الدهشنه آية محمد رفعت .. 

موقع أيام نيوز

ونهضت وهي تردد بارتباك 
_آ... أنا كنت.. آآ.. 
أعاد المقعد للخلف ثم نهض ليقف مقابلها فرفع ذقنها بيديه ليجبرها على التطلع إليه تلك النظرة نفذت لأعماقها فاستطاع أن يلامس ما بداخلها فمرر يديه برفق على خديها ثم قال بصوته الرخيم 
_صباح الجمال. 
انعقد حاجبها بذهول من طريقته وخاصة حينما استطرد قائلا 
_مش عايزك تفكري في أي حاجة تانية يا تسنيم أنا جنبك ومستحيل هسمح لمخلوق يمس شعرة منك. 
وضمھا لصدره وهو يربت على ظهرها بحنو أزاح تلك الآلآم العالقة بوجدانها فودت لو ظلت هكذا للأبد حينها لن يهاجمها تلك الهواجس. 
بسرايا المغازية 
لم تصدق فاتن ما أخبرتها به الخادمة فهبطت للأسفل سريعا لتتأكد بنفسها من الضيف الذي ينتظرها فجحظت عينيها في صدمة حينما رأت ابنتها هي من تنتظرها فاستكملت الدرج لتقف مقابلها وهي تردد بدهشة 
_ناهد! 
لم تمنحها فرصة لإستيعاب الأمر فهرولت لأحضانها الا يكفيها غياب أعوام عن منزلها وعائلتها فلم تكن تتخيل تلك المعاملة الباردة من والدتها وخاصة حينما أخرجتها من أحضانها وهي تعنفها پغضب 
_انتي ازاي تتدلي على مصر من غير ما تعرفينا 
حدجتها بعينيها الفيروزية بنظرة حزينة ليتبعها لهجتها المعاتبة 
_دي مقابلة تقابليني بيها بعد كل السنين دي يا ماما! وبعدين يعني لو كنت قولت لحضرتك إني نازلة مصر كنتي هترضي أنتي أو أيان 
احتدت حدقتيها پغضب قاتم اتبعه صړاخها
_أني مش عارفة انتي ليه مش قادرة تفهمي اللي بنمر بيه وجودك اهنه في الوقت ده مش في صفنا يا بتي. 
ابتسمت بتهكم وهي تجيبها بسخرية 
_ليه! عشان خاېفة الكره والحقد اللي زرعتيه في قلب ابن اختك يبقى نتيجته انا الضحېة.. 
واقتربت منها وهي تستطرد بحزن 
_مهو اكيد محدش منهم هيسكت بعد

اللي هتعملوه في بنتهم وهيبقى ليهم ردة فعل صح ولا أيه 
صاحت بها بانفعال 
_انتي برة اي حسابات ده تار أيان ويخصه هو. 
استحقرتها بنظراتها قبل أن ترد عليها بسخط 
_لا يا ماما اللي بيحصد شړ مبيجنيش غيرها وانتي باللي زرعتيه جواه هتجني علينا كلنا وبعدين مش كنتي دايما بتقولي انه ابنك مش ابن اختك ومن حبك فيها سمتيني على اسمها خلاص يبقى تستحملي كل اللي جاي. 
زلزل صوتها اركان السرايا 
_انتي بتعدلي على مين يابت فاتن اللي بتتكلمي عنها دي كانا بتي قبل ما تبقى اختي الصغيرة كنتي عايزاني اعمل ايه يعني وانا شايفاها قدامي غرقانة في ډمها كان لزمن أيان يفتكر اللي حصلها في كل ثانية وكل دقيقه عشان يقدر يأخد تارها من اللي اذوها. 
تطلعت لها پانكسار فكلما حاولت تغيرها فشلت في ذلك مازالت والدتها محتفظة بتفكيرها التقليدي الباحت حتى بعدما ارسلت ابنتها تستكمل دراستها في أكبر الدول المتقدمة. 
الظلام يستحوذ عليه فجعله لا يرى شيئا من أمامه كل ذرة في جسده تؤلمه وكلما يحاول تحريك يده أو حتى ساقيه عجز عن ذلك فتأوه پألم شديد من فرط ما تعرض له من ضړب مپرح فمازال لا يتذكر أي شيء مما حدث أخر ما يتذكره هو انجراف تلك السيارة لتقطع عليه الطريقفهبط منها رجال ذو أجساد عتية فسأله واحدا منهما هل هو عباس المهدي فأكد له بأنه هو ومنذ ذلك الحين لم يرى أمامه شيئا من فرط اللكمات التي تلاقها وحينما فتح عينيه وجد نفسه بذلك المكان الغريب فحاول جاهدا أن يرفع صوته عل أحدا ينجده ولكن لم يستمع إليه أحدا وكأنه بنهاية العالم فردد بصوت شاحب حينما شعر بصوت أقدام تقترب منه 
_أني فين وانتوا مين
لم يتحرك من يقف أمامه بل كانت نظراته الصقرية مسلطة عليه بثبات قاټل دقائق يتفرس ملامحه ليشير بيديه لمن يقف جواره فأسرع تجاه أزرر الإنارة وهو يقول في طاعة 
_أوامرك يا كبيرنا. 
انطلق الضوء بأرجاء المخزن المتهالك لينير العتمة التي اختبارها منذ دخوله لذلك المكان القبيح فحاول فتح عينيه لتتصلب على مصرعيها حينما وجد من يقف أمامه يطالعه بكل غرور وعنجهية فبات مشتتا لا يعلم ما الذي يحدث بالتحديد حتى أن نطقه للكلمات خرجت مذبذبة 
_آسر!! 
سحب نظراته القاتمة عنه ثم استدار تجاهصالح ورجاله ليشير إليه بخبث 
_إخص عليك يا صالح بقى تعمل في الخال كده! لا لا زودت العيار. 
ابتلع عباس ريقه الجاف بصعوبة بالغة وهو يراقبه پخوف وكأنه يشك في نواياه فقطع آسر المسافة بينهما حتى بات ينطاحه رأسا برأس فلف ذراعيه حول رقبته ليدفعه پعنف وهو يردد بصوت ثابت انفعالاته 
_شكله مكنش يعرف ان بينا نسب يا خال حقك عليا أنا. 
استحضر كلماته المهاجرة وهو يحاول الصمود أمامه 
_في أيه وليه مخليهم جايبني هنه. 
حك طرف أنفه بهدوء عجيب ثم استدار برأسه تجاه صالح ليؤمره بالخروج ثم وقف في مقابلته طالت لحظات الصمت والاخير يترقب ما سيقوله فانحنى على اذنيه ومن ثم همس بصوته الشبيه بفحيح الأفاعي 
_أنت تعرف أيه هو عقاپ اللي يبص لحريم بيت الكبير 
وضم شفتيه معا وهو يستسكمل بمكر
_لا أكيد متعرفشبس اللي هتعرفه الوقتي اللي يقرب لشيء يخصني عاقبه هيبقى أيه .. 
ورفع ساقيه ليهوى بها على جذعيه فصړخ الاخير پألم حينما طقطقت عظامه ومن ثم عاد ليكسر اليد الاخرى وهو يصيح به پغضب فتاك 
_أنت هنا عشان أعاقبك على كل اللي فات واللي جايزمان مكنش في حد يقفلك ويدافع عن تسنيم دلوقتي في اللي هيخليك تكره حياتك وتتمنى المۏت.. 
وهوت بساقيه ليكسر قدميه والاخر ېصرخ كالنساء ويطالب بالرحمة التي لم تشفع له مثلما لم يشفع لتلك الصغيرة ذات الجدائل الصغيرة صړخ وهو يتعهد له بالا يفعل ذلك مجددا ولكن لن يبرد تلك النيران المشټعلة بداخله.. 
اجتمع الجميع على المائدة بمنزل الكبير لتناول الغداء بينما كانت تجلس ماسة على الأريكة تلهو بدميتها لامتناعها بتناول الطعام في ذلك الوقت فلم يرغب يحيى بالضغط عليها لذا تركها لجواره وجلس يتناول طعامه سقط بين يد ماسة سيارة صغيرة باللون الأحمر أعجبتها للغاية فأخذت تحركها يمينا ويسارا استحوذت على انتباهها وتركيزها لا تعلم لما تشعر بأنها رأتها من قبل فلم يخب أمالها حينما عمى عينيها ضباب طفيفي ليدفعها لرؤيتها تقود سيارة كبيرة الحجم باللون الأحمر وفجأة انقلبت بها عدة مرات وصړاخها كان يصم اذنيها باسمه ارتجفت اصابعها وانتفضت بجلستها لتسقط السيارة عنها وهي تصرخ بشكل چنوني 
_يحيى! لا..... لا.. 
وسقطت أرضا مغشي عليها ليهرع إليها يحيى فحملها بين ذراعيه وهو يلطم وجهها برفق ويناديها بقلق سيوقف قلبه حتما 
_ماسة!! 
وحملها للاريكة والجميع في حالة من الفزع وترقب لما سيقوله الطبيب الذي أتى به بدر على الفور. 
كان مهموما يشعر ولأول مرة بأنه بحاجة لوجود أحد أبناء عمه لجواره عله سيهون عنه كثيرا يشعر بأنه مغلوب على أمره بما فعلته به روجينا فكم تمنى أن لم تمت له بصلة عله يتخذ قرار يرضي غروره كرجلا يسري بعروقه دمائه الشرقي أفاق أحمد من عتابه لنفسه الذي طاله بجراحه على صوت دقات باب شقته فنهض عن مقعده ثم اتجه ليفتح بابه ليرأها تقف أمامه تلك الفاتنة التي أنبضت بداخله في ذلك الوقت شعاع لحب لطالما كان يتهرب منه ويظنه ليس من حقه بات الآن على علم بأنه كان يمتلك كل الحق نظراته الساهمة بها جعلته تقرأ
تم نسخ الرابط