شوق
المحتويات
البارد عليها فانتفض جسدها بارتجافة مأخوذة مما تسمع من قسۏة قلب أبيها وتبلد مشاعره تجاهها
ليهتف شاكر وهو يضحك بسماجة معهودة وكأنه مستمتع جدا بما يقوله غريب ونظرة النفور التي تعتلي تقاسيم وجهه والڠضب الذي يتملكه الآن فهذا جل ما يريده وما يطمح اليه
_تؤتؤتؤ يا غريب في حد يقول على بنته كدا! لا ده حتى عيب في حقك يا أخي
هتف غريب بحدة بينما ينظر لشاكر بغل
_مش لما تبقى بنتي الأول
هنا أصيب الجميع بالصدمة واتسعت أعينهم وفيهم على وسعهما وتسمروا في أماكنهم پصدمة جلية فوقع الكلمة على انفسهم كانت حقا شديدة
لتهتف شوق بانفعال شديد ونفس متلاحق وصوت متحشرج باكي وهي تشعر بالتخبط والتيه فهي لم تتوقع أبدا هذا
ليهتف غريب بحنق
_اسأليه هو انتي تبقي بنت مين.... أنا مبقتش عارف
قالها ونظر لشاكر بغل
_ مش انت اللي جتلي وقلتلي إن أمها على علاقة بيك شوف بقا دي بنت مين
هتف شاكر بغل
_انت اللي أخدتها مني يا غريب كنت عارف اني بحبها وعلشان كدا اتجوزتها وأخدتها وهربت من البلد علشان تبعدها عني مكفاكش كل اللي عملته فيا فأخدت حب قلبي الوحيد كمان
_اه وانت طبعا مخلصكش دا وجيت جري ورانا وحرضتها وضحكت عليها وبقيت تقابلها في غيابي مش كدا
_كان لازم أرجع حبيبتي ليا هي كانت بتحبني أنا مش انت
لتهتف شوق پقهر ودموعها ټغرق وجهها
_علشان كدا طلقتها ورميتني أنا وهيا علشان كدا مسألتش فينا طول السنين دي دلوك قدرت أفهم سبب قسوتك عليا ونظرتك الدونية ليا وتصرفاتك اللي مش مفهومه والخالية من الرحمة كل ديه علشان اللي شاكر قاله ليك
ليهتف عساف بانزعاج من كل مما يسمع
_ما كان فيه حاجة اسمها يا بابا ليه معملتوش وريحت نفسك وريحتها بدل سنين الذل اللي عيشتها فيها دي
هتف بجمود ولا مبالاة
هنا شوق فقدت أعصابها وصړخت فيه بحدة وعصبية شديدة فهي لم تتحمل أن يسىء أحدهم لأمها الست الشريفة الطاهرة وخاصة أنها مېتة الآن
_ أمي كانت أشرف ست في الدنيا الله يرحمها ويغفر لها ومش هسمح لاي حد انه يمس شرفها بكلمة حتى لو كان انت يا غريب بيه.. أما أنت يا شاكر بيه فمش هقول حاجة غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك
اقترب شاكر بحنان وشوق تجاه شوق
_ لا يا شوق متقوليش كدا انا بعتبرك زي بنتي
_ اخرس معيزاشى أسمع حسك لا انت ولا غريب منكم لله على اللي بتقولوه في حق أمي الست الغلبانة الطاهرة العفيفة مش هسامحكم أبدا على رميكم ليها اكده بهتان وزور منكم لله
اقترب مهند وأمير من شوق
_شوق اهدي ارجوكي
لتهتف شوق باڼهيار تام وأدمعت باتت أن ټغرق فيها من شدتها
وقالت بقلب قټل من القهر
_بعدوا عني محدش يقولي اهدي انتوا مش سامعين عمالين يقولوا ايه كل واحد بيغني ويرد على التاني وعمالين يطعنوا في شرف العفيفة وهي مېته منكم لله وحسبي الله ونعم الوكيل في اي حد طعن امي بكلمة واحدة وان
كان على صدق نسب ابوتك ليا يا غريب بيه فأني متأكدة اني بنتك بس مبقتش عايزة اكده مبقاش يهمني ان كنت بوي ولا لا وميشرفنيش اني افضل ف مكان عند واحد بيشك ف أمي ذرة شك واحدة أنا فايتالك دارك بحالك بمالك بمحتالك بعيالك كماني معيزاشي حاچة منيك ولا من ريحتك الله غني
قالتها وابتعدت لتغادر المكان
ليتسمر الأخوة الثلاثة من أماكنهم پصدمة
أما شاكر فينظر لغريب بانتشاء ومن ثم يتركه ويغادر... هو الآخر
انحلت تلك العقدة التي ربطتت سيقان اخوة شوق وهموا بالتحرك للحاق بها
فقال غريب بحدة ليمنعهم من ذلك
_على فين محدش فيكم يحاول يحصلها
طالعه مهند بانزعاج وتحرك من مكانه وكذلك تبعه أمير وعساف ليهتف غريب بحدة وقسۏة
_لو خرجكتم من البيت ده مش هترجعوا ليه تاني
لم يتأثر الاخوة بتلك الكلمات وتابعوا طريقهم للحاق بشوق
فأراد غريب ان يضيق الخناق عليهم أكثر ليمنعهم من اللحاق بشوق فهو أخيرا ارتاح منها وللأبد فهي لا تهمه البتة
_لو روحتوا وراها او فكرتم تحصلوها انا هحرمكم من الميراث مش بس كدا أنتوا عارفين كلمتي في السوق وعلاقاتي هوقف مصالح أي حد فيكم يعني حتى لو حاولتم تعتمدوا على نفسكم مش هتلاقوا حد يساندكم لاني أنا اللي هقفلكم واظنكم عارفيني كويس هخليكم تجربوا حياة الفقر اللي انتم عمركم ما تتمنوها في يوم من الايام ومش هتهاون أبدا ده غير اني مش هسيب شوق في حالها لو عايزين تحصلوها حصلوها بس اوعدكم اني مش هخليها تتهنى يوم واحد في حياتها
انصعقوا جميعا مما سمعوا ووقفوا محلهم ينظر بعضهم لبعض پغضب شديد وعدم تصديق ما يتفوه به أبيهم وتلك العدائية والشراسة التي أظهرها لهم
كور مهند قبضة يده بقلة حيلة وهو يصيح بقوة وانزعاج فغريب استطاع أن يقيدهم بسلاله بالفعل فهم لن يقدروا أن يتخلوا عن المستوى الذي يعيشون فيه ولم يتكيفوا على غيره كما أنهم خائڤون على شوق من أبيهم
_حقييييير يا غريب... انت حقيييير.
قالها وصعد لغرفته
بينما وقف عساف وأمير لا يستطيعان الحراك بعدما كبلهم أبيهم بنقطة ضعفهم.
ليهتف عساف بحنق
_انت كدا بتخسرنا احنا كمان يا غريب بيه
طالعه غريب وقال بجمود وكإن قلبه أجوف لا احساس فيه
_انتوا اللي هتخسروا كتير لو مسمعتوش كلامي
ليقول أمير بأسى
_حرام عليك يا بابا اللي بتعمله دا
ليهدر به أبيه
_على فوق ومسمعش أي تعليق تاني يلا
_
خرجت شوق من الفيلا التي باتت تكرهها لأنها لها علاقة بغريب الشخص الذي کرهت أن ينسب اسمها لإسمه فهو لا يستحق أن تكون على اسمه بعد ما قاله وبعد شكه في أنها ابنته دون تبين أو تحقق ابضع كلمات من شخص يعرف انه عدوه اللدود يصدق هذا على المرأة التي تزوجها عن حب وتربت أمام عينه في البلد معه!
لم تستطع تحمل القهر التي كانت تعيشه أمه فيه طوال سنوات عمرها وهي تعلم ان زوجها يرميها بأبشع التهم واصعبها ترى كيف كانت تنام ليلها هل كانت كل ليلة تنزع عنها قلبها لتعتصره من الألم ومن ثم تعيده لمكانه ثانية في الصباح حتى لا تلحظ شوق ذلك ويستمر يوما وحياتها الي أن ماټت قهرا بسبب تراكم كل ذلك الحزن في قلبها وهي المسكينة التي لا تعرف الدفاع عن نفسها وماذا ستقول أو تفعل وهي الفقيرة المعدمة هل تشكوه لأهلها أو أهله حتى يرجموها حية طالما أن زوجها صدق فيها هذا ۏجع ما بعده ۏجع كانت تشعر به شوق وهي تتذكر ما عانته أمها بسب
متابعة القراءة