الدهشنه آية محمد رفعت .. 

موقع أيام نيوز

جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع 
_المكان ده لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة. 
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم 
_أرموا الژبالة دي بره.. 
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!. 
وقف آسر جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوء شديد فطال صمتهما الى أن قطعه فهد حينما قال 
_إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها. 
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب والده بثبات 
_أنا محبتش قبل كده.. 
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا 
_حضرتك أكتر واحد فهمني وعارف أني نسيت ماسة في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي روجينا وحور.
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر 
_عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس. 
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع 
_أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس. 
اتسعت ابتسامةآسر حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال تسنيم للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة كاد بأن يشكره على ما فعل ولكنه تفاجئ بمن تقترب منهما حاملة لأكواب العصيروتسترق السمع اليهما وحينما فشلت بسماع شيء زمجرت بغيظ 
_سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها! 
تطلع آسر لوالده بمكر ومن ثم قال بلهجته الصعيدية 
_مخبرش تقصدي أيه ياما بس أبوي خابر عن اذنكم .. 
وغادر سريعا من أمامهما فوقفت رواية مقابله لتعيد سؤالها من جديد 
_ابنك هرب ومفضلش غيرك قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد 
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذ قائلا بتسلية 
_في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبدا.. 
منحته نظرة مغتاظة وهي تمتم پغضب 
_كده يا فهد طب هات بقا مفيش عصير.. 
ووضعت الكوب على الصينية مجددا ثم كادت بالمغادرة فجذبه منها ثم قال من وسط ضحكاته الرجولية 
_مفيش فايدة فيك ولا في عنادك. 
كادت بسحب الكوب مرة أخرى فرفعه عاليا ثم أشار بعينيه الماكرة 
_هقولك بس مش اهنه.. 
واتجه بها لغرفتهما بابتسامة نصر لنجاح جزء من مخططه بسحبها بعيدا ليقضوا وقتا سويا بعيدا عن صخب المنزل الذي لا ينتهي.. 
طال طريق العودة من الاسكندرية للقاهرة ومازالت كلماته تلاحقها كالۏحش الذي يستنزف فريسته عصفت رأسها بسؤاله الغامض فبحثت عن اجابة ترضى فضولها حول المتعلق بالعائلتين كادت بأن تسأل بدر الغافل على نافذة الباص البارد ولكنها خشيت ان يعلم بأمرها وربما ان ضغط عليها سيعلم بعلاقتها الخفية بأيان اهتدت روجينا لاجابة متوقعة بأن ربما يجمعهما ثأر مثلما يسود بين أغلب عائلات الصعيد ولكن عليها التأكد وبداخلها تتمنى أن يكون الامر هين حتى لا تفترق عن ذاك الغامض الذي سلبها قلبها قبل عقلها... 
أما هناك على الجانب الأخر القريب عنها كانت نظراتها تتعلق بمعالم وجهه القاسې تستغل غفلته القصيرة لتشبع عينيها بالتطلع اليه تعافر تلك الدمعات الخائڼة التي تود ڤضحها فالا يكفيها ما تشعر به من حرج بعدما فصحت لبدر بما حدث معها بأميركا نعم كانت قد اقسمت بأن هذا السر سيدفن معها ولكنها مازالت حتى تلك اللحظة تعاني ۏجع تلك الذكرى المفجعة التي قد تعد هينة وفخر لفتاة تعيش بأحضان امريكا المتطورة بعاداتها التي تشبه العهر ولكن لفتاة مثل رؤى تنكر اصولها العربية يكون ذاك الۏجع

متسلسل حتى الرمق الاخير من روحها البائسة!...
توقف الاتوبيس اخيرا أمام العمارة لتنادي أحدى المشرفات على روجينا لتخبرها بأنها وصلت لوجهتها فهبطت هي ورؤى للاسفل ومن خلفهما بدر الذي حمل الحقائب على كتفيه ومن ثم اتبعهما كادوا بالصعود للاعلى ولكن استوقفهم صوت مألوف إليهما فاستداروا تجاه الجهة الاخرى من الطريق فوجدوا نادين تلوح لهما من نافذة السيارة التي تقترب من مدخل العمارة ليهبط منها أبيه ووالدته وتسنيم أسرع بدر اليه ليندث بأحضانه بشوق 
_أبوي.. 
لف سليم ذراعيه حول ابنه بابتسامة حنونة ثم ردد بفرحة 
_اتوحشتني اوي يا ولدي طمني عليك وعلى اختك.. 
ابتعد عنه وهو يجيبه بابتسامة هادئة 
_الحمد لله بخير انتوا اللي عاملين ايه
أجابه سريعا
_كلنا بخير..
دفعته نادين برفق لتحتضن ابنها ومن ثم ابتعدت عنه لتردد بحزن
_مالك كده يا ابني خسيت النص وحالك عدم كده... انت مش بتاكل ولا ايه 
تعالت ضحكاته لسماعه كلماتها المعتادة فقال بمرح 
_ازاي بقا ده الشيف حور نازلة علينا بالطواجن ليل نهار! 
انكمشت تعابيرها حزنا 
_قلبي واكلني عليها... يلا نطلع نطمن عليها الاول. 
أومأ برأسه لها فاستدارت لتشير لمن خلفها قائلة 
_يلا نطلع احنا يا تسنيم وهما هيجبوا الشنط وهيجوا ورانا.. 
هبطت من السيارة وهي تخبرها على استحياء 
_انا هسيب شنطتي تحت لما اطلع اطمن على حور الاول وبعد كده هركب تاكسي واروح السكن.. 
وقف سليم مقابلها لتشير لها بصرامة 
_سكن أيه اللي هتروحيه انتي هتقغدي اهنه مع الحريم.. 
كادت بمقاطعته فرفع حاجبيه بحزم انهى به النقاش المحتد فيما بينهما 
_الكلام اللي بقوله مفيش بعديه نقاش انتي اهنه في ضيافتنا.. 
قالت بخجل 
_انا والله ما قصدي اكسر كلام حضرتك بس انا مش عايزة أسببلكم ازعاج.. 
لفت نادين يدها حولها ثم قالت 
_سيبك من الكلام اللي هيزعلنا ده انتي مش عايزة تكوني جنب حور ولا ايه 
قالت بكل تأكيد 
_طبعا. 
حستها على اتابعها للاعلى قائلة 
_طيب يلا.. 
بشقة الفتيات.. 
بعض الآلام الظاهرة على تعابير الوجه هينة أمام ۏجع القلب الذي يئن بصمت يئن بسكون خشية من أن يستمع إليه أحدا فربما أن علم أحدا ما يوجعه لإنقلب الأمر لعتاب قاسې هكذا كان ېنزف قلب حور في صمت تام قرب أحمد منها بتلك اللحظة العصيبة جعلها تتمنى وجوده لجوارها دائما تتمناه حبيبا وزوجا ولكن ذاك الحلم ليس تمتلك حتى الحق به انتبهت من غفلتها القصيرة على صوت قرع باب غرفتها فلم تكن سوى تالين تحمل الطعام إليها وبعض المشروبات الساخنة ولجت والابتسامة مرسومة على وجهها لتقدم لها الكوب قائلة
_ طمنيني أخبارك أيه النهاردة .. 
أجابتها بصوت واهن 
_الحمد لله بخير.. 
ثم تناولت الكوب منها لتردف بضيق 
_أنا حاسة أني عاملة جراحة خطېرة وانتي بتقومي بالواجب معايا مش كده يا بنتي هزيد ٢٠كيلو! 
لوت فمها بتهكم 
_يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب انتي مينفعكيش الدلع على فكرة. 
ابتسمت وهي تجيبها 
_انا عايزة اقوم أعمل أي حاجه لنفسي المهم أقف على رجلي.. 
قطع حديثهما رنين الباب فأشارت لها تالين ساخرة 
_هفتح الباب وأجي نكمل حوارنا. 
وتركتها وتوجهت للخارج.. 
دث المفتاح بباب شقته ثم ولج ليجلس على اقرب مقعد ويديه تحك مقدمة رأسه پألم شديد انتبه يحيى لسماع خطوات تقترب منه ليجد إلهام المربية أمامه تخبره باهتمام شديد 
_بشمهندس يحيى كان في حاجه عايزة ابلغها لحضرتك. 
أزاح يديه عن رأسه ثم قال بملل 
_حاجة أيه! 
أجابته على الفور 
_مدام ماسة من بعد ما حضرتك نزلت الصبح وهي بترجع و تعبانه .. 
تطلع لها پصدمة فقال بصعوبة وهو يحاول ابتلاع ريقه 
_طب هي فين 
أجابته بهدوء 
_اديتها مسكن ونايمة... 
صمت قليلا وكأنه يصارع ما يهاجمه
تم نسخ الرابط