شوق

موقع أيام نيوز


حكايتي يارب ډبرها يارب.
__ 
كانت تركب السيارة مع ذلك الطفل الصغير الذي لا ينفك عن البكاء تلك السيدة الوقورة والتي تدعى جلنار والتي تبدو أنها تندرج لإحدى العائلات الراقية 
أخذت الصغير بين يديها والذي ييبلغ من العمر عشر سنوات وقالت لمحاولة جعله يكف عن البكاء 
_ خلاص بقا يا يوسف يا حبيب تيتة بالله عليك قطعت قلبي 
زاد الولد في البكاء وهو يتشبث في جدته 
_أنا تعبت يا تيتا تعبت والدكتور بيقول مفيش أمل
لتتحدث جلنار بضيق من ذلك الطبيب القاسې القلب
_سيبك منه ده دكتور مش بيفهم حاجة هو في حد يقدر يعلم الغيب يا يوسف انت هتقوم تاني وهتقف على رجلك من جديد بإذن الله متصدقش كلامه 

_اومال اصدق مين يا تيتا أصدق مين ده الدكتور اللي عارف حالتي
_لا يا حبيبي احنا هنغير الدكتور ده خلاص مش هنروح عنده تاني 
_لا يا تيتا انا خلاص مبقتش عايز اروح لأي دكاترة تاني انا تعبت انا عارف حالتي كويس وعمري ما هخف ولا هقف ع رجلي من تاني هفضل مشلۏل يا تيتا طول عمري مفيش مني فايدة 
وظل يبكي ثانية وجلنار تحاول اسكاته لكنها فشلت ف ذلك إلى أن غفى هو من التعب فنام على ارجل جدته التي ظلت تمرر يدها على رأسه بحنان بالغ 
الى أن توقف سائق سيارتها فجأة فقالت باستغراب 
_ايه في ايه يا عم أحمد
_مش عارف يا ست هانم هنزل اشوف في ايه العربية وقفت ليه فجأة.. أنا اسف يا هانم 
_لا عادي يا عم أحمد حصل خير ربنا يسلم طريقنا يارب.
حاول السائق ايجاد عطل السيارة إلى أن توصل له فعاد لجلنار وقال
_يا ست هانم انا لقيت العطل وهصلحه اهو ان شاء الله معلش هنقف خمس دقايق بس 
_هتقدر تصلحه يا عم أحمد ولا اتصل بقاسم يبعتلنا عربية تانية وتبعت تنت دي للميكانيكي
_لا ان شاء الله اقدر عشر دقايق بالكتير ونمشي 
_ماشي ربنا يهون 
انشغل السائق بإصلاح السيارة بينما نظرت جلنار لحفيدها المسكين النائم وهي تشفق عليه كثيرا تتمنى مساعدته لكن لا تدري كيف وما السبيل لذلك. احست بالاختناق... شعرت برغبة عارمة في الفضفضة لأحدهم فلم تجد سوى صديقة عمرها وأختها فقررت الاتصال بها لتثبها بعضا من شكواها لكنها لم ترد أن يستيقظ يوسف صغيرها فجأة ويسمع ما تقوله فيغتم أكثر لذا قررت أن تخرج من السيارة لتتحدث
رآها السائق فتقدم نحوها 
_في حاجة يا ست هانم انا قربت أخلص اهو والله 
_لا كمل شغلك يا عم أحمد انا خرجت اشم هوا مش أكتر.
بحث أحمد بأعينه عن مقعد لتجلس فيه بدلا من أن تقف هكذا 
_طب تعالي اتفضلي اقعدي هناك ع الكرسي ده.
نظرت جلنار إلى حيث يشير لتجد مقعد بجوار ذلك المقعد التي تجلس عليه شوق وتبدوا ساهمة في حالها
فتوجهت جلنار بتوءده ووقار يليق بسنها وبمركزها حتي وصلت إلى حيث المقعد ليقول أحمد الذي تقدم نحو المقعد يسبق جلنار
وقام بمسح الكرسي من الاتربة 
_اتفضلي يا هانم اتفضلي 
تلقائيا التفتت شوق لتنظر اليهم ومن ثم أعادت بصرها لهاتفها مرة أخرى تريد أن تهاتف فداء لكنها مترددة في ذلك.
وبينما هي كذلك اذ سمعت عن غير قصد 
جلنار تقول 
_أسيا عاملة ايه 
_الحمد لله يا حبيبتي صوتك ماله مهموم ليه يوسف بردو 
_هو فيه غيره اللي هفضل شايله همه لحد ما اموت 
_بعيد الشړ عنك متقوليش كدا 
_الولد صعبان عليا أوي عجزه محدش متقبله حتى هو نفسه مش متقلبه ده غير ان مستواه الدراسي ضعيف جدا ويعتبر يكون معډوم وده مضايق باباه جدا ومبقاش يسأل فيه ولا يهتم بيه زي الأول
_اعذري قاسم يا جلنار ابنك ربنا يكون في عونه المسؤول الأول والوحيد عن الشركة 
تحدثت جلنار بانفعال
_مش مبرر أبدا انه يهمل ابنه كدا ده ممكن يعدى عليه اسبوع لا يشوفه ولا بيسأل فيه والولد يا حبيبي بيبقى هيتقطع عايز باباه وبيقطع قلبي معاه أنا تعبت تعبت بجد وصحتي مبقتش مساعداني الولد محتاج اهتمام فوق الوصف وقاسم حس بده لدرجة انه قرر يحطه في مصحة لحد ما يخف
هتفت آسيا بزعر
_يا نهار أبيض هيرمي ابنه في مستشفى لا لا يا جلنار اوعي توافقي على كدا
_لا طبعا اوافق ايه يوسف ده روحي وهفضل اهتم بيه وارعاه لحد اخر نفس في عمري
_يا حبيبي يا يوسف ربنا يكون في عونه ويخفف عنه
_ده يا حبيبي مبطلش بكا من ساعة ما خرجنا من عند الدكتور لحد ما تعب ونام ف العربية 
_يا قلبي عليه هجيله اطمن عليه وحشني اوي 
_تمام بس بالله عليكي بلاش تيجيي الاطفال لان وجود الاطفال حواليه بيتعبه زيادة 
_لا حول ولا قوة إلا بالله
تلقائيا من شوق التي أثارت المحادثة فضولها وخاصة انها سمعت أن الطفل متأخر دراسيا وهذا هو عملها ... ونظرت بأعينها نحو السيارة تحاول أن ترى ذلك الطفل العاجز التي تتحدث عنه السيدة لكنها لم تستطع أن تراه من مكانها هذا.
لذا انتظرت إلى أن أنهت السيدة حديثها ونهضت من مكانها وتوجهت تجاة جلنار
_السلام عليكم ممكن أقعد جارك شوية 
تفسحت جلنار تلك السيدة طيبة القلب من مكانها قليلا وهي تقول بهدوء
_اتفضلي... شكلك بيقول انك عايزة تقولي حاجة
ابتسمت لها شوق وقالت 
_فعلا شكلك لماحة يا هانم. اني سمعت السواق بيقولك اكده.. أني اسمي شوق
_اهلا بيكي يا شوق خير يا بنتي
_أني سمعتك بالصدفة بتتكلمي عن حفيدك أني اسفة مش قصدي اسمع مكالمتكلكن صوتك المهموم الحزين ونبرة الانكسار اللي فيه خلوني انتبه ليه اني اسفة مرة تانية
حركت جلنار رأسها بتفهم ولم تعلق
لتقول شوق
_أني سمعت حضرتك بتقولي ان حفيدك مستواه الدراسي ضعيف أني ممكن أساعده أني معلمة ومعايا دبلومة في صعوبات التعلم وحابة اني أساعد حفيدك باللي اتعلمه واللي اقدر عليه
انشرح قلب جلنار وقالت باسمة 
_ياريت والله يا بنتي .. ياريت تقدري
لتبتسم لها شوق 
_بعون الله أقدر كان نفسي أجيب لحضرتك البطاقة بتاعتي كإثبات شخصية لكن هي مش معايا اهنه دلوك
_مفيش مشكلة لما نتفق مع بعض تبقي تجيبها اشوفها في اي وقت 
_تمام تقدري تحددي الوقت اللي
يعجبك نبدأ فيه.
_هبلغ والده ولو وافق هكلمك علطول ممكن تجبيلي رقمك وكمان تقوليلي الأجر بتاعك كام .. مش هيفرق أي سعر المهم الولد لكن علشان لو سألني والده 
_لاه يا هانم والله أني معرضتش المساعدة علشان أخد مقابل حالة يوسف حفيدك أثارت انتباهي وعايزة أكون جنبه واساعده باللي ربنا يقدرني عليه لكن من غير أجر ... اني أكتر واحدة حاسة بحاله لاني كنت في يوم من الايام زي حالته ويمكن أمر كمان أنا كنت بعاني من صعوبات التعلم بس الحمد لله قدرت اتعافى منها وكملت علامي وخلصت جامعة كمان بفضل الله وبحاول على. قد ما اقدر اساعد كل الأطفال اللي كانوا زيي في يوم من الايام بس أني عايزة أفهمك ان الموضوع ديه ليه جوانب كتيرة واولهم نفسية الولد وزي ما فهمت
 

تم نسخ الرابط