من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
الدار
ض ربتها زينب على كتفها وهتفت باستنكار
ست الدار مين داي ! الدار ملهاش غير ست واحدة بس هي أني
أدارت رأسها للخلف وهي تبتسم لأنها بسهولة استطاعت استفزاز والدتها وتسهيل مهمتها وأكملت
كان زمان بقى إنتي انسحبتي والمسحوب مغلوب اما لو عرفت إنك مهملتيش دارك هت ۏلع وشوفي بقى هتحس إن ك سر ضلعها مع ك سر نفسها من اللي عملتيه فيها وهتقضيها نكد على أبو السلاطين لحد مايزهق من وشها البوم ويطردها طردة الكلاب وساعتها تقعدي وتحطي رجل على رجل وتاخدي تارك منيه وانتي قاعدة في بيتك ست الدار
زاغت عيناي زينب وشعرت بمدى غبائها ثم تمتمت
ضحكت بشدة على كلام والدتها ثم قالت من بين ضحكاتها
هو المكر بيتعلموه يا زوبة ! دي طبيعة والست مننا في الخديعة مع عدوها لازم تبقى ضليعة
واسترسلت حديثها وهي تخلع حجابها
أني هقعد بقى وياكي اهنه ونفوتوا مالنا وحالنا وبيتنا لوجد تبرطع فيه بلا سلطان بلا ۏجع راس والله بيت جدي هادي وجميل ومريح
استطاعت استفزازها ثم ض ربتها على فخذها آمرة إياها
قومي يابت فزي لمي لي الهدوم اللي جوة دي هنروحوا بيتنا وهقعد على قلبها لحد ما أفشفش لها ضلوعها كلياتهم لحد ما خليها تقول حقي برقبتي
الله الوكيل يازفتة إنتي لو ماقمتي لاهطين عيشتك قومي يابت مهديهاش فرصة بت المركوب دي تنتصر علي وهقلعها من البيت وأخلي بوكي يقول حقي برقبتي
أرسلت رحمة رسالة لعمران أن يأتي إليهم كي يأخذهم فابتسم لتلك الصغيرة الماكرة فقد فعلتها بحق دون عناء
ثم دخلت غرفة النوم وعبئت الملابس في الحقيبة وأتى عمران إليهم ولامها على ما فعلت ثم أخذهم في سيارته وأوصلهم إلى المنزل وانتهت تلك الليلة العصيبة
أتى صباح يوم الجمعة وذاك اليوم أجازة منة الله من المكتب وفي ذاك اليوم تحبذ الخروج إلى ذاك الكافيه المعتاد التى ترتاح به
ما يميز المقهى الذي تجلس به ويكسبه صبغة ثقافية فريدة أنه كان مأوى الفنانين التشكيليين الذين كانوا يرسمون فيه لوحاتهم المستوحاة من حي الحسين وخان الخليلي وقس على ذلك مجموعة أخرى من المقاهي في القاهرة دمشق بيروت وبغداد التي اشتهرت بدورها الثقافي في تنوير المجتمعات وولادة الأدب
والفن
كما أنه يوجد فيها جميع الطوائف من الناس على اختلاف طبيعتهم وحالاتهم الخاصة
بها تريح قلبها وعقلها ومعتادة على الجلوس بها فصاحبها العم عبد ربه مولع بالأدب العربي وقد افتتحها
خصيصا لأن تكون ملتقى الأدباء وأصحاب المواهب
كان الراديو مشټعلا على تلك الأغنية المفضلة لديهم لسيد مكاوي
أوقاتي بتحلو بتحلو معاك وحياتي تكمل برضاك
وبحس بروحي بوجودي
من اول ما بكون وياك
ويا روحي ساعه ما القاك
مش بس اوقاتي بتحلو
دي العيشه والناس والجو
والدنيا الدنيا بتضحكلي معاك
من كتر حلاوه الايام
ونعيمي وسعدي بلياليك
مش بحسب فات منهم كم
ولا بقدر افكر غير فيكوالليل وياك يساوي زمان
واليوم وياك يساوي زمان
واكتر يزمان من ميه بكره
ده الليل بلقاك انوار وامان
حتى ولو كان من قمره
كانت منة الله تمسك تلك الرواية ومنغمسة بقرائتها وكعادتها صورت فيديو لها وهي تحتسي القهوة وبيدها الكتاب وصورت أجواء القهوة مع تلك الأغنية ثم شاركت الفيديو على صفحتها عبر تطبيق الانستجرام وهي تدون فوق الفيديو
ثمة أشياء هادئة وبسيطة نفعلها في أوقات فراغنا بعد أن ننهي عباداتنا ترزقنا السکينة وراحة البال الآن من مقهى العم عبد ربه حفظه الله لنا وأطال في عمره
ثم أشارت بتاج مقهى الأدباء
في نفس الوقت كان جاسر يمسك الهاتف يتصفحه بإهمال فذاك يوم أجازته ويفضل أن لايعمل فيه كي يشحن طاقة إيجابية تجعله متحفزا طوال الأسبوع
ثم أتى أمامه الفيديو التي شيرته منةالله وتلقائيا ابتسم وأعاد الفيديو مرارا وتكرارا
لقد أدخل ذاك الفيديو السرور على قلبه فلم يجلس في
تلك الأجواء ولا مرة طيلة عمره
فأجواء تلك القهوة تشبه رائحة زمان وحتى الأغنية التي سمعها في الفيديو لم يسمعها منذ وقت طويل وفجأة وجد حاله يهاتفها وما إن آتاه الرد حتى شاغبها
دي إنتي طلعتي صاحبة مزاج عالي اهه مقهى الأدباء وقهوة وسيد مكاوي وبتقرأي روايات طب ما تسأل ياعم علينا وشوفنا اكده بنقضي اليوم الكئيب الممل دي كيف وخدينا معاكي نروقوا إحنا كمان
ضحكت بخفة على مشاغبته وقالت
أصل أني لازم كل جمعة من كل أسبوع بعد ما أفطر اصلي الضهر وأقرأ سورة الكهف وأخلص الورد القرآني بتاعي واخلص أذكاري وبعدين ألبس عبايتي الكلاسيكية اللي تليق بجو المقهى وأجيب رواية مفضلة وآجي اهنه أني وأخويا مدحت هو بيقعد في ركن الرسم والفنون التشكيلية وأني أقعد في ركن الأدباء أقرأ روايتي لحد ماأحس اني خلاص تعبت ياخدني يعزمني على الغدا وبعدين أروح هلكانة نوم بحب اليوم دي باختلافه وأجوائه قووي وبحس اهنه بالراحة
تعلق قلبه بالروتين الخاص بها فهي رقيقة حتى في حياتها فليست كباقي الفتيات تحب الخروج في الأماكن التي يصحبها الضوضاء والشغب شعر بأنه يريد أن يشاركها تلك الأجواء الكلاسيكية التي تبعث في الروح الرقي ثم قام من مكانه مردفا لها
طب بقول لك ايه يامنون خليكي جدعة اكده وابعتي اللوكيشن واني طيران وهكون عندك أصلي حبييت قووي مقهى عمي عبده
أنصتت له بتركيز وما أن علمت بقدومه دق قلبها داخلها وفورا ارسلت له اللوكيشن
ثم أغلقت ذاك الكتاب وجلست تفكر في ذاك الجاسر الذي اقتحم عالمها برجولته المفرطة
وهي تحدث حالها
أمن الممكن أن يراني أحدهم يوما ما وأنا بظلامي ذاك ويأتي
الي طالبا قربي ويدخلني عالمه
العالم الذي قرأت عنه كثيرا وكثيرا وسرحت بخيالي أميالا وبلادا ووديانا
أمن الممكن أن ذاك الجاسر احب ألواني القاتمة وحياتي المنعزلة عن ذاك الكون الصاخب ويأتي معي إلى عالم الانغلاق الذي أعيشه ولكن فلأترك أموري يدبرها خالقي كيفما يقدر لي
وعادت إلى تلك الرواية التي تقرؤها وانغمست فيها بشدة وصل جاسر إلى المقهى وبحث عنها وجدها تجلس في ركن هادئ يليق بها ساقته قدماه إليها وقف خلفها يتطلع إلى تلك الصفحة التي تقرؤها وهي تائهة في عالمها دقق النظر ووجدها تقرأ
أقسى ما كتب نزار قباني عندما قال
أخاف أن أحبك جدا فأفقدك ثم أتألم
وأخاف أيضا أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم أخبرني كيف أحبك بلا ألم
وكيف لا أحبك بدون ندم
حقا تلك الكلمات التى كانت تقرؤها تلك المنة تمعن تلك الكلمات وتفهمها بقلبه وليس بعقله
ثم فاق على صوتها تردد له
سيباك تخلص كلمات عمنا نزار قباني وترمي السلام يامتر اتفضل المكان فاضي
اتسعت عيناه بذهول كيف عرفت بوجوده ولكن لم يريد أن يسألها ذاك السؤال كي لايجرحها ولكنه تحدث وهو يجلس
صوح أني هستغرب ليه أكيد عرفتيني من ريحتي ياست منة
هزت راسها بموافقة
من أول ما صلت وأني حسيت بوجودك
المهم ايه رأيك في كلام نزار قباني الكبير اللي بيقولوا
أجابها بدعابة
بصي هو بيقول كلام عميق واني في العمق آخد صفر في المية
واسترسل دعابته وهو ينظر للمكان بحب
سيبك من عم نزار قباني اللي يتعب الأعصاب دي وقولي لي إيه المكان الجميييل المريح للأعصاب دي بجد حاجة روعة
أغلقت الكتاب ووضعته أمامها على المنضدة ثم تحدثت وهي تشكر ذاك
المكان
بحب المكان دي قووي بحس فيه اني مش مختلفة بحس فيه ان محدش بيبص علي فيه اني حاجة غريبة أو حد بيتعامل معاي اهنه بشفقة بسبب ظروفي
حزن داخله لأجلها ثم قرر تغيير مجرى الحديث كي لا يجعلها تشعر بالضيق في أهم أوقات راحتها النفسية
اني عايز أشرب من القهوة بتاعتك وزييها بالظبط وأسمع سيد مكاوي وأعمل فيديو زي اللي عملتيه يمكن أجذب البنات وياخدوا بالهم مني وان فيه كائن اسميه جاسر المهدي رومانسي ومثقف والحوارات الهبلة اللي بتحبها البنات دي
رفعت حاجبها باندهاش وسألته
وه هي الحاجات داي هبلة في وجهة نظرك هو في أحسن من الراجل الهادي المثقف الرومانسي
دق بأصابع يديه على المنضدة وأجابها وهو بما يشعر به داخله
الراجل اللي تدور عليه الست في وجهة نظري اللي يعرف يحتويها يحس هي عايزة ايه فينفذه لها من بعيد لبعيد من غير مايوريها إنه إزاي سوبر مان يعرف يخطف قلبها برجولته بصحيح مش بصور ولا كلام ولا حبة انشا حفظهم في كتاب
انبهرت بكلامه الذي دوما يشعرها فيه أن المشاعر لاتحتاج للرؤية بالعين فيمكن أن يحس بالمواقف يريد أن يجعلها تشعر بأنها كمثلها وأنها لاينقصها شيئا عنهم
ثم سألها بملامة
إلا بصوح كنتي منزلة فيديو ليلة عشية وانتي عاملة بيتزا وكاتبة جنبها صنع ايدي مش عيب يامنون تعملي البيتزا بالطعامة اللي واضحة في الصورة داي وأني باكل عيش وجبنة
ضحكت بشدة على طريقته الدعابية ووعدته
حاضر يا متر دي انت تؤمر ليك عندي عزومة على أحلى بيتزا
هو انتي بتعرفي تتطبخي صوح يامنون
أمال ايه ماما بتجيب لي كل الطلبات اللي بحتاجها واني طبعا حفظت المطبخ بتاعنا والبوتجاز والتلاجة بالواي فاي فبعرف أظبط طبختي اللي بعملها
حقا شعر بأن الوقت ضاع معها والملل الذي كان يشعر به لم يعد موجودا لقد سحبته لعالمها الهادئ الجميل ويود الغوص به أكثر كي يعرف حياتها وكي تقضي
يومها
وظلا يتحدثان في كل شئ يأتي ببالهم بتلقائية وهم سعداء بالحوار الراقي مع بعضهم ثم جاء أخيها الأكبر وتعارفا على بعضهم وجلس معهم حتى انقضى الوقت معهم دون أن يشعروا فحقا الاختلاف في الحالات لايفسد للحب قضية
في مثل ذاك اليوم ولدت الباش محامية رحمة المهدي وأتت إلى الدنيا فأنارتها كل سنة وانتي طيبة يا انا
ذاك البوست الذي نشرته رحمة على صفحتها على الفيس بوك وهي تهنئ نفسها بيوم ميلادها ونشرت صورتها تحت ذاك المنشور في الساعة الثانية عشر صباحا
كان ذاك الماهر جالسا في حديقة منزله أمام حمام السباحة وفي يده كوبا من القهوة وأمامه ذاك المشعل المضاء بالن ار فالجو كان شديد البرودة في تلك الليلة ولكنه يحب الجلوس في تلك الأجواء الباردة التي تشبه برودة الحياة التي يعيشها
ثم استمع الى ذاك الإشعار على هاتفه أمسك الهاتف بملل ثم قرأ الإشعار وإذا هو تطبيق الفيس بوك يبلغه بأن ذاك اليوم ميلاد المشاغبة التي اقټحمت حياته وللعجب أنها كانت في باله في ذاك الوقت ويفكر بها بأن يرسل لها باقة تهنئة بيوم ميلادها
وهتف وهو يحادث نفسه ولكن بصوت مسموع
كانك ورايا ورايا حتى في خلوتي مع حالي مش فايتاني
ثم فتح صفحتها
متابعة القراءة