الدهشنه آية محمد رفعت .. 

موقع أيام نيوز

المذبذب 
_انا لازم انزل القاهرة حالا الشاي وقع على ايد حور وحرقها.. 
أمسك بيدها وهو يهدء من روعها قائلا 
_يحيى طمني وقالي اصاپة بسيطة متقلقيش نفسك. 
هزت رأسها بالرفض وهي تردد بإصرار 
_انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسي مش هستنى لأخر الاسبوع لما تيجي.. 
ربتت ريم على ظهرها وهي تخبرها بحزن 
_طب اهدي بس يا نادين لو كانت حاجة كبيرة لا سمح الله كان زمان أحمد أو بدر اتصل وقالنا هتلاقي الموضوع بسيط. 
هزت رأسها بانفعال فنهض فهد عن الطاولة ثم قال بثبات 
_خد مرتك وانزل مصر يا سليم مش هترتاح غير لما تطمن عليها.. 
أومأ برأسه ثم دفعها برفق لتمضي معه للأعلى ليستعد كلا منهما للسفر فاقتربت رواية منه ثم قالت 
_هنزل معاهم يا فهد عشان اطمن على روجينا ورؤى وريناد.. 
أجابها بصوت منخفض بعض الشيء 
_روجينا ورؤى بسكندرية تبع جامعتها.. 
عقدت حاجبيها باستغراب 
_وأنا معرفش ليه! 
حدجها بنظرة مطولة أنهاها ساخرا 
_والله أسألي بنتك.. 
وتركها وصعد للأعلى والأخرى تقف محلها يكاد الحزن ېقتلها مازالت تعاقبها بالابتعاد عنها فحينما تراسلها لا تجيبها أبدا تخفت رواية عن الاعين حتى لا يرى أحدا دمعاتها ولكنها لم تشعر بنواره التي تلاحقها حتى أصبحوا منفردين بالغرفة فقالت بحزن 
_مالك يا رواية انتي كمان 
وكأنها كانت بحاجة للحديث فقالت پانكسار 
_مش عارفة بنتي لسه بتعاقبني على أيه يا نواره هو أيه واجب الأم غير أنها تشوف المناسب لمصلحة بنتها ومصلحتها كانت بجوازها من أحمد. 
حينما تحدثت رواية عن ذاك الموضوع السري المرتبط بينهما أغلقت نواره الباب سريعا حتى لا يستمع اليهما احدا ومن ثم جلست جوارها على الاريكة الخشبية فربتت على فخذيها وهي تردد بحكمة 
_مغلطتيش يخيتي اللي عملتيه عين العقل لو كان أبوها درى باللي هتقوله كانت هتبقى حريقة وبعدين اني مستغربة ايه اللي غيرها اكده ما طول عمرهم بيحبوا بعض وعلى طول سوا فجأة اكده تقول مش عايزاه! 
هزت رأسها باستياء هي الاخرى وهي تخبرها 
_حقيقي مش عارفة انا بقالي ٨شهور بحاول أخليها تقتنع والغريبة كل ما الفرح بيقرب معاده بتصمم اكتر. 
تساءلت نواره باهتمام 
_طب محاولتيش تسأليها عن السبب اللي مخليها عايزة تسيبه. 
ردت على الفور 
_سألتها ولو كنت لقيت منها سبب مقنع كنت هتكلم مع فهد وهوقف الجوازة دي بس اللي قالته سبب تافه انها عايزة تتجوز واحد من القاهرة لانها پتكره العيشة في الصعيد. 
ضيقت عينيها پغضب 
_ماله الصعيد أهلها وناسها.. 
منحتها نظرة بائسة قبل أن تردد 
_هو أنا بأخد رأيك في اللي قالته يا نواره!.. 
اشفقت على حالتها فربتت بيدها على ظهرها وهي تردف بحنان 
_متزعليش يا رواية يمكن عيشتها وسط اهل البندر خلتها تتعود عليهم و أن كانت حابة القعدة هناك نخلي احمد ياخدها معاه هناك زي ما يحيى ولدي عمل. 
ثبتت تفكيرها بأكمله على تلك النقطة فوجدت ذاتها تائهة ضائعة لا تعلم إن كانت نقطة البقاء بالصعيد او القاهرة هو ما يهم ابنتها فعلا أم انها مجرد حجة تتحجج بها لتبتعد عنه وخاصة بأن أحمد وباقي الشباب ينتقلون بين القاهرة والصعيد فبات الأمر محيرا بالنسبة لها وكأنها عادت لنفس النقطة من جديد.. 
وصلت تسنيم أمام البوابة الخارجية ومن ثم ولجت للداخل مرت من جوار الثرايا فكادت بأن تصعد على الدرج لتنتبه للصوت الرجولي الخشن القادم من الخلف مرددا 
_يا أهلا بيك يا بنتي نورتي الدنيا كلتها. 
استدارت للخلف ببطء فوجدت فهد يجلس على أريكة خشبية موضوعة وسط الحشائش الخضراء ومن جواره عدة أرئك يتوسطها طاولة صغيرة دائرية الشكل موضوع عليها عدد من المشروبات الساخنة اقتربت منه على استحياء ثم قالت بخجل 
_منور بكبيره وأهل بيته. 
بدت له لابقة باختيار كلماتها ونال هذا إعجابه كثيرا فقطع نظراته الثابتة كالسهم الذي يعلم الطريق لمستقره حينما قال باتزان 
_عايزة ولدي 
اربكتها كلمته كثيرا

وإن كانت منطقية بعض الشيء لعملها المرتبط به ولكن رغما عنها توردت وجنتها فأومأت برأسها وهي تتابع بارتباك 
_أيوه لازم أبلغه حاجة ضروري. 
شبح ابتسامة ارتسمت على طرفي شفتيه فدارت عينيه على نعمة التي تحمل المياه وتقترب لتضعها على الطاولة كان من الممكن ان يجعلها تستدعي آسر ولكن تعمق تفكيره وضعه بمنطقة حيادية فقال بمكر مختبئ خلف ثبات نبرته 
_بالاسطبل انتي مش غريبة البيت بيتك.. 
وأشار لها على الإتجاه الصحيح للاسطبل بللت شفتيها بلعابها وهي توزع نظراتها بين الاتجاه المشار اليه وبينه ومن ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج 
_عن إذن حضرتك. 
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته 
_إذنك معاك يا بنتي. 
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه 
_بشمهندس آسر. 
لم يأتيها رده وكيف سيستمع لها وهو بمكان ضخم كهذا لم تجد تسنيم حلول بديلة الا ولوجها للداخل ففتحت الباب القصير المنحدر على جنبي السرداب ومن ثم ولجت تقدم قدما وتؤخر الأخرى پخوف من منظر الخيول المريب بالنسبة إليها أو لأي فتاة قد يرهبها رؤية قط أو فأر فماذا اذا وجدت ذاتها محاصرة بعدد من الخيل الاصيل ربما لو رأت خيل واحد لا بأس فهي بالطبع تتعامل معه من على بعد تاركة باقي المهام لوالدها توقفت عن الخطى حينما لمحت فرس صغير على ما يبدو بأنه حديث الولادة لونه أبيض كبياض الثلج وجبهته ينقرها اللون البني أعجبت بيها للغاية فلم تستطيع الا تقترب منها وتلامس جلدها الناعم فتحت تسنيم الباب الصغير الذي يفصل الفرس الصغير عن باقي الاسطبل ومن ثم مررت يدها على جلده بابتسامة حنونه راق لها هذا الفرس كثيرا وخاصة بأنه مسالم اړتعب قلبها فجأة حينما استمعت لصهيل قوي غاضب يأتي من خلفها ففور ان استدارت وجدت الخيل الذي يلقبه آسر ب همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت يديها معا لتحمي وجهها وهي تصرخ بفزع وحينما استمعت لصوته رفعتهما لتجده يقف أمامه ويتمسك بقدميه ومن ثم دفعه للخلف وهو يصيح بها بانفعال 
_همام اهدى! 
تراجع الفرس للخلف قليلا وكأنه شعر بالأمان على ابنه الصغير لوجود فارسه فعاد ليقف جوار فرسته الجامحة مهجة وهو بتأمل صغيره عن بعد أسرع آسر تجاه تسنيم ومن ثم عاونها على الوقوف وهو يتساءل بلهفة 
_انتي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات وعينيها تتابع همام پخوف والأخر يتابعها بنظرات حائرة لا يعرف كيف أتت الى هنا ولكنه سعيد لرؤياها مجددا انتبهت تسنيم لنظرات آسر لها وليديه التي مازالت تتمسك بها خشية من أن تسقط من جديد فتراجعت للخلف وهي تعدل حقيبتها الصغيرة بخجل ومن ثم قالت بتوتر 
_انا آسفة جدا مكنتش اعرف انه هيضايق كده آآ... آنا كنت جاية عشان اقول لحضرتك اني لازم انزل القاهرة فلو حابب تبعت
تم نسخ الرابط