الدهشنه آية محمد رفعت ..
المحتويات
من إيدي بمنتهى السهولة.
تطلعت لها مطولا ثم سألتها بتريث
_مين الشخص ده
ابتلعت ريقها بتوتر وكأنها لا تملك الجرءة الكافية لإجابتها ومع ذلك أصرت روجينا بسؤالها من جديد
_مين يا رؤى
أطبقت على شفتيها وهي تجاهد بنطق اسمه وحينما استسلمت قالت بانهزام
_ بدر.
ذهلت للغاية ورددت پصدمة
_بدر!!... أنتي بتهزري صح
ردت عليها بضيق
_تفتكري هيجيلي نفس أهزر وأنا بتكلم عن موضوع زي ده!
قالت مسرعة
_مقصدش يا حبيبتي بس بدر طبعه صعب وأنتي أكيد عارفة ده كويس إزاي قدرتي تقوليله كده!
_معرفش قولتلك كنت متأثرة بعادتهم وأنا لا شكلهم ولا زيهم.
استوقفتها ذاتها للحظات وكأنها تخطو على نفس منهجها حينما كانت تلحق خطى صديقة السوء تقى تذكرت كم إنخلع قلبها حينما ازاح هذا الحقېر حجابها الذي حاولت الاخرى اقناعها بالتخلي عنه فحينما غاب عنها شعرت ربما لأنها لا تشبههم لا تعلم لما عاد حديثحور ليلمع بعقلها بتلك اللحظة عن صاحبة السوء ومن ثم تم الغزو على عقلها بتذكرها لذاك الشاب الوسيم الذي سلب مفتاح قلبها المغلق ليعلقه بين يديه ليعيد من أمامها ملامح وجهه الرجولي الذي احتفظت بها لنفسها وخاصة إسمه الذي بات مميزا لها باللحظة التي قرأته عينيها!
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت!
_حور.. عملتي أيه في الامتحان
ابتسمت حينما رأته يقف أمامها فتلعثمت بقول
_الحمد لله الامتحان كان سهل وكل اللي ذكرته لقيته.
تعالت ضحكاته وهو يخبرها بغرور
_دي بركات الأكل اللي عملته والقهوة اللي خليتك تركزي كده.
قالت بمرح
_شكله كده وتقديرا للي عملته هطلع أغير هدومي وأعملك أحلى طاجن ورق عنب باللحمة.
ضحك وهو يشير لها
قالت بمرح
_خلاص أنت عليك الفطار وأنا الغدا.
فتح باب المصعد بعدما توقف وهو يجيبها
_معنديش مانع مدام هناكل اكلة ترم العضم.
استدارت تجاهه قبل ان تدس مفتاحها بالباب لتخبره على استحياء
_قولي بس على الغدا اللي تحبه وأنا عيوني ليك يا أحمد والله.
انخطف قلبه مع تردديها لأسمه بصوتها الرقيق منحها ابتسامة مصطنعة قبل ان يدلف لشقته المقابلة لها فجلس على أقرب مقعد وكل تفكيره مركز بها وبكل ما يخصها حتى صوتها وارتدائها لخمار فضفاض ببساطة لم يترك شاردة وواردة تخصها الا وفكر بها عن دون قصد وكأن قلبه اصبح متصل بها هي على غير عادته!
بعدما ذهبت لغرفته باحثة عنها علمت من خدمة الغرف بأنه يجلس بالأسفل فبحثت عنه بعينيها حتى اهتدت بمحله لتجده يجلس بطلته الخاطفة للانفاس ويرتشف من كوب العصير الموضوع من أمامه بثبات يفتك بقلبها الضعيف ارتبكت روجينا وأخذت تعدل من حجابها ومن ثم يزداد عقلها تشتت بالتفكير عما ستبدأ بقوله ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه وهو يتابع انعكاس صورتها بالمرآة من أمامه ومازال لا يمنحها اهتماما يجلس باتزان وثقة تجعله مرغوب به يعلم كيف يستغل وسامته وثقته بذاته في الفتك بقلوبهن وكأنه كان على ثقة بأنها من ستتأخذ الخطوة الاولى وجدها تقترب منه حتى أصبحت بمرمى بصره فابتسمت وهي تردد على استحياء
_كنت
بدور عليك.
وضع أيان كوب العصير من يديه وهو يردد بثبات
_عني انا ليه خير!
عبثت بأصابع يدها بارتباك وخاصة حينما قال
_قررتي تقدمي بلاغ ولا أيه
ارتبكت روجينا للغاية وكأنه اكتشف حجتها للقاء به مجددا فقالت بتوتر
_لا بس كنت حابة أشكرك اتاني مرة على اللي عملته معايا.. عن أذنك.
وكادت بالمغادرة فنهض أيان ليقف أمامها ومن ثم قال وهو يسبل بنظراته بعينيه الرمادية الفتاكة
_طيب الشكر بيبقى بالجفاء ده!
کسى وجهها لون احمر قاتم فبللت شفتيها بلعابها وهي تتساءل بعدم فهم
_إزاي!
قال بنظرة ماكرة تعمقت بالتتطلع لعينيها
_أقصد انك على الاقل تشربي معايا حاجة.
تنفست بارتياح لفهم مقصده فأشار بيديه على المقعد المجاور له فجلست وهي تراقبه باهتمام وقلبها يتراقص طربا لقربها منه لا تعلم كيف اعجبت به سريعا هكذا على الرغم من إنها ترتدي دبلة تخص رجلا غيره بقت نظراته الثاقبة مسلطة عليها الى ان قاطع الصمت بينهما بصوته الرجولي الخشن
_تحبي تشربي أيه
أجابته بعد تفكير
_عصير برتقان..
أومأ براسه ثم رفع إصابعيه للنادل الذي اتى مسرعا ليردد باحترام
_تحت أمرك يا أيان باشا.
أخبره بمطلبه ليغادر سريعا فقالت روجينا بتخمين
_واضح انها مش اول مرة ليك بالفندق هنا!
ابتسم وهو يجيبها
_أغلب الصفقات اللي بتممها مع العملاء بتكون هنا شغلي متنقل بين القاهرة وإسكندرية والصعيد.
بكل اهتمام تساءلت
_ليه بتشتغل أيه
منحها نظرة مطولة قبل أن يجيبها
_رجل أعمال وتجارتي الاساسية مصانع للأعلاف..
نظراتها كمنت بالأعجاب تجاه هذا الشخص الذي حمل صفات مشتركة من فتى أحلامها وضع النادل العصير من امامها فأشار لها أيان بتناوله فارتشفت منه بضع قطرات ليعم الصمت من جديد ليكسره هو حينما تساءل
_طمنيني ابن عمك زعقلك او قالك حاجة على بياتك بره
قالت وهي تطلع له
_لا الحمد لله معرفش.
رفع حاجبيه وهو يخبرها بهدوء
_طب كويس.
ابتسمت بارتباك وهي تحارب للنهوض والمغادرة وبداخلها رغبة بالبقاء معه لوقت أطول وبالنهاية انتصرت فنهضت وهي تخبره بارتباك
_أنا لازم امشي... عن أذنك..
نهض ليقف من أمامها ثم قال بصوت جعله متلهف
_طب مش هشوفك تاني انا حتى معرفش اسمك ايه
خطڤتها السعادة وهي تخبره بابتسامة رقيقة
_روجينا... اسمي روجينا.
قال بهمس ساحر
_اسمك جميل.
اخفت ابتسامتها بصعوبة وهي تغادر من أمام نظراته الساهمة فما أن اختفت من امامه حتى عاد وجهه ليتصلب بحدة من جديد...
ما أن وصل للبلد حتى هرع لجواده الذي اشتاق إليه فمررآسر يديه على جسده الأبيض ليحني رأسه للأرض اشتياق له ابتسم آسر وهو يداعبه ثم قال
_أكتر حاجة بتوحشني بالمكان ده أنت يا همام بس ببقى عارف اني مهما ابعد واطول هرجع ألقيك مستنيني..
صهل الخيل كتعبير عن حبه الشديد اليه فابتسم آسروهو يخبره بمشاكسة
_أممم شكلي موحشتكش أد ما مهجة وحشتك انت خبيث وماكر بس ماشي هجبهالك.
وخرج آسر ليجذب المهرة مهجة ومن ثم ربطها جواره فبدى الاخير سعيدا للغاية راقبهما آسر عن بعد وقد هامت به الذكريات وحنت إليها فشعر بأن قلبه يحواطه برودة وجفاء لوحدة رؤياها وكأنه يستأنس باحتضان نظراته لها... زفر وهو يردد بصوت منخفض ساخر
_شكلي أنا كمان مشتاق للقرب زيك!
ملت بالجلوس أمام البحر لساعات مطولة فصعدت للغرفة حتى ترتاح قليلا كادت رؤى بتخطي الطرقة الفاصلة بين غرفتها وغرفة بدر فتفاجئت ببابها
متابعة القراءة