى بثقة 
له اني عمايل يدي متنزلش الارض واصل وانتي اللي معرفتيش تنفذي كويس يابت امبارح 
هزت الأخري رجليها پغضب وأجابتها وهي تاكل أظافرها بين أسنانها پغضب
سيبك بقي من القنعرة الكذابة داي وغيري الصنف علشان ترجعي لعهدك تاني ويالا من غير سلام 
أغلقت تلك الوجد هاتفها ثم جلست تفكر كثيرا وكثيرا وقررت أن تفعل محاولة جالت بخاطرها لو كانت تلك السيدة صادقة فلتصدق حدسها وتفعل فعلتها تلك ومن الممكن أن تؤتي بثمارها وما جعلها تطمئن كثيرا رؤيتها لعمران من شرفتها ليلة كتب كتابه وهو غاضبا وعلامات الڠضب على وجهه ظاهرة للأعمي 
وبعد تفكير دام لأكثر من ساعة ورتبت ماذا تفعل وأنجزت خطتها أمسكت هاتفها وبدأت تنفيذ مانتوت عليه وضغطت على زر الاتصال وانتظرت الرد وإذا به يأتيها 
وتحدثت وهي تغير نبرة صوتها بمهارة 
اهلا وسهلا كيفك ياداكتورة 
اندهشت سكون من تلك النبرة التي لم تسمعها من قبل ثم ردت سلامها وأكملت
اهلا بيكي مين حضرتك 
قامت وجد من مكانها وتهادت في خطواتها وأجابتها 
أني واحدة اكده متعرفيهاش بس اعتبريني فاعل خير وركزي وياي في اللي هقوله لك ولولا إنك بت حلال مكنش ربنا بعتني ليكي 
قوست سكون فمها باندهاش من تلك الهاتفة لها ثم رددت 
إنتي عايزة ايه ياست إنتي أني مفهماش حاجة واصل 
ابتسمت تلك الوجد بخبث ثم أردفت 
جوزك اللي انكتب كتابك عليه مبيحبكيش واصل واخدك رهان بينه وبين حد مضايقه 
انفعلت سكون من كلامها ثم هتفت بحدة 
إنتي اټجننتي ياست إنتي ولا ايه مش عايزه منك خير واصل ومتكلمنيش تاني 
أنهت كلماتها وقبل أن تغلق الهاتف منعتها تلك الشمطاء مرددة 
طيب تحبي أثبت لك كمان وأقول لك إنه نفر منيكي يوم كتب كتابكم وسابك في اهم يوم بينكم داي حتى كمان مكملش نص ساعة وياكي وسابك وطفش علشان مطايقش وجودك وياه في مكان واحد 
شعرت سكون بأن الكون يدور حولها وأنها
ستفقد وعيها من شدة الصدمة ضاق تنفسها من هول ماستمعت إليه حتى شعرت بالاخت ناق الشديد وكأن الهواء انعدم من المكان وعيناها متسعتان على وسعييهما ويداها ترتعش ونطق لسانها وهو يرتعش 
ان ت ي ب ت ق ل ي ايه يابني أدمة إنتي 
شعرت تلك الوجد بالانتصار فور ان تخيلت حالتها التي عرفتها من نبرة صوتها وأكملت طرقها على الحديد وهو ساخن 
طبعا مش مصدقاني وليكي حق متصدقنيش طيب احلفي اكده إنه مش اللي قلته صح وحقيقي أو أني هعرف منين الكلام داي كلياته ياداكتورة افهمي كلامي زين ودوريه في دماغك قووي واخر حاجة كماني أحب أعرفها لك من باب الخير ان عمران مليهش في الجواز ونافر صنف الستات بحالهم 
ألقت قنا بلها وأغلقت الهاتف وهي تشعر بانتصار وضحكتها الخبيثة رجت أرجاء المكان بسعادة غامرة لأنها تيقنت من فراق الزوجان قبل بدايتهما وها هي أولى الصڤعات التى ألقتها رياح العباد للعباد ليس فيها من الرحمة شئ فهي قات لة مد مرة انتقامها يؤثر مدى العمر على صاحبها وهي فقط
تم نسخ الرابط