من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

لا أكثر
مستنياك تحت 
نظر إلى أخيه نظرة شفقة ثم لحقها جلسوا على أريكة متنحية عن الزحام مع مراعاة التباعد بينهم فقد أصبحوا يبغضون الوضع بينهم بشدة ثم سألته باختصار 
ماله مجدي 
لم يعرف بما يجيبها وكيف يخبرها بما حدث لأخيه ولكن هو القدر وحكم الله في عباده فأخبرها بصوت متقطع 
مجدي حالته حالته صعبة والدكتور قال لي إنه يعني انه جاله شلل 
ما إن تفوه بتلك الكلمات ارتجفت يدها لتقع الحقيبة الخاصة بها من يدها فبالرغم من إصرارها علي الطلاق لكن كانت لاتعلم إنها سيعتذر لها ويؤنب حاله هكذا وكأن إنسكب فوقها دلو من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ثم تبدلت معالم وجهها من الصدمة إلى الهذيان بلسانها 
سبحان الله يوم الاعتذار بغلطه معايا في عشرته الج حيم اللي عيشهالي وأنه هيعوضني سنين الحرمان هو نفسه يوم سجني معاه 
واني بردو هفضل عايشة في حرمان وبدل ما كان بصحته بقى عاجز واندف نت معاه بالحيا 
رمقها بنظرات مش تعلة على ماتفوهت به قائلا بتوبيخ 
هو ده كل اللي هامك يابني آدمة إنتي ! بقول لك اخوي اټشل واحتمال كبير جدا ميمشيش على رجليه تاني تقولي حرمان وسج ن 
واسترسل حديثه الغاضب منها 
هو إنتي إللي بيجري في د مك ايه ماية مش د م 
رمقته پغضب مستطير من رماديتيها المش تعلة
إنت اللي بتتكلم عن الأصل والإحساس انت ناسي انك شاهد ومشترك معاي في كل حاجة عميلناها انت السبب في
كل اللي أني فيه 
انت اللي جرجرتني وراك وفضلت تتسحب لي يوم ورا يوم لحد ماخلتني غلطت ومن وقتها واني بتمنى الم وت الف مرة ومش لاقياه 
ولولا ولادي كنت انتح رت وسيبت الدنيا باللي فيها وريحتكم من مها 
ثم حملت حقيبتها وانتوت المغادرة ولكنه وقف أمامها معترضا طريقها ناهرا إياها
إنتي ليه بتحمليني الذنب لوحدي واني السبب في كل اللي وصلنا له مع انك كنتي موافقة وكل حاجة برضاكي 
فقدت السيطرة على أعصابها وهدرت به
علشان ست ضعيفة ومكنش ينفع أضعف أما انت راجل واللي خنته يبقى اخوك ليه خنت وخلتني خاېنة ياعامر ليه 
ألقت كلماتها وتركته وغادرت المكان بقلب يخفق حزنا معتادا عليه وليس بجديد أما هو جلس يتذكر ماحدث منذ سنوات وتلك الذكرى لم تغيب عن باله وكأنها حدثت أمس 
فلاش باك
أخيرا فكيتي الجبس ورجعتي انطلقتي في شقتك تاني وډخلتي مطبخك وهناكل من يدك وبطننا هتخف من المعجنة اللي بناكلها بقالنا شهرين 
ضحكت بشدة على كلامه وطريقته ثم اومأت برأسها
ياه أخيرا ياعامر دول كانوا شهرين صعاب قوووي ومتتخيلش اني عانيت فيهم الأمرين إزاي بس إنت شقت بعنيك 
وتابعت حديثها وبسمتها تبدلت لحزن 
مجدي مكانش بيهتم بيا ولولا اخواتي كانوا بيراعوني كان زماني اتش ليت دول لما كانوا بيمشوا وابقي عايزة أشرب ورجلي ۏجعاني ومش عارفه اتسند وأجيب حاجة لنفسى وأقول له عطشانة وهو نايم بيشخر جاري يهب في وشي ويقول لي متقرفنيش 
أحس بالخزي لكون ذاك المجدي أخيه ثم هدأها 
معلش يامها ربنا شفاكي ومش هتتحوجي لحد واصل 
حركت رأسها للأمام ثم سألته 
هو مش انتوا اخوات ليه مش حنين زيك ولا راجل في معاملته زيك ياعامر 
اقترب منها بضع خطوات وسألها 
هي الحنية من الراجل للست في نظرك إزاي يامها 
أعجبها سؤاله وأجابته بعيناي لامعة ببريق التمني 
إنه هو اللي يحسسها باحتياجه دايما ليها مش انها حد ملهوش لازمة في حياته 
انه في وقت ضعفها يحتويها ووقت احتياجها للاحتواء منه يلبي احتياجها من كل حاجة إنه يكون انسان ياعامر مش أكتر 
سألها مرة أخرى
ربي اني أخطأت من ذنبي الكبير فتب علي وتقبلني ربي لا تعاملني بعدلك وعاملني برحمتك فإني ندمت على ما فعلت وعزمت على أن لاأعود 
وظل على وضعه
هكذا حتى سمع آذان الظهر فقام متجها ناحية المسجد كي يؤدي الفريضة ويدعوا ربه أن يغفر ذنبه 
في مكتب جاسر فقد وافق على أن تعمل منة الله في مكتبه فقد اقتنع بها وبالفعل منذ أن عملت في المكتب فهي نشيطة جدا وكما أنها لها أدواتها الخاصة من اللابتوب والهاتف وتجيد التعامل معهم بحرفية وكأنها لم ينقصها شئ ولانها منظمة ونشيطة قرر أن يستشيرها معه نظرا لرجاحة عقلها في بعض المواقف التى حدثت أمامها وأثبتت ذلك 
فجعلها المسؤولة عن تنظيم القضايا والمواعيد وكما أنه
اعتبرها المستشارة الخاصة بقضاياه فقد أحب عقليتها وطريقة تفكيرها الخارجة عن الصندوق وبدأ يشعر
معها بإحساس أنها الصاحب من اسبوع فقط عملت معه 
فأثناء تفحصه لملف قضية دلفت إليه منة وهي تنبهه 
دلوك معاد مدام ريهام قدامها حاجة بسيطة وتوصل ممكن تفصل العشر دقايق دول علشان تركز معاها لأن من الواضح حوارها كبيير وملغم 
أغلق الملف الذي أمامه ثم سألها بمشاغبة فجاسر من النوع المرح في إدارته بعكس ماهر الريان تماما
وه وعرفتي كيف ياعفريتة إنتي إن حوارها كبيير وملغم كانك شفتيها وهي بتتحدت وياي المرة اللي فاتت 
ابتسمت بهدوء
كعادتها وأجابته 
هو أني مقلتلكش يامتر اني بحب اهتم بشغلي وبكل صغيرة وكبيرة فيه وطبعا درست الملف بتاعها علشان اتناقش معاك في كذا نقطة قبل ما تاجي 
ضم حاجبيه بعبس وبنبرة قانطة مصطنعة
وه هو إنتي جاية دلوك علشان أفصل عاد ولا نتكلم في حوار ريهام هدي علي حالك يامنة وسبيني أفصل وأريح شوي زي ما قلت لي 
ضحكت بخفة وأردفت بنفي وعتاب مصطنع 
أه تفصل شوي وبعدين ياجي القضا المستعجل دلوك ووقتها تتلخم وتمشي المبجلة ريهام وترجع تقول لي قصرتي في شغلك يامنة وأفسر ايه ومدرك ايه لااااا يامتر الشغل شغل واني في الشغل محدش يوصيني كوباية الشاي هتلاقيها جاية دلوك تشربها وتفوق وتركز في حوار ريهام البنية عايزة تخلع جوزها اللي شتمها وقال لها إنتي معندكيش د م والحوار شكله كبيييير 
ضحك بشدة على مشاغبتها وطريقتها الساخرة من مشكلة تلك الريهام ثم سألها 
وه كانك بتسخري من مشكلة موكلتي اياك 
واسترسل دعابته وهو يض رب كفا بكف
والله حال الستات اليومين دول عجب لا اللي جوزها مريحها مرتاحة ولا إللي جوزها تاعبها عارفة تاخد حقها والحال بقى ماشي اليومين دول بالمشقلب 
تعمقت منة في معاني كلماته ثم رددت 
عارف يامتر اني بحمد ربنا كتييييييير قووي على اني كفيفة لأن المتشاف من الدنيا دلوك صعيب قووي كل حاجة في الدنيا اتغيرت كله بقي شايف أنه مفيش زيييه وانه أحسن حد في الدنيا كله بقي بيتمعظم على كله وكتيير قوووي بمجرد ما ربنا يبتليهم يقولوا إحنا محسودين والعين ويانا والقريب مبقاش صافي لأخوه والحياة بقت مرهقة قوووي 
أما اني حالتي الحمدلله محدش هيحسدني ولا حد هيغير مني ولا حد هيفكر فيا من الاساس وده نوعا ما بيدي للإنسان راحة نفسية أنه محدش شاغل باله بحاله 
شعر بوج عها المخبأ من وراء كلماتها كم هي رقيقة كالورد وكلماتها تعبر عن حالتها المتعبة ولكنها تداريها وراء الابتسامة الصافية فمن مثلك يا منة الله فنحن بأعيننا ونرى الكون حولنا ومتعبين بدرجة لا توصف كفى انكي لن ترين الألوان الصاخبة التي سببت العبث في دنيانا وأشعرتنا بمدى حماقتنا 
وقف كلتاهما على كلماتها التى أزعجته بشفقتها عليه وأشعرته بمدى الضوضاء التي يعيشها الآن يالك من قدر محكم الخطى تعطي لمن تريد لحكمة جليلة لا يعلمها الا انت وتمنع عمن تريد لجبر وعوض لم يعلمه احدا الا انت 
وصلت تلك الموكلة وأدخلتها السكرتارية إلى المكتب وجلست منة الله في مكانها فهي أتت قبل ذلك وتعلم أن تلك المنة المستشارة الشخصية لجاسر 
فسألها جاسر 
لسه عند قرار الخلع يامدام ريهام ولا غيرتي رأيك عاد 
براي متشبس أكدت له 
لا لسه عند قراري ومش هغير رأيي أنا أصلا غلطانة اني سبت اسكندرية وجيت اعيش هنا في الجو الخنيق ده أنا كان مالي ومال الهم ده وارجوك يامتر أنا عايزة كل حاجة تخلص بسرعة أنا نقلت حاجتي وكل متعلقاتي اسكندرية تاني ومش عايزة ارجع إلا لما يتحكم في جلسة الخلع 
ثم نظرت إلى منة تطلب منها الاستشارة لأنها انثى مثلها 
بذمتك يامنة أرجع له بعد ما قال لي عيشتك تقرف ومعندكيش د م 
ادعت منة عدم التركيز فداخلها يضحك بشدة على تلك التافهة ثم سألتها 
طب وبنتك هتعملي فيها ايه هتفوتيها لحالها ولا هتاخديها معاكي وبعدين تكملي مشوار المحاكم علشانها 
بكل ارتياح أجابتها 
بنتي تلزم أهلها هما اللي يربوها هو أنا هعيش أربي له بنته واخنق نفسي بيها وهو يتجوز ويعيش حياته لاااا
سكة السلامة ستها ام لسانين تربيها 
حقا اغتاظ جاسر من تلك الطريقة المتعجرفة التى تتحدث بها وود ان يلقنها درسا في الأخلاق والأمومة ولكن قرر أن يمشي في خلعها ولكن ليس رأفة بها ولا بتفاهتها إنما رأفة بزوجها المسكين الذي ومن الواضح أنه عانى منها الويلات وكما أن تلك الفارغة لم تعرف تربي ابناءا فسينقذه هو وابنته 
ظل يتحدث معها ويسألها في أمور عدة إلى أن انتهت جلستها الثقيلة على قلبه وبعد أن غادرت هتفت منة وهي تضحك بخفة
أهو أول حاجة مفيدة للعمى اللي أني فيه اني مطلعتش للبجحة داي وه يابوي على آدي ست أعوذ بالله منيها 
ضحك بشدة على كلامها وبعد قليل هدأ ثم نظر إليها وهو يتعمق
في ملامحها البريئة الجميلة فهي عبارة عن لوحة فنية من الجمال الملائكي فمن يراها لن يشك انها لن ترى وأنها كفيفة ظل ينظر إليها وهي تدون الملاحظات الخاصة بقضية ريهام كي تعطيه الملف جاهزا كي يدرسه 
في مكتب ماهر الريان عادت رحمة أخيرا إلى المكتب فمنذ فرح عمران وهي لم تأتي وماهر يشعر بعدم الارتياح دونها 
عندما دلف الى مكتبه رآها تجلس مكانها وتقوم بعملها فأخذ نفسا عميقا معناه الراحة في وجودها فتلك الصغيرة ومشاغبتها وتشبسها وعنادها وتركيبتها ككل سببت الضوضاء داخله وأشعلت ثورة الاحتياج للأنثى في عالمه بعد أن أغلق على حياته بدونهما ولكن بعد كل تلك السنوات أتت تلك الرحمة كنفحة لإحيائه من جديد كي تشعره بأن ذرات الإحساس مازالت تتوغل داخل صدره فور دلوفه وجد قدماه تقف أمامها ووجد لسانه ينطلق ترحابا لأول مرة بشخص لاااا ولم يكفي فقط بل انطلق لسانه بالاحتياج إليها
حمد لله على السلامة نورتي مكتبة يارحمة المكان كانه كان ناقصه حاجة كبيرة وركن مهم واهو عاود من جديد 
رغم حزنها منه ومن جفائه معها إلا أنها استوحشته بشدة استوحشت رؤية ملامحه الرجولية البحتة صاحبة الصرامة بذاتها التى كانت تكرهها استوحشت جموده وحتى حدته في التعامل فذاك القلب حينما يعشق يشتاق وحينما يشتاق يغفر وحينما يغفر ينسى وحينما ينسى يذوب عشقا وحتى لو كان العشق مصاحبا للألم كل ذاك الشعور ضړب بأوردة تلك الرحمة وجرى في شريانها مجرى الد م في العروق 
وللعجب أنها لاحظت في عيناه اشتياقه لها حتى
تم نسخ الرابط