شوق

موقع أيام نيوز


واطلع علطول ... بالله عليكي وافقي يا دادة
كانت الدادة متوجسة خيفة واولتها ظهرها ولم ترد عليها
لتنتهز ميار فرصة انشغال الدادة وتركض سريعا خارج غرفتها متوجهة ناحية الدرج
لتصرخ الدادة فيها بهلع
_مياااار
ومن ثم تركض بأقصى سرعة ممكنة خلفها وتلحق بها على الدرج لتلتف اليها ميار وتقول بأعين قط وديع
_بالله عليكي يا دادة... خمس دقايق قلتلك... علشان خاطري يا دادة.
قالتها ميار ولم تنتظر ان تستمع لرد الدادة واكملت الدرج عدوا
لتصيح الدادة بهلع شديد
_ميار طب استنيني.
_يعني موافقة انزل
_ما انتي نزلتي واللي كان كان.
_طيب شكرا اوي يا دادة بحبك

_استنى يا ميار بالله عليكي
_ايه
وصلت لها الدادة وقالت
_استنى رجلي على رجلك 
_يوه يا دادة انا هقف ف الجنينة هبص بس على الزرع وهطلع علطول... خليكي حلوة بقا يادادة ومتخنقنيش
_بردو يا ميار هاجي معاكي... وربنا يستر والموضوع يعدي على خير
_هيعدي اطمني ومتقلقيش نفسك بقا يا دادة وتوتريني معاكي
وأمسكتها من كفة يدها وتسير بها بسعادة كطفلة صغيرة ولدت للتو وانطلقت لتتعرف على الحياة لأول مرة... بنفس مقبلة عليها بكل حماس
لكن ترى ما الذي ينتظرها... وهل سيستمر حماسها هذا أم سيختفي قبل أن يبدأ
هل سيراها مهند بالأسفل 
وما الذي سيحدث 
وما الذي يود خالد فعله وعطل عمله من أجلهأج
شوق ١١
خرجت إلى الحديقة بشوق وحماس كبير... فتحت ذراعيها جانبا... وتنفست بعمق لملأ رئتيها بالهواء النقي أغمضت أعينها لتنعم بتلك اللحظة التي ربما لن تتكرر ومن ثم فتحتهما وهي تبتسم وتدور حول نفسها في سعادة.
تركتها الدادة تتجول في الحديقة كيفما تشاء لبعض الوقت وجلست هي إلى إحدى المقاعد تحرسها بأعينها وتتحسر على حالها تراها زهرة في مقتبل العمر لم تتفتح بالكامل بعض وقدر لها أن تظل حبيسة لا ترى النور ربما لسبب لم يكن لها أي دخل فيه.
وقفت ميار نحو الشجرة التي تتوسط الحديقة وحولها الأزهار ويحيط بها المقاعد البيضاء.. رمقتها باشتياق شديد ومن ثم توجهت لتلك الارجوحة التي لم يمسسها أحد منذ مدة طويلة... وجلست عليها وبدأت تحركها بقدمها باستمتاع عجيب ومن ثم عادت بها الذاكرة إلى ما حدث في طفولتها
هبط عساف الدرج ليجد أخيه أمير يشرع في هبوط الدرج هو الآخر 
فقال عساف
_صباح الخير يا أمير.. مفيش عندك محاضرات النهاردة ولا ايه
_صباح النور.. لا مظبط جدولي والنهاردة بريك
_طب حلو .. ناوي على ايه النهاردة
_ ممم مش عارف حاسس بملل فظيع ممكن اقضي اليوم هنا وخلاص
_ عايز تقضيه مع حنفي اللي عندنا دي ده انت ممكن يجيلك صرع يا بني.
كاد أمير أن يرد ليسمعا شوق تتجه نحوهم وهي تقول 
_لاه لاه لاه... النهاردة أني هعمل حفلة يا ولاد... معقول معقول اللي بيحصل ديه.. ديه ولا في الأحلام... يا حلاوة يا ولاد 
فرغ كل من أمير وعساف فاهما من الصدمة وعدم فهم ما ترمي إليه
فضحكت قائلة
_مالكم مبلمين ليه
ليهتف أمير باستفهام
_انتي بتقولي ايه... حفلة ايه دي وليه
_حفلة يا أمير الامرا.. علشان اولاد غريب بيه لاول مرة يصحوا بدري يعني مش بدري اوي بس اهو فيه أمل... داي هتتكتب في التاريخ يا ولاد
زفر عساف بضيق واشار نحوها ونظر لأخيه
_شايف عمايلها... انا لسه مخلصتش كلامي وشوف بتعمل ايه.. لا كدا كتير
_في ايه يا عساف ما تهدي أعضاءك يا خويا مش كدا اومال
_شش انتي متتكلميش معايا وايه اخويا دي ... انتي مين انتي علشان تتكلمي معايا بالشكل ده... اوعي تنسي حدودك يا شوق فاهمة.
لم ترد عليه شوق وانما اكتفت برمقه بنظرة مطولة تحمل معاني كثيرة لكنها لم تظهر اي تعابير منها على وجهها
ليهتف أمير
_مش كدا يا عساف براحة هي مش قصدها اي اساءه.. شوق دي طيبة خالص والله
اشار له عساف بيده وتركهم وعمد إلى احدى الارائك وهو يقول بصوت جاد
_اطلبي من سيد يعملي الفطار
نظرت اليه شوق بصمت ومن ثم أعادت بصرها تجاة أمير الذي قال مشفقا
_معلش يا شوق متزعليش.. انتي اكيد عرفتي عساف وطبيعته.
ردت شوق مدعية الجدية رغم ان داخلها حزين وقالت
_لاه هو انت مفكر ان سكوتي ديه اني زعلانة او واخدة على خاطري... لاه ابدا ... أني لسه هحاسبه على طريقته داي معايا يصبر عليا
ضحك امير وقال بمرح
_والله يا شوق انتي بوء على الفاضي
ضحكت شوق وقالت
_انت بتسخني ياض يا اميرا الامرا يا عسل انت... اسكت بدل ما أروح أنزل البلغة على دماغه
ضحك أمير وقال
_لا هسكت خالص مش طالبة اي حريقة تقوم النهاردة .. يلا فطرينا انا جعان ولا انزل افطر برا
_اهييه لا طبعا... هخلي عم سيد يحضرلكم الفطار حالا.
فلاش باااك
كانت تجلس على تلك الارجوحة وتحركها بقدمها وأمها تمسك شعرها الطويل وتمشطه بالفرشاة ذات الأسنان الناعمة.
جاء والدها وراءها ترتدي ذاك الفستان الجميل المنفوش الزهري اللون فبدت فيه أميرة صغيرة ساحرة غاية في الحسن والجمال وخاصة بشعرها الطويل الذي يزيدها جمالا على جمالها... فاقترب منها وقال بحدة وصرامة
_ميار انتي ايه نزلك تحت... انا مش قلت ممنوع تخطي برا عتبة الفيلا
_أنا أهو يا بابي سمعت كلام حضرتك ومش خرجت برا انا هنا في الجنينة
_لا ولا حتى في الجنينة
نظرت ميار لأمها لترد هي عنها 
_مفيهاش حاجة يا فريد انا اللي طلبت منها نقعد في الجنينة شوية .. علشان البنت تفك عن نفسها شوية... هي طفلة ومن حقها ت...
قاطعها فريد قائلا بعصبية وصرامة 
_نفسي اللي اقوله يسمع ..ميار يلا على جوا اتقضلي.
ركضت الصغيرة ميار إلى داخل الفيلا ومنها إلى أعلى حيث غرفتها لتقف في الشرفة تبكي بشدة وهي تستمع لوالديها بالاسفل
بينما تقول الأم بشفقة
_ليه كدا يا فريد حرام عليك البنت
ليهتف هو بحزن
_لا مش حرام عليا لما اكون بحمي بنتي... بنتي اللي هي نور عيني وكل حياتي... مش هستنى لما يجرالها حاجة تاني... انتى ناسية انها اتعرضت لحالة اعتداء لولا اننا لحقناها في الوقت المناسب.. وكل ده بسبب جمالها وشعرها الطويل الملفت لأي حد
_لا يا فريد مش ده السبب.. ميار مش اول ولا اخر بنت جميلة في العالم... الشخص نفسه اللي كان غلط ... هو اللي كان قليل التريية علشان كدا استغل غيابنا وحاول يتعدى على البنت... لكن متولمش عليها ابدا ومينفعش تتصرف معاها بالشكل ده البنت كدا تتعقد يا فريد
_لا انا مش هسمح ان بنتي وروحي ....كلب زي ده يشوفها تاني ومش هخلي اي حد يشوفها من اصله... هحمي بنتي وهحجبها عن عيون الناس كلها علشان أحافظ عليها
_نقدر نحافظ عليها... بملازمتنا ليها... بأننا نحطها في عنينا ومنغفلش عنها لحظة لكن اسلوبك ده صدقني غلط وهيضر البنت مش هيفيدها .
_أمينة مش عايز نقاش في الموضوع ده تاني... ميار بنتك متخرجش من بوابة الفيلا دي تاني مفهوم!!.
انا ليا أصاحبي واولادهم الشباب احيانا كتير بيجوا يسألوا عني هنا... مش عايز واحد فيهم يلمح شعره واحدة منها... ميار حبيبتي أنا وطول ما انا عايش على وش الدنيا هغنيها عن الناس كلها وهحميها منهم برموش عنيا
باااك
كانت ميار تتذكر كلمات أبيها وأفعاله ولا تدري أتحزن أو تفرح... اتحزن أنه كان يضيق الخناق عليها في صغرها ولا
 

تم نسخ الرابط