الدهشنه آية محمد رفعت ..
المحتويات
على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك...
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت
_ خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل..
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة
_مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها..
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر
تدخل جاسم بالحديث حينما قال
_وجبل ما نقرا لازمن تعرف عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة...
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله
_احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل!
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق
_ولزمتها أيه السرعة دي القيامة هتقوم ما يتخطبوا سنة ولا تنين يعرفوا بعض زين وبعد اكده نبقوا نعمل الفرح..
_رأيك ايه يا فضل
أجابه بابتسامة هادئة
_هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله..
انطلقت الزغاريد ترفرف بارجاء المنزل ليزف خبر خطبة ابنه العم فضل من ابن كبير الدهاشنة بالصعيد بأكمله وعلى رأسهم ثرايا المغازية التي اشتعلت بنيران الحقد لزيارة السعادة منزلهما بدل من التعاسة ولكن بقى وعد أيان برشام محفز من الصبر لشرور النابتة بداخلهما فباتوا على يقين بأن سرعان ما ستتحول السعادة لتعاسة مؤجلة!
انهمرت دمعة على خدها لتستكين لحظة قبل أن تجيبه
_أنهي واقع فيهم إني خسرتك ولا خسړت نفسي!
وكأنها لامست ما ېقتل تفكيره فاقترب بخطاه منها حتى بات قريبا ومن ثم لحقه صوته الهامس
_خسارتي فارقة بالنسبالك يا رؤى
بللت شفتيها الجافة وهي تجيبه بارتباك
_أنت الوحيد اللي فارقالي يا بدر..
ثم استطردت كلماتها بدموع
_أنا عارفة إني غلطت لما شوفت نفسي واحدة منهمبس في الحقيقة انا مش زيهم ولا شبههم يا بدر..
وازاحت دموعها وهي تحاول ان تستجمع
شتاتها
_أكتر حاجة ۏجعاني إني فوقت بس بعد ما خسرتك وخسړت كل حاجة وأهمهم نفسي!
أمسك يدها بين يديه وعينيه تحاوطها بين جفنيه فرفعت عينيها تتطلع له بدهشة وخاصة حينما قال
_معتقدش انك خسرتيني من البداية عشان تخسريني الوقتي يا رؤى..
انقطعت الكلمات عن مرساها فاستكمل بحزن نبع من داخله
_يمكن أكون نسيتك في وقت من الاوقات بس اللي مستغربه لحد دلوقتي اني مش قادر اشوفك حزينة او مکسورة بالشكل ده ويمكن ده اللي اكدلي انك لسه عايشة جوايا..
انفرجت شفتيها وهي تتابعه پصدمة فاردف بابتسامة ساحرة
_تتجوزيني يا رؤى
فور نطقه لتلك الجملة سحبت يدها من بين يديه ثم هزت رأسها پجنون
_لا مستحيل ده يحصل..
ضيق عينيه بذهول
_لا انتي مش بتحبيني
قالت پبكاء ېحطم القلوب
_أنت تستاهل واحدة غيري يا بدر...
وبلسان ثقيل أوضحت
_واحدة نقية من جوا وبره..
وتركته وهرعت باكية لغرفتها وبقى هو يترقب ابتعادها عنه بذهول..
ما أن رحل الجميع حتى بدأ بمحاضراته اللازعة المعتادة فقال بكره تخبئ خلف صوته الهادئ
_كنها ما صدقت يتقدملها بينها اكده تعرفه قبل سابق يا فضل..
علمت تسنيم ان تلك محاولة جديدة من محاولاته الدانيئة لايقاظ ڠضب ابيها تجاهها ولكن قبل أن تجيبه اجابه والدها بدلا عنها
_وحتى لو تعرفه أيه يضايقك في كده يا عباس
ارتبك للهجته الصارمة التي اختارها كبداية لرده الجاف فقال الاخير بخبث
_انا بقول يعني كنا نتأخر شوية في الرد ما أنت شوفت بعنيك لما بتك دخلت وجفت اتسمرت قدامه وكأنها ما صدقت يتقدملها وطول مهي قاعدة منزلتش عينها من عليه بنات جليلة الحيا..
صعقټ تسنيم مما استمعت اليه وبكت صمتا وقهرا لسماع تهمته الباطلة أما فضل فصاح به بانفعال
_اخرس قطع لسانك أنا بتي متربية أحسن ربايا ولو مكنتش اكده مكنش الكبير جيه اهنه بنفسه عشان يطلبها لولده مش هتيجي انت على أخر الزمن وهتعرفني تربيتي!..
ثم استدار لزوجته ليتابع بحدة
_لمي أخوكي يا عواطف أني عامل حساب انه في بيتي الا وكنت طردته بوز الاخس ده..
وجذب يد ابنته وهو يشير لها بتتبعه
_تعالي يا حبيبة جلب ابوكي..
ثم صعد بها تاركا الاخير يستشيط ڠضبا بالاسفل..
.
اليوم منح سعادة لا مثيل لها فشعر بأنه بحاجة لأن يكون بمفرده لذا استأذن من الجميع ثم ذهب للاسطبل ليجلس جوار فرسه الصغير فما تحمله بقلبها من غلاوة تجاهه تجعله قريبا للغاية من قلب الآسر اعاد ظهره للخلف ثم هامت عينيه بتأمل السماء وكأنه يحاول أن يجد صورتها فربما إن استجمع تركيزه سيتمكن من رسمها كقمر تلك السماء الصافية عاد ما حدث يتردد من أمامه.. مقابلته لها... نظراتها اليه.. حوارهما الشيق.. ابتسامتها التي اذهبت عقله.. فابتسم تلقائيا وهو بتساءل بذهول للحالة التي وصل اليها
_عملتي فيا أيه يا تسنيم
بمنزل كبير الدهاشنة..
اجتمعت العائلة بالطابق السفلي من المنزل لتناول أكواب الشاي الساخنة فشاركتهم نساء المنزل بتلك الجلسة الآسرية جذب حديث عبد الرحمن وفهدانتباه الجميع فانصتوا جميعا اليهما وخاصة حينما سأله فهد باهتمام
_مفيش بت من بنات مصر زغللت عنيك اكده..
وضع كوب الشاي عن يديه ثم اجابه متلهفا وكأنه ينتظر سماع سؤال عمه الدائم له
_بصراحة في يا عمي بس مش من بنات مصر..
رفع حاجبيه متعجبا
_من اهنه
هز رأسه نافيا ثم قال
_أبعد شوية أمريكا..
قالت نواره باستغراب
_أيه وداك بعيد اكده يا ولدي..
اجابها بابتسامة واسعة
_مش بعيد ولا حاجه يا عمتي مهي من محيط العيلة برضوه..
فهمت رواية مغزى حديثه فابتسمت قائلة
_يا ترى بقا مين فيهم
نهض عبد الرحمن عن محله ثم أسرع ليجلس على مقربة منها وهو يجيبها
_تالين..
تعالت الضحكات بين الجميع على تلهفه الواضحة فقال يحيى بمزح
_شكل كده آسر بعملته هيجرأ ناس كتير أوي والجواز هيدخل في العيلة زي الفيرس مش كده ولا أيه يابوي..
ضحك جاسم ثم
متابعة القراءة