شوق
المحتويات
بالازهار وكأنهما حدائق معلقة
أشار لها نحو باب السيارة
_يلا انزلي ومش هوصيكي يا شوق ..أنا معتمد عليكي
جحظته باستغراب وحيرة
_انت مش نازل معايا !!
أجابها وهو ينظر لساعة يده
_لا
أنا اتأخرت أوي الطريق كان طويل ومحتاج أروح أرتاح ..ادخلي انتي كمان ارتاحي
طالعته بتيه تشعر له في داخلها
_وأنا هدخل ليهم اقولهم إيه!! .. أني فكرتك هتدخل تعرفنا على بعض حتى
أجابها وهو يحثها على الخروج فالسائق قد اخرج حقيبتها من حقيبة السيارة
_لا .. انا مرتب معاهم كل حاجة من قبل كدا .. حتى الشغالين هناك عارفين بأمر وصولك وفي انتظارك.. اتفضلي
_طيب لما أحب اتواصل معاك في أي ظرف اكده ولا إكده هعمل ايه
اخرج لها من محفظته كارت به عدة ارقام
_خدي دي أرقام مدير أعمالي لو فيه أي حاجة اتواصلي معاه وهو هيعملهالك
هتفت في نفسها پقهر
_حتى مش عايز تكلمني انته وعاطيني مدير أعمال .. اللهم الصبر من عندك يا من بيدك مفاتيح الصبر.
هزت رأسها بدون ان تتفوه بكلمة ومن ثم همت لتترجل من السيارة
ليهتف أبيها بتحذير
_شوق انا بحذرك حد من اخواتك يعرفوا الحقيقة ساعتها هتشوفي مني اللي عمرك ما شفتيه فاهمة
_هشوف ايه تاني أكتر من اللي أني شايفاه دلوك معاك يا غريب بيه روح شوف طريقك الله يسهلك متقلقشي مش هتكلم في حاچة واصل أني متأكدة إني هخلص مهمتي بسرعة وهرجع بلدي من مكان ماچيت.
مد يده واعطاها حفنة من النقود في يدها فنظرت لهم وقالت ساخرة فهو يعاملها وكأنها أحد الخدم الذي يعطيها أجر لقاء خدمتها
_تسلم يا غريب بيه خيرك مغرقني اني مش عارفة اودي جمايلك داي فين ربنا يخليك للشعب اللي زي حلاتي.
رمقها غريب بنظرة تخلو من أي تعابير نظرة جافة تخلو من أي معلم لمعالم الأبوة
حكت شوق ذقنها وقالت في نفسها
لم تنهي حديثها مع نفسها حتى وجدت
أحد الخدم في انتظارها ويحمل عنها حقيبتها
_حمدا لله على السلامة اتفضلي
ما ان التفتت اليه حتى وجدت سيارة أبيها تغادر حتى دون أي كلمة وداع او كلمة توصيها على نفسها ويكأن من كان يجلس جوارها منذ قليل لا يمت لها من القرابة بصلة
دلفت للداخل لتزهل مكانها من روعة التصميم الداخلي للبيت وكأنه رسم بريشة فنان فائق الابداع والتميز
أشار الخادم إلى غرفة جانبية على الجانب الأيسر للباب التي دلفت منه للتو
_اتفضلي يا مدام شوق دي أوضتك الخاصة بيكي
لتهتف شوق باستنكار
_مدام إيه!!! .. لا أني أنسة
اعتذر الخادم بأدب
_آسف يا انسة شوق اتفضلي
_لا لا تقدر تناديني يا أبلة شوق
_حاضر يا أبلة شوق زي ما تحبي
ابتسمت به بود
_يحضرلك الخير يا خويا .. وانت بقا اسمك ايه!!
_أنا سيد الطباخ
_أهلا بيك يا عم سيد.. ألا قولي هما العيال فين ناموا!!
نظر لها سيد بعدم بفهم
_عيال مين اللي ناموا !! ..مفيش في البيت هنا عيال
تداركت خطئها فقالت
_قصدي يعني أهل الدار داي .. ناموا أكيد ما هي الساعة داخلة على ١١ بالليل
تراجع سيد قليلا وهتف
_لا ناموا ايه البهوات مش بيناموا إلا ستة الصبح
مطت هي شفتيها باستنكار
_إيه !! وعلشان إيه ان شاء الله
_ده النظام بتاعهم هنا
_طيب وعلى كدا هما فين مش سامعة ليهم حس
_ماهما مش هنا برا .. مش بيرجعوا غير الفجر او بعد الفجر على حسب السهرة
ضړبت هي على ظهر يدها بغيظ
_ كماني!
ثم هتفت في نفسها ساخرة من تربية أبيها لإخوتها
_ماشاء الله عليك يا غريب بيه ممشي عيالك بالساعة.
_طيب شكرا يا سيد اتفضل روح شوف شغلك وأني هدخل أريح في اوضتي
_تحبي أحضرلك العشا!!
_أي نعم أني چعانة ومكلتش حاجة من مدة .. ممم ماشي يلا زي بعضه.. عندكم وكل إيه
_أنا كنت مفكرك جاية بدري عن كدا وكنت محضرلك نجرسكو
هتفت هي باستنكار وقالت وهي تشمأز من الاسم
_لا تجرسنا ايه هتجسر أكتر من الجرسة اللي أني فيها بسبب اللي سمعته عن العيال
_عيال مين يا أبلة شوق
_متخدش في بالك انت هاتلي ساندويشت جبنة هيقضي الغرض وياريت لو عندكم شاي ..كوباية شاي تقيلة الله يكرمك يا عم سيد
_حاضر ..دقايق ويكونوا عندك .
دلفت هي غرفتها التي وجدت مساحتها واسعة بما يكفي ..فرشها جيد لم تكن تحلم بأن توجد بمكان راقي كهذا فابتسمت في نفسها ساخرة ممزوجة ببسمة ۏجع في داخلها لم تبوح بها لأحد قط
_والله دي الحسنة الوحيدة اللي في الموضوع.. الفرشة داي مريحة بدل عفشة القش اللي قطمت ضهري ..
قالتها ثم قبلت باطن وظهر يدها
_ألف حمد وألف شكر ليك يا رب والله كانت رضا الحمد لله .
انتهت من تفقد الغرفة ولكن تركت حقيبتها مكانها فلم تضع ملابسها بداخل الخزانة لأنها وببساطة لم تستطع أن تجد خزانة للملابس
_اوضة طويلة عريضة وفخمة زي داي ونسوا يحطوا فيها دولاب .. يلا هوا انا هتبطر على النعمة ..مهياش مشكلة هما ٣٤چلبيات هعلقهم في اي مسمار هنا ولا هنا .
وخز الجوع بطنها فخرجت لتستعجل سيد الطباخ لتجده أمامها ويحمل في يده طبق به عدة ساندويتشات وكوب من الشاي وقال وهو يعتذر عن التأخير
_أسف للتأخير
_ايه يا عم سيد انا قلت انت نسيتني ورحت تنام ولا حاچة
_لا أبدا أصل أمير بيه رجع من برا وكنت بشوفه لو محتاج عشا .
لا تدري لم تراقص قلبها من الفرحة لرؤية أحد من اخوتها وهي التي عاشت وحيدة لفترة لا بأس بها كانت تتمنى فيها أن يكون لها إخوة او أشقاء ليكونوا لها السند والونس والعائلة التي تفتقدها لذا هتفت بتهافت
_ أمير چه .. هو فين!!
أشار لها سيد إلى المكان الخاص الذي يجلس به والذي يوجد على اليمين
_هناك في الليفنج .. أنا عطيته علم إنك وصلتي
تركت شوق طعامها على الكومود في غرفتها ولكن ارتشفت سريعا بضع رشفات من الشاي لأنها كانت تشعر بالصداع من طول مكوثها بالسيارة ..ثم ذهبت سريعا متشوقة لرؤيته
وصلت إلى مكانه لتجده يجلس على الاريكة الرمادية اللون ويستند رأسه بيده فعلى ما يبدو أنه يعاني من الصداع هو الاخر
هتفت بلهفة
_أمير !!
رفع بصره إليها لتهتف في نفسها بإعجاب
_اللهم صلي على النبي ...الواد طلع حلو ومسمسم كماني بسم الله الله أكبر وبعيون ملونة يا خراشي على القمر اللي قدامي يا ناس بس معصعص كدا ليه .. تلاقيه مبيتغذاش اكويس
رفع أمير رأسه إليها ما ان رآها حتى اڼفجر ضاحكا وبقوة حتى أنه من شدة ضحكه أخفض رأسه لأسفل وأكمل ضحكه
لتهتف
متابعة القراءة