شوق
المحتويات
من يربت على قلبها هي تحاول تضميد چروح الآخرين وجرحها يدمي ولا يأبى التوقف عن الڼزف تعطي بلا مقابل وليس لديها شىء لتسكن به ۏجعها سوى تماسكها تماسكها فقط والذي بات ضعيفا في تلك اللحظة
فهي لم تكن تريد الرحيل الآن هناك من مازال بحاجة إليها توبا فداء ميار آيات كلهن كانت رغم حاجاتهم إليها كانوا سلواها على حالها.
استغلت عدم رؤية أحد لها ففرت دمعة متمردة على خدها ولم تمنعها بل فتحت لها الباب على مصرعيه حتى تخرج المزيد والمزيد لم تتوقف إلا عندما استمعت لرنين الهاتف وعملت من المتصل
سريعا مدت يدها ومسحت تلك الدمعات وتنحنحت بصوتها ليبدو طبيعيا لا شىء فيه.
كانت آيات تقف بخارج الفيلا وهي تشعر بالأسف على ما حدث لشوق راعها أن تعود لبيتها المتهالك وفقرها المعدم بينما ينعمل أهلها هنا في الملذات والراحة راعها أن تغادر هكذا والكل يظنها خادمة لذا قالت پبكاء
_أبلة شوق أني هقولهم على كل حاجة
لتهتف شوق باندفاع
_لاه لاه اوعي يا آيات تقولي حاجة الله يرضى عنيكي يا بنتي.
_ليه ليه يا أبلة كل ديه يحصلك ليه القسۏة داي
تحدثت شوق بعقلانية وقلب صابر
_قدر ومكتوب يا بنتي الحمد لله معلهش بكرة تفرج وتبقى عال
_يا بت دا انتي تفرحي أني راجعة البلد وهكون وسطيكم تاني
_لاه معيزاشي ترجعي للفقر والحرمان ديه تاني.
_انا غنية بيكم يا آيات انتم عزوتي وناسي وفرحتي معاكم مش فقيرة يا هبلة بالعكس أني اهنه كنت وحيدة وفقيرة لكن معاكم كنت لا كنت بحس اني جار أهلي وحبايبي الحقيقين بالله ما تزعلي ولا تنقهري اكده يا ضنايا اني كويسة وراجعة لأصلي من فات قديمه تاه... يلا أني هدق على الواد أمير يوصلك هوا نسي ولا إيه
_هتوحشيني يا أبلة
_منتظراكي في أجازتك يا حبابة انتي استودعك الله يا غالية
لذا قال وكأنه يفكر بصوت مسموع سمعه اخوته الذين وقفوا محلهم لدقائق ولا يدرون لما توقفوا هكذا.
_انا حاسس ان شوق فيها حاجة غريبة شوق مغلطتش علشان تمشي انتوا مش حاسين بحاجة زيي
نظر عساف أمامه بشرود وكأنه كان يفكر في الأمر ثم فاق من شروده وزفر بحنق وقال
_انا ماشي
أما منهد فعاد أدراجه للداخل وصعد إلى غرفته ليريح جسده على الفراش واضعا يده أسفل رأسه وظل ينظر للسقف بشرود هو الآخر.
بالأسفل ظل أمير واقفا في مكانه لا رغبة له بفعل شىء حتى جاءه اتصال من شوق فقال بحنين من الآن
قالت شوق بحنان
_هتوحشني والله يا واد يا أمير
رد أمير بملاطفة
_صدقي فعلا هيوحشني الكلمة دي منك يا شوق
_انت يا ولا أني مش قلتلك وصل آيات الوقت اتأخر عليها انها تمشي لوحديها
وضع أمير يده على ناصيته
_اوبا أنا نسيتها هروحلها حالا
مطت شوق شفتيها
_نسيتها طيب يا خويا الحقها يلا انجز
_حاضر يا شوق
_خد بالك منها ومن نفسك يا ولا.
هنا تنهد أمير بضيق فهو سيفتقد من كانت تهتم به كثيرا وكأنها أمه الذي هو مفتقد اهتمامها.
_حاضر يا شوق
انهى الاتصال مع شوق وركب سيارته وانطلق للخارج ليبحث عن أيات فوجدها تسير بمفردها في الطريق وعلى ملامحها آثار الحزن
فترجل من السيارة ووقف جوارها وهو يقول
_أنا أسف والله تعالي اتفضلي اركبي.
بدت آيات مترددة لكن كانت ثقتها في شوق كبيرة فوافقت في الركوب معه وركب بالخلف.
ليهتف أمير بعدما استقر بالسيارة
_متزعليش أنا كنت منزعج علشان شوق ماشية فنسيتك والله مش قصدي حاجة.
تنهدت آيات بحزن على شوق أيضا
_أني مش زعلانة منيك أني كمان زعلانة على الأبلة أوي
_انتي تعرفيها من زمان
_أيوى طبعا أبلة شوق هي اللي مربياني
_اها من بلدياتها يعني حلو أنا كدا ضمنت أخلاقك عاملة ازاي ما انتي تربية شوق بقا
لم تسمعه آيات جيدا
_بتقول حاجة يا أستاذ
_أيات بالله عليكي كلمة أستاذ دي بټعصبني قولي أمير.
نظرت له آيات بامتعاض
_خلاص أني مش هتحدت من أصله
_لا لا خلاص أستاذ أستاذ رغم اني مش بالعها أبدا المهم ممكن تحكيلي أكتر عن حياة شوق عندكم في البلد
ابتأست آيات وهي تقول
_غلبانة ووحدانية يا حبة عيني لولا أهل البلد بيحبوها كانت ماټت من الجوع وخاصة انها كل قرش يجيها بتبخل بيه على نفسها بس مبتبخلش بيه على غيرها أبدا دايما اللي في بوءها مش ليها دايما تقولي اللقمة داي جاية لصاحب نصيبها مش ليا الله يصلح حالها ويسعدها اتعلمت منها حاجات جميلة كتير اوي وكان نفسي ربنا يعوضها خير.
قالت آيات ذلك وسقطت دموعها أسفا على ما آلت له أحوال شوق.
ليتنهد أمير بحزن وقال
_أنسة أيات ممكن أطلب منك طلب بس من فضلك متكسفنيش لاني هحتاجه فعلا
_والله على حسب الطلب يا أستاذ
_انا كنت عايز رقمك علشان لو حبيت أبعت معاكي أي حاجة لشوق هكون متأكد انك هتقدري توصليها.
صمتت آيات وبدت وكأنها تفكر فقال أمير
_أرجوك وافقي علشان خاطر شوق
_هوافق بس بشرط الله يكرمك يا أستاذ اوعى تعطي رقمي دون لأي حد ولا انت تستغل الفرصة وتكلمني كل شوية الله يرضى عنيك أبوي لو عرف هيبهدلني.
_لا اطمني مش هعمل حاجة من دي
_ماشي
اما خالد فما إن أخذ أخته من فيلا أولاد غريب وأصبحت ميار بين يديه مرة أخرى فقد كان كمن ردت اليه روحه من جديد.
لاحظ تشبث ميار به ونظرتها الفرحة له بين الفنية والأخرى لذا قرر وبم أنهم بالخارج أنها يأخذها ويذهبان إلى أي مكان يتناولان الطعام معا فيه فميار لم تحظى بتلك المتعة من قبل
فيبدو أن ما حدث قد غير شيئا من تفكيره بشأن
أخته فعلا
_ميار ايه رأيك نتغدى مع بعض سوا في مطعم
قفزت ميار بسعادة
_بجد يا خالد موافقة طبعا
_بجد يا روح خالد الحمد لله انك بخير يا روحي
_طب فداء كنت عايزاها معايا وحشتني
امتعض وجه خالد وقال بضيق فهو مستاء مما فعلته لذا قال
_فداء في الفيلا هتنتظرنا هناك لحد ما نرجع
_اوك.
استقرا بداخل مطعم وعلى إحدى الطاولات
_ها يا حبيبتي اختاري تحبي تأكلي ايه من دول
_مم
نظرت ميار لقائمة الطعام وبدأت تنتقي ما تحبه بفرحة عارمة وبعدها بدأت تنظر أمامها لتتعرف على المكان وتستغل تلك التجربة الجديدة أفضل استغلال فهي أخيرا بالخارج وبموافقة خالد وليس بدون اذنه.
في الطريق بينما كانت الدادة تبحث لفداء عن سيارة أجرى
_فداء انتي مش قادرة تقفي تعالى نروح المستشفى نطمن عليكي وبعدين تروحي
هتفت فداء بإعياء
_لا أنا كويسة هكون كويسة لما اروح بيتي وأرتاح شوية متقلقيش عليا يا دادة
_ربنا يسترها معاكي يا بنتي
ركبت فداء سيارة الأجرة إلى أن وصلت لبيتها
كانت تترنح في مشتيها تمشي بغير اتزان تشعر وكأن رأسها ثقيل من كثرة ما تعرضت له من ضړب على يد خالد
مد يدها وضړبت جرس الباب ففتح لها أبيها الذي كان يستعد للخروج
متابعة القراءة