الدهشنه آية محمد رفعت ..
المحتويات
فيما سيظنه من حوله هرع إليها ليجد الچروح بالغة للغاية لم يتردد لحظة واحدة وحملها ليدلف بها للحمام المجاور للمطبخ فوضع الماء على يدها ومن ثم جذب الدش المتنقل ليسقطه على قدميها فتعلقت بجاكيت بذلته الأسود وهي تبكي پألم لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال
_لازم نروح المستشفى الحړق مش عادي.
قالت بصوت مرتعش
_لا بلاش مستشفى بالله عليك.. أنا خاېفة.
أجابها عبد الرحمن من خلفها بحزم
_مينفعش يا حور ده حړق مش لعب عيال..
وأشار لاحمد بجدية
_هاتها يا أحمد عما أجيب العربية تحت العمارة.
_استنى يا احمد لما اغير هدومي وأجي معاكم.
اشار لها وهو يتخطى الدرج
_خليكي هنا وانا هبقى اطمنك بالتليفون.
واستكمل خطاه السريع للاسفل فوضعها بالمقعد برفق وحذر ثم صعد جوار عبد الرحمن وعينيه لم تتركها لحظة واحدة..
كلما يزحف القطار من بلدتها ېتمزق قلبها اربا وكأنها تقترب من حتفها أغلقت تسنيم عينيها المتورمة من أثر عدم النوم وهي تحاول التقاط انفاسها على مهل تخشى رؤية خالها البغيض مجددا تمقت صلة القرابة التي تحتمها على قبوله بالاجبار مازالت تلك الرجفة القاسېة تكتسح جسدها حينما تتذكره فكيف إذا رأته!
_ماما كنت عايزة أقولك على حاجة ومش عارفة أقولك ازاي
انتبهت الأم لصغيرتها فكفت عن ترتيب الفراش ثم وقفت مقابلها لتبدأ بتخمنياتها
_قولي يا تسنيم في أيه... اوعي تكوني وقعتي فلوس الدرس زي الشهر اللي فات انتي عارفة ان ابوكي مبعتلناش فلوس الشهر ده!
أشارت بإصبعها الصغير
_لا يا ماما مش كده.
قالت الاخيرة
_امال في أيه
أجابتها پخوف من ردة فعلها
التهبت عين الأم لتلكزها بذراعيها بقوة وبتعصب شديد قالت
_اخرسي قطع لسانك عيلة منحطة ومشوفتيش تربية خالك ده هو اللي مربيكي وبيعتبرك زي بنته عيب تتكلمي عنه كده بيحضنك زيك زي مريم بنته..
ودفعتها على الفراش وهي تصرخ بها بشراسة
_ بطلي هبل واوعي تقولي الكلام ده لابوكي لما يتصل تولعي الڼار بينهم خالك ده هو اللي فتحلنا بيته لما ابوكي سافر ومتخلاش عننا عيب عليكي تتكلمي عنه كده.
وتركتها وغادرت الغرفة لتنهمر الدموع على وجنت الصغيرة والآن تنتقل الدموع على وجنة تلك الشابة البالغة من العمر الثانية والعشرون عاما انقبض قلب تسنيم حينما توقف القطار فهبطت واتجهت لمنزلها ومع كل خطوة تخطوها يرتحف قلبها خوفا من رؤياه وحينما وصلت للمنزل حمدت الله كثيرا حينما اخبرتها زوجة خالها بأنه بالخارج وسيعود بعد قليل فاستأذنت من والدتها بالذهاب لوالدها لتساعده بعمل الحقول بعدما علمت بأنه ذهب منذ ساعة ولم يعد أبدلت ثيابها لجلباب رجالي أسود ثم احكمت الشال الابيض لتخفي ملامحها واتجهت سريعا للحقول لا تعلم بأن من منحها تفكير معاكس عن طبيعة الرجال ستلقاه الآن وربما يكون المسكن لذاك الۏجع الغائر!.
انتهى آسر من تبديل ثيابه ثم أغلق الخزانة ليصفف شعره بعناية انتبه لانعكاس صورة والدته بالمرآة فاستدار وهو يردد بابتسامة مشرقة
_ست الكل اللي وحشاني.
وضعت راوية القدح الذي يحمل البخور على الكومود ومن ثم اقتربت منه لتخبره بضيق مصطنع
_ست الكل أيه بقا انت من ساعة ما جيت وأنت مقضيها بالاسطبل ودلوقتي غيرت هدومك ونازل مفيش وقت ليا أصلا..
ترك ما بيديه وهرع اليها لينحنى على ركبتيه ومن ثم طبع قبلة على كف يدها وهو يردد بمكر
_أنا لو علسا والله ما عايز اتنقل من جنبك بس هعمل أيه جوزك اللي ساعة ما بيشوف خلقتي بيمشورني هنا وهناك وعلى يدك أهو ملحقتش اريح شوية باعتني الغيط اتطمن الامور ماشية ازاي..
نجح بتبديل ضيقها لعطف وتودد حينما قالت بحنو
_معلش يا روح
قلبي هو برضه مش بيثق في حد غير فيك وبعدين أنت ابنه الوحيد هيعتمد على مين غيرك
ابتسم وهو يحتضنها
_وانا متقبل ده وأخدمه بعيوني بس لازم ست الكل تديني عذر ولا أيه
تعالت ضحكات راوية لتحتضنه وهي تردد بعدم استيعاب
_انت مكار وخبيث..
أجابها بغمزة من عينيه الساحرة
_بس بحبك ولا أيه..
_بتعمل أيه عنديك يا واد أنت أني مش بعتك الغيط تشوف مصالحنا واجف عندك تتمرع وتحب في أمك من غير ما تستحي.
سلطت الاعين على من يقف أمام باب الغرفة يشير لهما بعصاه الانبوسية بضيق شديد ابتعد آسر عنها وهو يهمس بخبث
_نسيت أن الحاج بيغير فكريني او حذريني أقفل الباب مثلا!
تعالت ضحكات راوية حتى أحمر وجهها فنهضت عن المقعد ثم اقتربت من فهد قائلة بحنق
_وبعدين معاك يا فهد انت مش هتبطل طريقة كلامك دي.
تجاهل حديثها ثم لكز بعصاه صدر آسر ليخبره بغيظ
_هم بقولك روح شوف حالنا.
كبت ضحكاته بصعوبة ورفع يديه يخبره
_تحت أمرك يا كبيرنا... اعتبرني مشيت..
وتخطاه ليهبط على الدرج الضخم الذي يتوسط الثرايا فلحقت به راوية لتناديه ومن ثم حذرته بتذكر تعليماتها
_الأبيض خد بالك.
تطلع لقميصه ومن ثم رفع صوته لتستمع له
_متقلقيش حفظت القواعد الابيض أحطه في عنيا من جوه عشان غسيله بيهري القلب من بره.
تعالت ضحكاتها حينما قلد لهجتها فاستدارت لتغادر فوجدت فهد يقف من أمامها بنظرات لا توحي بالخير اقتربت منه وتفحصت الطريق قبل ان عدل من جلبابه الكحلي ومن ثم ارتفعت يدها لعمته البيضاء فعدلتها وأنحنت بجسدها تحتضنه وهي تردد بهمس
_انت اللي في القلب والروح.
ابتسم فهد وضمھا اليه ليجيبها بصوت منخفض
_واثق من ده بس برضه متزديش في محبتك لابنك وبنتك اعدلي بينا اتفقنا
ازدادت ضحكاتها وهي تجيبه بصعوبة بالحديث
_نفسي حد من الصعيد يسمع كبيرهم ويشوفوه وهو غيرن من ولاده!
وتركته وهبطت للاسفل لتشير له
_هنزل أشوف ورانا أيه أحسن ما الحاجة هنية تعلقني جنب نادين.
التصقت بها نظراته وكأنها تحرس عشقه الوفي الذي طال لسنوات ومازال يستمر حتى أن تودعه الروح وتفارق جسده فاكمل طريقه هو الاخر للمندارة الخارجية.
تلقتحور عناية طبية فتم تضميد چرح قدميها ويدها فوضع الطبيب المحاليل الطبية بذراعها السليم ثم أخبر عبد الرحمن وأحمدبأنها ستتمكن من المغادرة فور انتهاء المحلول فولج أحمد للداخل ثم جلس على المقعد القريب منها وقال باهتمام
_طمنيني يا حور عاملة أيه دلوقتي
ابتسمت وهي تجيبه بامتنان
_الحمد لله الۏجع خف بالمرهم اللي الدكتور حطه.
اومأ برأسه وهو يردد برضا
_الحمد لله.
سألته بانزعاج
_هنمشي أمته بقا بقالنا هنا ساعتين.
قال بهدوء
_لما المحلول يخلص هنمشي متقلقيش.
هزت رأسها ومن ثم تعلقت أعينها بباب الغرفة الذي فتحه عبد الرحمن فولج الاخير ليخبرها بابتسامة مرحة
_أيه يا حور حسدناكي ولا أيه
ابتسمت وهي تخبره
_حد بيهرب من اللي مكتوبله يا عبد الرحمن الحمد لله على كل شيء.
_الحمد لله المهم انك تاخدي بالك من نفسك بعد كده.. أنا هنزل أجيب عصير وأجي.
وتركهما وغادر فشعرأحمد بانزعاج حور من حجابها لم يفهم ببدء الأمر ما يزعجها فانتبه بأنها تحاول اخفاء خصلات شعرها الظاهرة من أسفل حجابها الغير منظم فتحاول بيدها الملفوفة بالشاش ان تخفيه واليد الاخرى المحلول مدثوث بعروقها انتقلت نظراتها للحائل الزجاجي فوجدت الطبيب على وشك الدلوف كسر احمد
متابعة القراءة