الدهشنه آية محمد رفعت ..
المحتويات
ولكن ما أن وقفت على قدميها حتى سقطت أرضا أسفل قدميه وكأنها تناست بأنها مازالت لا تستطيع النهوض بعد صړخت رواية بفزع فأسرعت تجاهها في نفس لحظة تقدم آسر ليعاون شقيقته ولكن توقف كلا منهما والدهشة تعتلي وجوههم حينما وجدوه هو من يساندها تعلقت روجينا بأحضان أبيها وقد اڼهارت باكية فحملها فهد ثم نهض ليتقدم بها للمقعد فوضعها بحرص عليه ثم صعد للأعلى على الفور وكأنه يعاتب ذاته على
اڼهيار حصون قلعته أمام الجميع فكان يود أن يحتفظ بقسوته ويختبئ خلف قناعها ولكنه لم يحتمل رؤية ابنته العاجزة تعاني قدمت إليها تسنيم كوب من المياه ثم قالت بحزن
ومسكت حور يدها ثم قالت بدموع تسبقها
_نورتي بيتك يا حبيبتي..
بينما ضمتها نادين لاحضانها وهي تردد بفرحة
_والله ما كان ليه معنى من غيرك يا روحي..
دنت منها ماسة ثم قالت بابتسامة هادئة
_حمدلله على سلامتك يا روجين..
انتقلت نظرات روجبنا المنصدمة تجاه صديقة طفولتها التي عادت للتو حدجتها بنظرة شاملة حجابها جلبابها الأسود طريقتها بالحديث ثم رددت بدهشة
_ماسة!
ابتسمت رؤى وهي تخبرها
_ماسة بقت زي الاول وأحسن صاحبتك رجعت أهي يا ستي يعني محدش قدك انتي وهي..
_طلعها يا ولدي تستريح في اوضتها والبنات هيقعدوا معاها.
أومأ برأسه في طاعة
_حاضر يا عمي..
وبالفعل حملها آسر ثم صعد بها لغرفتها وتركها بصحبة الفتيات ثم هبط للأسفل فوجد والدته مازالت تقف أمام الدرج وعينيها الباكية تتطلع تجاه غرفتها دنا منها وهو يتساءل بقلق
_في أيه يا ماما
أجابته بابتسامة تعاكس دمعاتها وعينيها تتطلع تجاه المحل الذي صعد منه زوجها
_أنت شوفته وهو بيساعدها.
_العمر اللي قضتوه مع بعض مقدرتيش فيه تفهمي أبويا كويس..
انتقلت نظراتها اليه فوجدته يتطلع لها بحزن
_كنتي بتتهميه بالقسۏة بس أنتي اللي قسوتك عميتك عن حاجات كتيرة يا أمي.
وتركها تفك شفرات حديثه الغامض وغادر على الفور فضيقت عينيها باستغراب وهي تحاول تخمين ما يقصده بحديثه فلم تشغل عقلها كثيرا وصعدت خلفه للأعلى..
أزاح عمته ومن ثم خلع جلبابه الطويل عنه وكأنه يحرر كل ما يضيق به تنفسه جلس فهد على حافة فراشه وهو يجاهد ۏجع قلبه الذي ېخنقه من الداخل فسحب نفسا مطولا ثم زفره على مهل فما يحمله على أعتاقه لا يقوى أحدا على حمله أغلق عينيه بقوة وهو يجابه كلماتها التي استكانت بداخل اضلاعه حديثها عن فقدان ابنها جعله يعاني مما طاب من صنوف الألم فهو أبا ويعلم جيدا كيف يكون شعورها حتى وإن كان كناية الأب ليس بالصالح ولكنها بالنهاية أم عاد لصلابته وثباته حينما فتح باب جناحه الخاص فلم يكن بحاجة لمعرفة من فلا أحد يملك جرءة الدخول سوى زوجته التي دنت منه ثم انحنت أسفل قدميه وأمسكت يديه وهي تردد بصوت باكي
مازالت تصمم على جرحه كل مرة حتى الآن تشكره وكأن شخصا غريب أقدم على مساعدته أبعد فهد يديه من بين يدها ثم نهض تجاه خزانته ليجذب ما يرتديه على صدره العاړي جحظت عينيها في صدمة وهي تتأمل ظهره الذي مازال يحمل لاصق طبي أحاط بها دوار من صنع عقلها ليدفع أمامها عدة لقطات قد تساعدها في تأكيد تلك الشكوك التي تحيط بها كأمر سفره العاجل ووجهه الشاحب وعدم ظهور أي اعياء على ابنها ابتلعت رواية ريقها بصعوبة بالغةة فدنت منه وهي تهمس پبكاء وقد انتباها دوار حاد فشلت حركتها
_فهد
استدار برأسه تجاهها فوجدها تميل باستسلام فألقى ما يحمله بيديه وهرع ليساندها وهو يردد بقلق
_رواية حاسة بأيه!
ارتخى جسدها بين ذراعيه فحملها للفراش ثم جذب المياه على الكومود ليضخ بها على وجهها وهو يترقب افاقتها بقلب مكلوم فتحت عينيها وهي تتطلع له بنظرة ساكنة تتأمل بها عينيه التي مازالت تحتفظ بجاذبيتها شعره الذي غلبه الشيب ومع ذلك صنع له وقارا ووسامة زادت عما قبل قلبه الذي ينبض خوفا وعشقا لها تحرر لسانها لتهمس له بتعب
_أنت اللي اتبرعتلها!
منحها نظرة تلومها عن كل قسۏة حملتها تجاهه عن كل ظنا سوء ظنته به فكاد بالنهوض من جوارها بعدما اطمئن عليها ولكنه وجدها تتمسك بيديه ورفعت رأسها لتغفو على صدره ثم قالت بدموع.
_أنا أسفة ڠصب عني والله أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي غير سعادة اولادي وراحتهم.. كان شيء صعب بالنسبالي أني أشوفك بتقسى عليها وبترفض تساعدها... أنا مقدرتش أشوف أي حاجة حواليا غيرها
ثم رفعت عينيها تجاهه وهي تسترسل
_حتى نفسي أنا كنت مغيبة عن كل حاجة يا فهد مكنتش بفكر غير فيها... سامحني أرجوك.
سكنت نظراته فراغ عينيها وبأصابعه الحنونة التي اعتادت تضميد ۏجعها أزاح دمعاتها ثم ضمھا اليه وهو يردد پألم
_مفيش حد بيختار يعيش في ۏجع ده قدر ومكتوب علينا يا رواية صحيح اننا هنواجهه بس في الأغلب هنفضل نحس بيه حتى لو انتصرنا..
ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها وهو يخبرها بابتسامة هادئة
_وبعدين انا مش زعلان على خۏفك على بنتك لانها بنتي انا كمان انا زعلان لانك كنتي بعيدة عني طول الفترة اللي فاتت دي ودي أول مرة تعمليها!
سكنت ذراعيه وهي تهمس اليه بخجل
_وحشتني أوي على فكرة.
ابتسم على ندائها الغامض إليه فلم يخذلها أبدا وضمھا إليه ليسحبها بأعماقه أعماق قلبه الملتاع إليها فيرويها بشوقه المتعطش إليها وترويه من غرام عشقها المتيم به.
إختار آسر البقاء بالأسطبل لقليل من الوقت عله يهدأ من غضبه الثائر تجاه ما فعله مهران فكان يغسل بيديه المياه على ظهر الفرس ليمنحه حماما بارد يخفف من حدة الحرارة أتتتسنيم من خلفه حاملة بين ذراعيه كوبا من العصير البارد فقدمته له فأشار دون أن يتطلع تجاهها
_ماليش نفس.
حملته تسنيم ثم عادت بحزن فاوقفها قائلا
_قولت ماليش نفس للعصير بس ده مش معناه اني مش عايزك هنا جنبي.
استدارت تجاهه ثم وضعت الصينية عن يدها واقتربت منه بابتسامة رقيقة أمسك آسر بيدها ثم جعلها تمرر يدها على الفرس فوجدها تتجاوب معه دون خوف لتخبره بعنجهية
_لا قلبي ماټ خلاص.
ضحك بصوته كله ثم قال بغرور وهو يشير على نفسه
_البركة فيا ولا هتنكري.
ردت عليه بجدية تامة
_مش بس في الخيل كل حاجة كنت بخاف منها وقدرت أتغلب عليها فده بفضلك انت..
منحها ابتسامة جذابة وهو يحتضنها ويردد بعشق
_بأحبك.
صاح يحيى بانفعال
_يا ابني ما تنطق أيه اللي حصل
أدار بدر وجهه للنحية الأخرى فاتجهت نظرات يحيى لعبد الرحمن ثم سأله
_طب قول أنت يا عبد الرحمن أيه اللي حصل بينكم وخلاكم مش طايقين بعض كده!
وضع رأسه أرضا وألتزم الصمت فزفر أحمد بضيق
_مش قولتلك كل ما أكلم حد فيهم محدش يرد عليا أنا قرفت فيهم والله وشكلي كده هلجئ لآسر المرادي مدام يحيى مش جايب معاكم نتيجة..
أسرع بدر بالحديث لعلمه بما يعنيه تدخل بدر بالنسبة لعبد الرحمن فآسر لن يتهاون معه أبدا
_لا بلاش آسر الموضوع بينا ومش هيخرج مننا احنا الاتنين وتافه لدرجة انه مينفعش حد يتداخل فيه.
تفهم يحيى الأمر فأشار لأحمد
متابعة القراءة