الدهشنه آية محمد رفعت ..
المحتويات
المبلغ اللي عكشه في كرشه.
تعالت ضحكات آسر الرجولية ليردد بعدم تصديق
_هدي نفسك بس يا عريس ده أنت على وش جواز..
سكنت نظراته وهو يردد بفتور
_عريس أيه بس ده أنا بقالي سنتين خاطب ومستنى أختك تخلص الجامعة بتاعتها وكل مرة الكبير بيطلعلي بحجة شكله مش عايز يتخلى عن بنته..
رد عليه بمزح
_روجينا أكلة بعقله حلاوة وبعدين أنت مستعجل على الجواز كدا ليه مش قولت عايز تأسس المصنع ويبقى ليك مالك الخاص استغل الوقت ده لنفسك الجواز فقر يا ابني صدقني..
ضحك أحمد وهو يجيبه بمشاكسة
_يعني أنت مش عايز تتجوز يا كبيرنا..
_لا مبفكرش بالمواضيع المنحرفة دي...
ثم جذبه بقوة كادت باسقاطه
_يلا عشان نرجع..
تأوه أحمد پألم
_بالراحة علينا احنا مش قدك يا كابتن..
أجابه ساخرا
_طول ما أنت بتأكل وتنام وبتكنسل الجيم عمرك ما هتبقى قد أي حد..
تعالت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث
_لا يا عم كفايا الشغل اللي طالع عينا فيه!.
بسخرية قال
_طيب يلا ياخويا..
مشى لجواره حتى مروا من أمام أحد الأراضي الزراعية التابعة لأحد العاملين المخلصين لأبيه سابقا فمن يسوقه الحظ للعمل بمزارع عائلة الدهشان قد يحظى بمال وفير يتمكن من بعدها شراء الأرض الخاصة به كحال هذا العامل المحبب لقلب آسر فأشار لأحمد قائلا
أومأ برأسه بهدوء ثم أكمل طريقه سيرا للسيارة التي تبعد عنه بمسافة ليست ببعيدة بينما إقترب آسر من كومة القش الملقاة أرضا حيث كان يجلس هذا الرجل المسن فألقى عليه التحية ثم قال ببسمة بشوشة
_عامل أيه يا راجل يا طيب أنت ما صدقت تسبنا ولا أيه
أجابه الاخير بابتسامة واسعة
_أستاذ آسر كيفك يا ولدي.. والله وليك شوقة..
وحاول النهوض على قدميه الملفوفة بشاش أبيض مستندا على عكازه الصلد ساندهآسر سريعا ليردد پخوف
_خليك مكانك..
ثم تساءل بحزن
وصف پألم ما حدث له
_مفيش يا ولدي كنت بحمل الربة على العربية فتكعبلت ووجعت على رجلي ولما روحت المستوصف جبسوهالي..
عاونه على الجلوس مجددا ثم قال
_الف سلامة عليك طيب جاي ليه الأرض وأنت تعبان أوي كده
كاد بأن يجيبه ولكنه انتبه لصوت صخب يأتي من خلفه من أرض العمفضل بالتحديد فاستدار ليجد أحدا يحاول رفع أكوام القش الضخمة ليضعها على العربة القريبة منهم فأسرع تجاهه تلقائيا كان يرتدي جلبابا أسود اللون يلف حول وجهه شال أبيض اللون يخفي به رأسه ووجهه المغطى بأكمله لم يكن سوى عينيه الخضراء الساحرة بارزة من خلفه تعجب آسر مما يرتديه هذا الرجل الغامض ولكنه ظن بأنه يحتمي من أشعة الشمس القاټلة فانحنى ليجذب الحبال الغليظة من حول كومة القش الضخمة ليردد بثبات
انحنى الرجل ذو الجلباب ليناوله الطرف الأخر فتلامست أيديهم فشعر بنعومة ملامسها رفع آسر عينيه تجاه هذا المقنع باستغراب ثم نهض ليزيح قميصه الابيض عنه فاستدار الرجل سريعا ابتسم آسر وهو يخبره بمرح
_لا مواخذة يا عمهم بس الحاجة مش هتدخلني البيت لو وسخت الابيض..
ومن ثم انحنى ليحمل كومة القش ببراعة تنساق مع جسده المصفح بالعضلات القاسېة ليضعها على متن العربة ثم عاد ليحمل الكومة الأخرى فوضعها لجوار الاخرى فاستدار ليشير له قائلا
_لسه في حاجة تانية عايز تحملها على العربية!
هز رأسه فتعجب آسر من صمته المبالغ به أتاه الرد من خلفه حينما إقترب منهما فضل ليثني على ما فعله
_الف شكر يا ولدي مننحرمش منيك.
ربت على كتفيه بابتسامة صغيرة
_على أيه يا عم فضل خد بالك انت بس من نفسك ولو إحتاجت أي حاجة كلمني من غير ما تتردد..
ثم جذب قميصه ليشير للرجل الغامض
_سلام يا ريس شكلك عندك دور برد صعب في الحنجرة أبقى عالجه يا عمفضل..
تعالت ضحكات العجوز ليجيبه بصعوبة
_حاضر يا ولدي..
وصل للسيارة فهبط احمد مسرعا ليشير له پصدمة
_أنت فاكر نفسك في إنجلترا ألبس بسرعة قبل ما ېقتلونا..
ارتدى آسر قميصه ثم تحرك تجاه الباب الايسر من السيارة ليردد بخبث
_ما تنشف يا عم حد يقدر يبصلنا بس!..
تحرك أحمد بالسيارة ليسأله باهتمام
_عامل أيه عم فضل
أغلق عينيه ثم استرخى على المقعد ليضع القبعة على رأسه فعاد أحمد ليسأله مجددا فقال بخفوت
_رجله مکسورة وجايب ابنه يساعده وهو أصلا شكله مالوش لا في الطور ولا في الطحين..
رفع حاجبيه بتعجب
_ابنه! .. عم فضل معندوش غير بنت وحيدة بتدرس بالقاهرة..
أزاح آسر القبعة عن وجهه ليردد باستغراب
_أمال مين ده..
_معرفش جايز مأجر حد..
نفى آسر ذاك الإقتراح
_لأ.. معتقدش حالته المادية متسمحش بكده..
قال أحمد
_جايز حد من قرايبه لان زي ما قولتلك معندوش غير بنت واحدة بتدرس بالقاهرة بنفس
جامعة حور بنت عمك سليم..
عاد ليتمدد على المقعد من جديد ثم وضع القبعة لينعم ببعض الراحة..
بأرض العمفضل..
إحتدت نظارتها المتخفية من حول قناعها الخفي فما أن تأكدت من ابتعاده حتى رددت پغضب
_ ماله ده كمان شايف نفسه على خلق الله..
أجابها العمفضل ببسمته البشوشة
_مالكيش حق يا بتي.. ده البشمهندس آسر أطيب خلق الله..
قالت بتأفف
_مهو واضح ده خاېف من مامته!.. هو ده كبير عيلة الدهاشنة اللي هيكون بعد أبوه!
بملامح جادة للغاية أجابها
_أنتي متعرفهوش زين يا بتي البشمهندس آسر غريب عن ولاد عمامه بيحب خلطة الناس بالصعيد لكن وقت الجد يبيقى غول عيلة الدهاشنة الكل إهنه بيعمله الف حساب ومحدش يقدر يعيب فيه زي ما أنتي بتعملي كده خلينا في حالنا يا بتي..
وتحامل على ذاته ليصعد على العربة ثم أشار لها بالصعود
_يلا نروح قبل ما الظهر يأذن..
ظلت محلها شاردة الذهن تتطلع على الطريق الذي سلكه بالعودة بشرود ظنها الشخص الغامض ورأته هو ماكر وخبيث نعم لم يكن أمامها خيار أخر حينما مرض ابيها فارادت أن تساعده بعمله الشاق حتى لا يكون بمفرده من البداية وهي تناضل الأفكار اللعېنة التي تنصف المرأة بأنها ضعيفة وغير قادرة على ممارسة عمل الرجل فاردت أن تكد عملا بالأرض علها تثبت لذاتها بأنها قادرة على ذلك انتبهت لصوت والدها حينما نادها مجددا
_تسنيم!
التفتت تجاهه ثم صعدت لجواره وهي تردد بضيق شديد
_بعدهالك يابوي مش قولتلك متنادنيش باسمي..
رد عليها بابتسامة واسعة
_حاضر يا ولدي كده زين
ابتسمت وهي تجيبه بحب
_زين..
بالقاهرة وبالأخص بالعمارة التابعة لأبناء عائلة فهد كان الطابق الأرضي فارغ يشغله مساحة كبيرة من الحشائش الصناعية وعدد لا بأس به من الطاولات البلاستكية أما الطابق الثاني فكان يحوي شقتين كبيرتين للغاية بابهما مقابل بعضهم البعض احدهما تخص الفتيات والأخرى تخص الشباب لمتابعة الأعمال المشيدة بالقاهرة أما الفتيات لمتابعة الدراسة والجامعة يعلوه الطابق الثالث الذي يخص ماسة بشكل كبير لأنها بالنهاية امرأة متزوجة..
بالشقة الخاصة بالفتيات..
انتهت حور من أداء فريضتها ثم رفعت يدها البيضاء لتدعو الله بتحقق أمانيها ومن ثم نهضت لتطوي سجادة الصلاة لتضعها برفق على مسند المقعد ثم جذبت خمارها الطويل ليتدلل خصلات شعرها القصير ذو اللون الأسود المميز فحانت منها نظرة جانبيه تجاه طاولة الطعام التي اعددتها لابنة عمها لتردد بسئم
_مفيش فايدة فيك..
ومن ثم اتجهت لغرفتها لتزيح الغطاء السميك عنها وهي تصرخ بانفعال
_يا خم النوم الجامعة هتفوتك!..
فردت روجينا ذراعيها بالهواء وهي تحيبها بدلال
_سبيني
متابعة القراءة