الدهشنه آية محمد رفعت .. 

موقع أيام نيوز

ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب 
هبط آسر من سيارته خلفها فوزع نظراته بينها وبين القفل الكبير ثم قال بثبات 
_ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات. 
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر 
_لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا. 
بحدة قال 
_سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه! 
أخفضت رأسها أرضا بحرج مما تعرضت له خلال هذا اليوم الغامض ففتح آسر باب السيارة الخلفي ثم أشار لها بالصعود فصعدت على استحياء ليتحرك بها تجاه العمارة الخاصة بهم. 
بشقة عبد الرحمن. 
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية 
_كيفك يا عمي يارب تكون بخير. 
أتاه صوت فهد الحنون 
_بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي. 
ابتسم وهو يجيبه 
_اني بخير والله تسلم يا غالي. 
انتظر دقيقة ثم قال 
_اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب. 
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا 
_متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي. 
ابتسامة تسللت على وجهه رغم الدموع البارزة من عينيه فقال 
_مش عارف أقولك أيه يا عمي ربنا ما يحرمني منيك. 
رد عليه بحب 
_متقولش حاجة وتنفذ اللي قولتلهولك وأنت ساكت فاهم. 
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه 
_فاهم يا كبير في رعاية الله. 
وأغلق الهاتف والسعادة تتراقص على وجهه فرغم ما ارتكبته والدته من ذنب ڤاضح الا أنه سامحها بنهاية الامر! 
صعدت تسنيم خلفه پخوف ينبع بأوصالها رغما عنها كانت تلتفت خلفها وتقدم قدما وتأخر الأخرى بارتباك شعر آسر بها فوقف على الدرج ثم أخرج هاتفه لينتظر حتى أتاه الرد فقال 
_حور انا تحت إنزلي حالا. 
وأغلق الهاتف ثم وقف مقابل تسنيم التي حمدت الله حينما وجدت رفيقتها تهبط الدرج فعاد الډماء ليسري بعروقها ما فعله كان من أسمى سمات الرجولة رفضه لرؤية الخۏف يتمكن منها فمنعها من اللعب على اعصابها من وضع إفتراضات مؤلمة فقطع تفكيرها حينما جعل حور تهبط بنفسها قبل صعودهما كان لاجل تلك الابتسامة والراحة التي سكنت معالم وجهها الرقيق وبالرغم من خجلها الا أنها منحته نظرة شكر وإمتنان لتفهمه لخۏفها الطبيعي افاقت تسنيم من غفلتها على احتضان حور لها بسعادة حينما أخبرها آسر بما حدث ققالت بفرحة 
_والله ما مصدقة انك هتقضي الليلة معايا ده انا مش هسيبك تنامي أبدا هنرغي للصبح. 
رد حازم انطلق منه 
_حور! 
تهدلت شفتيها بحزن 
_خلاص هسيبك تنامي والصبح نرغي مرضي كده يا كبيرنا. 
ابتسم آسر ثم أشار لهما باستكمال الدرج من خلفه فوصلوا سويا للطابق المنشود وجدته تسنيم يتجه للشقة القابعة بالجانب الأيسر وحور بالجانب الأيمن فالټفت ويا ليته لم يفعل امسك بها تتطلع له فإحمر وجهها خجلا لتسرع من خلف رفيقتها ابتسم آسر ثم أشار لحور بصوت ثابت يسكنه الحزم 
_إقفلي عليكم كويس. 
أومأت له مرددة 
_حاضر والله حفظت التعليمات. 
وبالفعل ولجت للداخل لتغلق الباب بالمفتاح جيدا ثم استدارت لتجدها تتأمل الشقة بإعجاب شديد فكان يغلبها الطابع الانثوي انتبهت لصوت حور حينما قالت 
_تعالي ندخل أوضتي. 
اتبعتها للداخل فأغلقت حور الباب من خلفهما ثم اتجهت للخزانة الكبيرة التي تشمل نصف الحائط إختارت منامة من اللون البنك ثم أشارت لها على حمام الغرفة بحماس 
_ادخلي غيري هدومك بسرررعة وتعالي عشان في حاجات كتيرة فايتاك باللي مطنشة مكالماتي من الصبح. 
جذبت منها المنامة ثم قالت بسخط 
_وأنا هروح منك ومن رغيك فين أهو بالنهاية جيتلك

برجلي. 
دفعتها بقوة تجاه الحمام وهي تردد بسخرية 
_نصيب يا بنتي لان ربنا عالم بيا وبالأخبار المهمة عندي خلصي بس. 
تعالت ضحكات تسنيم فأغلقت الباب من خلفها ثم أبدلت ثيابها وحينما خرجت وجدتحور ترص عدة أطباق على الطاولة الصغيرة المقابلة للشرفة لتشير لها بيدها 
_يلا يا حلوة لقمة هنية من صنع أيديا. 
جلست على الفراش بحرج 
_أيه اللي أنتي جيباه ده يا حور أنا مش جعانة على فكرة. 
جذبتها للطاولة وهي تصيح بها بعبث 
_أنتي ليه محسساني اني واحدة من الشارع ده إحنا عشرة عمر يا بت طول عمرنا بنقسمها سوا ولا نسيتي! 
ابتسمت ثم انصاعت ليدها فجلست على الطاولة لتبدأ بتناول طعامها بصحبتها لتشرع حور بقص ما حدث اليوم على مسمعها لتختمه بقولها المتحير 
_ومعرفش أيه اللي يخليه يحتفظ باللعب والتوك بتاعتي لحد الآن! 
ثم استكملت حديثها بهيام بذكريات الماض 
_وإحنا صغيرين كان بيحب يضايقني اوي على عكس علاقته بروجينا فأكيد أخد اللعب دي عشان يضايقني برضه. 
استمعت لها بحرص ثم قالت 
_لو كان عايز يضايقك كان كسرهم ورماهم مكنش احتفظ بيهم كل ده. 
رفعت حاجبيها بإستغراب 
_قصدك أيه 
ردت عليها تسنيم بهدوء 
_قصدي ان في فرق بين الصداقة والحب يا حورالصديق عمره ما ببضايق صديقه وبيسعى لإسعاده بشتى الطرق لكن لما العلاقة تتحول لعناد وصراعات بتبقى بوادر لعلاقة حب فهمتي طبيعة علاقته بخطيبته أيه 
لعقت شفتيها بارتباك وقد تسنى لها فهم ما ودت إخبارها به تسنيم فبمجرد تخيلها أن أحمد يكن لها حب خفي ارتبكت مشاعرها فباتت كالعاړية أمام رفيقتها خشيت أن تستكشف مشاعرها هي الأخرى فقالت بتوتر 
_فكك من الحوار ده وقوليلي عاملة أيه في الشغل مع كبيرنا. 
تشتت للغاية فأبعدت خصلات شعرها البني عن عينيها وهي تجيبها بخفوت 
_ولا حاجة انتي عارفة أن ده أول يوم ليا وكده وأدكي شوفتي من أولها مصېبة الاسانسير والسكن. 
ضحكت حور وهي تشير لها على الفراش 
_ده رزقي عشان تونسيني النهاردة. 
تمددت تسنيم جوارها ثم استمعت لثرثرتها التي لم توقف الا حينما ادعت النوم فأغلقت حور الضوء وخلدت هي الأخرى للنوم فحينما تأكدت الأخرى من نومها فتحت عينيها لتصفن به مديرها الغامض الذي أصبح يسيطر على حيز كبير من تفكيرها! 
ساعات مطولة قضاها بالقيادة وهو يحاول التغاضي عما حدث معه من تلك الفتاة الوقحة وبالنهاية اهتدت سيارة يحيى أمام العمارة فصفها وصعد لشقته كانت الساعة وقت إذن الثانية صباحا وبالرغم من ذلك مازال يلتمس عتمة الليل القابعة بداخله دث مفتحه بباب الشقة ومن ثم صعد لغرفته فألقى جاكيته على الأرض ثم جلس على حافة الفراش بإهمال يحتضن وجهه بذراعيه والآلآم تسيطر على جسده باكمله وخاصة موضع قلبه فتح باب الغرفة من أمامه لتدلف ماسة وهي تحمل لعبتها بين يديه فاقتربت لتجلس جوارها وبسمتها تشرق وجهها الرقيق تعلقت عينيه بها لثوان طالت لدقائق لم يمل منها تمنى لو تعود لحالتها الطبيعية لساعة واحدة يشكو لها ألم قلبه الذي يلتاع شوقا لها كان بحالة مذرية وكأنه
تم نسخ الرابط