شوق
المحتويات
وجهها التي أصبحت باللون الأحمر من الحرج التي اصيبت به اثر كلماتهم فطأطأت رأسها أرضا ولم تستطع أن تنهض من مكانها ولا أن تقوم بأي تدريب لحتى لا تنال نوبة من السخرية مرة أخرى.
لتأتي اليها احدى المدربات وتطلب منها أن تنهض من مكانها وتصعد على آلة المشي
فتقول إحدى الفتيات
_مش هتقدر تقوم من مكانها دي عايزة ونش يشيلها
اغتاظت توبا من حديثهم وضمت قبضتي يدها پغضب وحزن شديد وكادت أن تنهض وترد عليهم.
لتجد أخيها يدلف المكان
فتنهض الفتيات معظمهن نحوه وتطلب منه أن يقوم بتدريبهن
فيفعل على الفور
نادى بعلو صوته على المدربة المساعدة له وقال
_ها ايه أخبار شوال البطاطس اللي معاكي ده
لټنفجر الفتيات في الضحك أكثر بينما تصاب توبا بالأسى وتتدلى شفتاها ببؤس فها هو أخيها يحتل المركز الاول في التنمر عليها وأمام الجميع ولا يبالي يرميها بسهامه الغاشمة دون اكتراث لمدى تأثير تلك السهام في نفس أخته كانت تشعر بأن قلبها ېتمزق يتقطع إلى آلاف القطع فأخيها التي من المفترض ان يكون الدرع المنيع
الواقي لتنمرات الجميع هو بنفسه الآن من يهدم ذلك الدرع ويحتل الصدارة في تحطيمها كليا.
_لسه مبدأناش اول تدريب حتى يا كابتن.
هتف هو حانقا رامقا أخته بنظرات ساخطة
_ولا هتتحرك في يومها أنا مش عارف حظ ايه المنيل ده
لتهتف واحدة من الفتيات والتي معظمهن صغيرات في السن كما هي توبا في عمر ما قبل العشرون
_اعتبرني انا اختك يا كابتن بركات
ليهتف بركات مغازلا الفتاة وقال بتمنى
_ياريت هو انا أطول القمر ده يكون اختي لا لا بجد كنت هكون أسعد إنسان في الدنيا
هنا لم تستطع توبا تمالك نفسها فاڼفجرت باكية كنافورة ماء تم فتحها للتو بينما سحبت نفسها وغادرت المكان بأقصى سرعة تمتلكها.
ولم تستمع لنداءات أخيها الذي يطلب منها ألا تغادر وتظل مكانها
لكنها لم تبالي بأحد أبدا وانطلقت في طريقها لخارج الجيم ودمعاتها الحارة ټغرق وجنتيها من الألم والۏجع
__
بعدما أنهت ما كانت تفعله من تغليف الطعام بمساعدة العم سيد بغية ارساله لمن يحتاجه
دلفت غرفتها لتريح جسدها قليلا وعندها قررت أن تهاتف آيات تلك الفتاة التي تعلقت بها شوق وتعتبرها كأختها الصغيرة لتعرف اخبارها وأخبار البلدة في غيابها
أمسكت شوق هاتفها الصغير من نوكيا ذو الأزرار وشردت في بلدتها وهي تمسكه
_اااه يا مين يرجعني بلدي دلوك وحشتنى ريحة ترابها وارضها الهوا اللي كنت بتنفسه هناك أحسن وانضف وانقى من اهنه مليون مرة فينك يا عشتي دلوك صحيح السرير هنا مريح وكأني نايمة على جردل ماية إلا إني هناك كنت بنام مرتاحة البال والضمير اهنه الكل مركز في كل حاجة ومهتم بكل حاجة وعاملينها على اعلى مستوى الا الأخلاق نسيوها وكأنها عابر سبيل ملوش حق في المبيت
_
إن المكارم أخلاق مطهرة
فالدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والفصل ساديها
هنا أجابت آيات على الفور وما إن استمعت شوق ترنوا بتلك الاپيات حتى رددت معها التكملة التي تحفظها من شوق عن ظهر قلب
_
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
والعين تعلم من عيني محدثها
إن كان من حزبها أو من يعاديها
عيناك قد دلتا عيناي منك على
أشياء لولاهما ما كنت تبديها
وعندما انتهيا
قالت آيات
_ أبلة شوق وحشتيني اوي فين أراضيكي دلوك الناس اهنه بتقول انك عزلتي مع أبوكي صحيح ديه يا أبلةيعني مش هنشوفك تاني مش هتعاودي تاني البلد يا أبلة
هتفت شوق ساخرة وهي تمط شفتيها
_يعني يا به غيابي مأثر معاكي اوي ده انتي حتى مرفعتيش المحمول على ودنك وقلتي ألو ازيك يا أبلة عايشة ولا مدهوسة في الطين
لتهتف آيات بدفاع عن موقفها
_والله يا أبلة كنت عايزة أكلمك بس استحيت قلت أكيد مع ناسها ومشغولة بيهم وأجلت الإتصال لوقت تاني وفرحتلك اوي ان أبوكي أخيرا حن عليكي ورجعك لتحت جناحه
ابتسمت شوق ساخرة ومطت شفتيها ساخرة من فعلة ابيها
_ايوة ايوة اخدني فعلا تحت جناحه يابت حتى أني من كتر الدفا هفطس لحد ما قربت أموت.
ظنت آيات أن شوق من نبرة حديثها مستاءة منها ولا تدري او لا تتوقع ان شوق مستاءة مما فعله ابيها بها فقالت
_والله ما تزعلي مني يا أبلة شوق انتي عارفة أني بحبك قد ايه ومعزتك عندي كيف.
هتفت شوق باسمه
_واني مش زعلانة منيكي يا هبلة اني بس بناغشك علشان تتدردحي وتتحدتي معايا عادي اكده... ده اني بعتبرك اختي اللي مخلفهاش ابوي.
هتفت آيات باسمة وقالت بنبرة صادقة
_وأني يا ابلة شوق وربنا اللي يعلم بعتبرك مش بس أختي الكبيرة لا بعتبرك أمي كمان.
هتفت شوق مازحة
_غوري يا بت كتك نيلة قال امك قال فاكراني كبيرة للدرچادي ... ده أني لسه صغيرة في عز شبابي مكملتش العشرين سنة .. تنكري يا بت يا مصېبة انتي
ضحكت آيات وهتفت قائلة
_اه طبعا يا أبلة شوق صغيرة وست البنات كمان.
_بتخديني على كد عقلي يا بت
ضحكت آيات ثانية
_لاه والله يا أبلة شوق دي الحقيقة وأني بقول بعتبرك زي أمي في المعزة والله مش قصدي العمر أبدا رغم انك بردو مش كبيرة ابدا انتي في عنفوان شبابك.
ضحكت شوق وقالت وهي تتنهد براحة وسعادة فالحديث مع شخص من أهل بلدتها الصغيرة وخاصة آيات التي تكن لها معزة خاصة أعاد الهدوء والسلام النفسي لقلبها من جديد
_عنفوان شباب ايه يا بت ده انتي لو شفتي خواتي الولاد تتفي في وشي بياض وجمال ايه وعيون ملونه تقوليشي أجانب أما أني مش عارفة جايبة السمار ديه كله منين
ضحكت ثم اردفت كلامها
_طالعة لأمي في السمار ديه حتى أبوي بخل عليا بجيناته هو الحظ عارف صاحبه امطين بطين.
ضحكت آيات فهي تعلم أنها ليست شوق من تنظر للأمر بهذا الشكل او تسخط لهذا السبب فهي تعلمها شديدة الإيمان والقوة لن يزعجها مثل هذا الأمر البسيط والتي لا إرادة لأحد فيه
__أسماء عبد الهادي
وصلت فداء إلى الفيلا الصغيرة التي تعيش فيها مع والدها وحدهما بعد ۏفاة والدتها والتي ما إن رحلت حتى تظن انه رحل معها ذلك اللجام الذي كان يحكم يتصرفات زوجها المشينة فهي كانت له الرادع والمانع من كل التصرفات السيئة التي يفعلها الآن وكأنها كانت الضمير الحي الذي يقف له بالمرصاد
لكن الآن هو يفعل ما يحلو له دون رقيب لا يأخذ بنصائح ابنته ولا يلتفت لها حتى خسر الكثير من الأموال جراء ذلك بل وخسر نفسه وقبل كل شىء
ما إن رآها والدها حتى قال لها بنبرة آمرة عاجلة وهو يحثها على الدلوف لغرفتها
_فداء بسرعة لمي حاجتك وكل شىء يخصك هنا
استغربت فداء حديثه والعجلة التي في نبرة صوته هي ظنته أنه سيوبخها مثل عادته لأنها تأخرت وهو يريد منها بعض المال كي يغادر ذاهبا إلى تلك الأماكن التي تمارس
متابعة القراءة