شوق

موقع أيام نيوز


فيها لعبة القماړ المخالفة للشرع 
أسماء عبد الهادي
_ليه يا بابا خير هو احنا مسافرين ولا إيه
أجابها هو بسأل فهذا ليس وقت الأسئلة من وجهة نظره وقال 
_اخلصي يا فداء مش وقته اسئلة قدامك ساعة بالكتير تكوني جمعتي كل حاجتك واي حاجة عايزاها من هنا علشان تمشي.
وقفت محلها تنظر له باستغراب تارة وتجول بأعينها في الأنحاء بعدم فهم
_ما انا مش فاهمة حاجة يا بابا بس لو حضرتك تفهمني فيه ايه
أجابها هذه المرة بعصبية فهو سأم أسئلها التي ليست في وقتها 
_هتمشي من هنا يا فداء هتروحي تعيشي في بيت جدتك الله يرحمها هو فاضي ومفيهوش حد ومناسبك جدا هيحتاج تنضيف شوية ودي مهمتك بقا.

رمقته بأعين ضيقة ونفس حائرة فلم يود أبيها منها أن تغادر الفيلا المكان الذي ولدت به وترعرت فيه وكل ذكرياتها هنا منذ أن كانت صغيرة ومذ أن كانت تعيش في كنف أمها وحياتها مستقرة سعيدة
ليهتف أبيها بضجر بينما يتحرك في المكان هو الآخر 
_ما تخلصي يا بنت هتفضلي متنحة كدا كتير.
أجابت والدموع بدأت تترقرق في أعينها
_بابا حضرتك ليه عايزني أسيب هنا انت ليه عايز تمشيني من هنا هو حضرتك زعلان مني.
مسح أبيها
على وجهه بكفة يده وقال بحنق
_فداء انا كمان ماشي احنا الاتنين لازم نسيب الفيلا باللي فيها خدي بس كل اللي انتي عايزاه وتحتاجيه
هتفت پصدمة فهي لم يخطر ببالها هذا قط وقالت هذه المرة بأعين متسعة
_ايه!! طب ليه... ليه يا بابا هنسيب بيتنا والمكان اللي اولدت فيه
أصيب أبيها بارتباك وازدرد ريقه وحاول التملص من الإجابة على سؤالها 
_مم ماهو... اصل ..اهو اللي حصل بقا يا فداء ممكن تنجزي.
هتفت هي حانقة وبنبرة ساخطة بدت مرتفعة بعض الشىء من أثر الصدمة التي تعرضت لها والتي بسبب فعلة أبيها وتصرفاته الرعناء ستخسر المكان الذي تحب المكان الذي به كل ذكرياتها مع أمها التي كانت تجد فيه ومازالت رائحة أمها الحبيبة فكل شبر في هذا البيت يذكرها بأمها كل موقف حدث معها تسترجعه معها هنا في هذا البيت
_ما هو اصل ايه يا بابا بردو بسبب اللعبة اللي حضرتك أدمنتها دي بسببها خسرتنا بيتنا وكل ما نملك مش كدا حضرتك عاجبك دلوقتي الپهدلة والشحططة اللي احنا فيها هل حالك ده دلوقتي حضرتك مبسوط بيه... أنا مش فاهمة لعبة زي دي دمرتك بالشكل ده انت ليه لسه مستمر فيها ايه اللي جابرك على دا كله
أجابها بثقة لا ندري كيف واتته فهو دائم خاسر في تلك اللعبة ولو كسب في بعض المرات فالخسارة بعدها أكثر 
_هعوض كل ده اطمني أنا مش هسكت عل اللي بيحصل كل ده هيتعوض وهنرجع زي الاول وأحسن
ضحكت ضحكة ساخرة لا من شخص أبيها وانما من كلامه الذي يردده في كل مرة ولا يفعل شيئا 
_هه حضرتك بتقول كدا كل مرة وولا مرة قدرت تعوض اي خسارة وبعدين حضرتك عارف ان المال اللي جاي من ورا اللعبة دي مال حرام يعني مش هيدوم ولا ربنا هيبارك فيه واديك شفت يا بابا انه منفعش في علاج ماما... حضرتك لجأت للعبة دي علشان تعالج ماما وبالفعل عملت العملية بالفلوس دي لكن العملية منجحتش عارف ليه يا بابا لانها فلوس حرام حرام يا بابا.
احتدت ملامح أبيها پغضب عارم وقال بعد أن طفح به الكيل فهي لم تذكره بزوجته الراحلة لم تذكره في كل مرة بما يعمله ألا تتركه وشأنه هو ظن أنه تخلص من تحكمات زوجته ورقابتها له بۏفاته لتأتي ابنتها وتكون خليفة لها في مراقبته ألا يدعوه وشأنه ليفعل ما يحلو له
لذا قال بحدة
_فداء مش عايز كلام كتير اتفضلي لمي حاجتك وامشي ع بيت جدتك اظن معاكي المفاتيح
هي علمت أن الجدال والنقاش مع أبيها لا فائدة له وأنها مهما تكلمت فلن تستطيع أن تحيد والدها عن رأيه... لذا حركت رأسها وقالت بنبرة حزينة مع تنهيدة حارة
_ اه معايا يا بابا ... بس عندي سؤال
_ انجزي يا فداء المالك الفيلا الجديدة عايزها في اقرب وقت.
وقفت كلماته كالغصة في حلقها كيف له أن يفعلها به وهكذا دون سابق انذار أيطلب منها أبيها أن تترك كل ذكرياتها وبيتها الحبيب هكذا دفعة واحدة قبل حتى ان تستطيع توديع كل شبر فيهدارت لأعينها بنظرة بنظرة شاملة للمكان كله والدمعات تندد بالسقوط ليس تذمرها منها بأنها ستترك ذلك المكان الفخم وتتوجه لبيت جدتها القديم ذو الأثاث المتواضع وانما لتركها المكان التي عاشت فيه طوال عمرها مع والدتها لم يكن سهلا عليها أبدا لذا انطلقت من فورها تودع كل شبر فيه قبل أن يحن الوقت ويأتي المالك الجديد فبل أن تجمع كل ما يربطها بالمكان 
أسماء عبد الهادي 
___
في صباح اليوم التالي 
استيقظ من نومه لتوه بدأ يتثآئب بكسل لم تكن لديه رغبة في الخروج مبكرا أراد تمضية معظم الوقت في البيت وربما في المساء قد يغادر أمسك بمنشفته ودلف إلى المرحاض ليأخذ حماما منعشا وبعدها استعد اتم الاستعداد وقرر مغادرة غرفته والهبوط لأسفل لتناول طعام الإفطار
جلس على الأريكة وبدأ يقلب قنوات الشاشة بملل ومن ثم فتح هاتفه ليلهو به قليلا وعندما شعر بالجوع نادى على الخادم 
_ أمين... يا أمين...انت يا زفت
جاء الخادم مهرولا وهو يقول بطاعة لسيده
_ افندم يا مهند بيه
_ايه ساعة علشان ترد
_ اسف يا مهند بيه كنت ب...
قاطعه مهند قائلا
_انت لسه هتحكيلي قصة حياتك شوف سيد فين يجيب لي الفطار حالا
_ حاضر يا مهند بيه
تابع مهند العبث بهاتفه بتصفح صور الفتيات والتي أقل ما يقال عنهم الكاسيات العاريات 
لتأتي شوق اليه وهي تقول حانقة
_ فطار إيه ديه اللي الساعة ٤ العصر.. ديه أني اتغديت من بدري.
رفع بصره بعيدا عن هاتفه لينظر إليها ومن ثم رمقها بملل وهو يقول 
_ ايه دا انتي لسه هنا ده انتي عنيدة بقا
اسماء عبد الهادي 
_جدا يا مهاند فوق ما تتصور المهم اني عايزة اقولك أنك لما تاچي تتكلم مع الخدم بلاش ټشتم دولن بردك أكبر منك وفي منهم اللي قد أبوك فمش حلوة يعني التهزيق دهوني.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
لم يعيرها مهند اي اهتمام وتابع العبث في هاتفه 
ليهتف ذاك الذي هبط من الدرج بحلته الطاغية ولون عنيه القاتم كلون ملابسه السوداء والمفضلة لديه 
_ ايه ده البتاعة دي لسه هنا بتعمل ايه انا مش قلتلك امبارح ارجع ملقكيش هنا
لهتف شوق بغيظ منه لكنها كانت تداريه في اسلوبها المرح
_ واو وهو ديه اسلوب يا عساف وانا اللي بقول عليك العاقل اللي فيهم
هبط ليقف أمامها ويهتف بضجر واضح 
_ شش انتي لسه هتقفي تتكلمي معايا يلا خدي بعضك ومشفش وشك هنا
ربعت شوق ذراعيها أمام صدرها ونظرت لأخيها بتحدي
_لاه منيش ماشية دلوك يا عساف مآنش وقت رحيلي من اهنه ... ولحد الوقت ده ما ياجي أني قاعدة اهنه على قلبكم
نظر عساف لأخيه بزهول وهو يقول بحنق
_ شايف يا
 

تم نسخ الرابط