الدهشنه آية محمد رفعت .. 

موقع أيام نيوز

طرقت أولا وحينما استمعت لآذنه ولجت للداخل لتضع الملفات من أمامه ثم قالت بصوت حرصت لجعله حزينا للغاية 
_الملفات اللي حضرتك طلبتهم. 
تلقائيا رفع وجهه إليها حينما استمع لصوتها الغريب فضيق عينيه باستغراب وهو يتأمل عينيه اللامعة بالدموع ليتساءل باهتمام 
_أنتي كويسة 
أومأت برأسها وهي تزيح دمعاتها اللامعة بأهدابها لتجعله يثق بشكوكه تجاهها
_مفيش حاجة أنا كويسة. 
نهض يحيى عن مقعده ثم دنا منها ليشير لها على المقعد المقابل لها
_طب اقعدي نتكلم شوية. 
تراقص قلبها طربا حينمل طلب منها ذلك فجلست وهي تتصنع الحياء والرقة المصطنعة فبدأ هو بالحديث 
_حد من البيت مزعلك ولا أيه 
اجابته بحدة مصطنعة 
_صاحبك مقالكش ولا أيه 
هز رأسه بالنفي 
_لا والله مقاليش حاجة. 
ثم أضاف 
_أنا أساسا مشوفتش عمر من شهرين تلاته لان زي ما انتي شايفة انا تقريبا مش بفضى ساعة واحدة! 
ردت عليه بحزن مصطنع 
_عمركل يوم والتاني بيعمل مشاكل معايا. 
تساءل في دهشة 
_وليه بيعمل كده 
أجابته باستياء 
_لاني برفض أي عريس بيتقدملي رغم أن أغلبهم ولاد ناس وميتعيبوش . 
بعملية باحتة قال 
_طب وليه بترفضي عريس متقدملك مدام ابن ناس ومحترم! 
منحته نظرة جعلتها غامضة فقال بعد تفكير 
_أنتي بتحبي حد تاني مثلا 
تعمقت بالتطلع إليه وهو يترقب إجابتها ظنت بأن تلك الفرصة مناسبة للغاية للبوح عما بقلبها قاطع الهاتف تلك اللحظة الذهبية فأشار لها بحرج 
_ثواني بس أشوف الموبيل. 
ونهض ليقترب من المكتب ثم رفع الهاتف ليردد بعدما استمع للمتصل 
_طيب اهدي اهدي أنا جاي حالا. 
وجذب جاكيته الموضوع على جسد المقعد ثم هرول للخارج وهو يشير لها 
_أنا لازم أرجع البيت حالا هنكمل كلامنا بعدين. 
جزت على أسنانها بغيظ من تلك الفرصة التي ضاعت هباءا فجلست ټلعن نفسها على هذا الحظ البائس أما يحيى فهرع لسيارته في محاولة للوصول لشقته مسرعا فقد إعتاد على مواجهة مثل تلك المواقف حينما تزورها دورتها الشهرية فتنتكس حالة ماسة حينما تتذكر الماضي الذي جلدها بسوط قاس!
بمنزل عبد الرحمن 
انتهى من إطعامها ثم حمل صينية الطعام للمطبخ ليشمر عن ساعديه ليجلي الأطباق ومن ثم اعاد تنظيف الشقة من جديد وحينما انتهى إقترب من الفراش ليسألها بابتسامة حنونة 
_خلصت كل حاجة يا ست الكل عايزاني أساعدك بقى تغيري هدومك قبل ما أنزل 
بصعوبة هزت مروج رأسها الثقيل لتشير له بالنفي فجلس جوارها ليربت بيديه على وجهها تلألأت الدموع بعينيها فحتى الحديث لا تقوى عليه بعدما أصيبت بشلل نصفي جعلها قعيدة الفراش ربما تدفع ثمن الشړ الذي كانت تحصده منذ سنوات وبالرغم من ذلك منحها الله عز وجل ثمرة ممتلئة بالخير الابن البار الذي يخدمها على كفوف الراحة مازالت تتذكر كيف رواغها الشيطان لقتل جنينها حينما علمت بحملها من فؤاد شقيق فهد ولكنها تراجعت خشية من أن تلاقي حتفها وهي بغرفة العمليات وها هو الآن كل ما تمتلك بالحياة السند والظهر الذي لم تختبره من قبل كم أرادت شكره وضمھ لصدرها ولكن حتى هذا حرمت منه انتبه عبد الرحمن لقرع باب المنزل فنهض وهو يشير لها بابتسامة هادئة 
_دي أكيد الممرضة. 
ثم هم بالخروج وهو يشير لها 
_متقلقيش مش هتأخر ساعتين وهرجع بأمر الله. 
وفتح باب الشقة للممرضة ثم غادر على الفور. 
صعد يحيى لشقته فانخطف لونه حينما وجد إلهام تقف بالخارج وتطرق باب الحمام پخوف شديد فدنا منها ثم سألها بهلع 
_في أيه 
قالت پخوف سكن خلايا نبرتها المرتعشة 
_بقالها ساعة بالحمام مش راضية تفتح. 
أشار بيديه 
_طب ادخلي أنتي حضرلها هدوم نضيفة تلبسها. 
أومأت برأسها ثم ركضت للداخل أما هو فاقترب من الباب ليطرق وهو يردد بصوت عذب 
_ماسة إفتحي الباب أنا يحيى! 
لم يستمع لأي ردا منها حتى تلك اللهفة التي تحاوطها حينما تعلم بعودته لم تعتريها بتلك اللحظة ارتبك للحظة وهو يفكر بكسر الباب فخشى أن تتدهور حالتها مجددا فلم يكن بوسعه الا التحلى بالهدوء فعاد ليناديها مجددا 
_ ماسة حبيبتي إفتحي عشان تشوفي أنا جبتلك أيه النهاردة وأنا جاي 
لم يستمع تلك المرة أيضا لأي رد منها فعاد ليناديها مرة تلو الأخرى دون ملل من عدم استجابتها له.. 
بالداخل. 
كانت تجلس أرضا خلف باب الحمام تضم ساقيها معا لصدرها ونظراتها تتوزع على الډماء التي القابعة بفستانها الأبيض فتلامسها ذكرى غريبة لم ترأها من قبل وكأن هناك شاشة بيضاء تنير بلقطة غير واضحة ترى بها نفسها ببطن منتفخة وفجأة ترى سيارات كثيرة ومن ثم صړاخ عاصف ومن ثم دماء انسدلت من أسفلها كعمق من البحر

لتستمع كلمة غريبة على مسمعها 
فقدت الجنين!..
لم يستوعب عقلها الصغير مواجهة تلك الذكريات الغريبة فكان جسدها يتخشب خوفا مما ترأه وفجأة وسط تشتتها التقطت آذنيها صوت نجدتها آمانها القابع من خلفها لا يفصلهما سوى باب صغير سمعته يناديها فنهضت عن الأرض وهي تردد بسعادة 
_يحيى! 
ومن ثم حررت المفتاح القابع بجسد الباب لتزداد ابتسامتها حينما وجدته يقف مقابلها بالفعل ركضت ماسة إليه متشبثة بأحضانه كالغريق الذي يتمسك بقشة تنجده مما يواجهه أغلق يحيى عينيه بقوة وقد عاد الهواء لينعشه من جديد حينما وجدها تقف أمامه فرفع أصابعه ليقرب رأسها من صدره لدقائق تحيه مجددا ثم أبعدها عنه وهو يتفحص ملابسها بهدوء ليشير لها بحكمة 
_شوفتي ماسة رجعت تعبت تاني عشان مبتسمعش الكلام ومش بتأخد ادويتها. 
ورفع صوته لإلهام قائلا 
_خديها غيرلها هدومها واديها أدويتها وأنا هستناها هنا. 
أومأت المربية برأسها في طاعة ثم اصطحبتها لغرفتها لتنفذ ما قاله لتو. 
بشقة الفتيات. 
علمت حور من أخيها بأن آسر وأحمدبطريقهما فولجت لغرفة روجينا لتوقظها كي يتمكنوا سويا من إعداد بعض الطعام المناسب لإستقبالهم من سفر طويل هكذا تفاجآت بالغرفة فارغة فعلمت بأنها غادرت كعادتها دون أن تخبرها بذلك بيأس تام تحركت حور تجاه المطبخ لتعد ما أمكن من الطعام الشهي ساعة تصطحب الأخرى حتى خيم الليل ومازالت روجينا لم تعد بعد اړتعبت حور من وصول آسر قبلها وحينها لن يمرر ذاك الأمر بخير فحاولت الوصول إليها عبر الهاتف وحينما فشلت بذلك رددت پغضب 
_كالعادة قافلة تليفونها! ربنا يستر. 
أتاها صدق حدثها حينما طرق بدر الباب وحينما فتحته وجدت آسر وأحمدمن أمامها استقبلتهم بابتسامة صغيرة انقلبت لتشتت عظيم حينما التقت نظراتها بعينيه لا تعلم ما الذي يحدث معها حينما تراه وفي كل مرة تحاول بها أن تقتنع بأنه إن لم يكن ابن عمها فهو خطيبة ابنة عمها والتي تعد بمثابة شقيقة لها أفاقت من شرودها على صوت آسر الذي قال بانبهار 
_أيه كل الأكل ده انتي عازمة حد ولا أيه يا حور 
أتاه الرد من خلفه حينما قال يحيى 
_إحنا أهم من المعازيم يا سيدي! 
الټفت خلفه ليردد بفرحة 
_يحيى! 
تعانق كلا منهما بمحبة ليعاتبه الأخر 
_إتاخرت كده ليه 
أجابه آسر ساخرا 
_وأنا لحقت مش لسه سايبك من يومين يا ابني! 
قطع أحمد الحديث المتبادل فيما بينهما حينما قال 
_فككوا من جو السلامات ده وتعالوا كلوا الأكل طعمه يجنن. 
ثم التفتت تجاهها ليشير لها بابتسامة ساحرة 
_تسلم أيدك يا حور. 
على استحياء قالت 
_الف هنا. 
جلس بدر لجواره ليضربه بيديه على رقبته قائلا بسخط 
_طول عمرك همك على بطنك. 
قال بحدة أطاحته 
_همي على بطني أحسن ما أكون مدورها مع مزز خلق الله نسيت ماضيك ولا أيه يا دنجوان 
حدجه بنظرة قاټلة فردد آسرفي يأس 
_رجعنا تاني لنقطة الصفر. 
ابتسم يحيى وهو يتابع
تم نسخ الرابط