شوق
المحتويات
يسمح لها بالخروج مطلقا الا في أضيق الحدود .. ام تفرح لانها متأكدة من حب والدها لها .. لكنه حب ترجم بطريقة خاطئة سببت لها الكثير من الآلام والعقد النفسية... نزلت دمعت من عيني ميار رغما عنها... لاحظتها تلك التي كانت تراقبها عن كثب... فنهضت نحوها سريعا وهي تقول بلهفة
_ميار حبيبتي انتي كويسة
مسحت ميار دمعاتها پألم وهتفت بخفوت
_متقلقيش يا دادة انا كويسة ربنا يخليكي ليا.
_طب تعالي ندخل بقا كفاية كدا النهاردة
_لا بالله عليكي يا دادة خلينا شوية كمان... انا لسه ملحقتش اشبع من المكان الجميل ده
_بس انا خاېفة تتعبي يا ميار
_ودموعك دي كانت ايه
_ولا حاجة يا دادة.. يمكن خروجهم كانوا افضل من انهم يفضلوا مكبوتين جوا قلبي
أخذتها الدادة بين ذراعيها بحنان شديد
_يا حبيبتي يا بنتي
هتفت ميار بحزن شديد وهي تقول
_دادة بابا كان بيحبني مش كدا
_كان بيحبك اوي يا روح قلبي... كنتي كل حياته يا ميار
عند تلك الكلمة بكت مياار بشدة وانطلقت سريعا للداخل لا تستطيع منع عبراتها من الهطول بغزارة.
لتقف الدادة قليلا مكانها ببؤس ومن ثم تهم للتحرك لتلحق بها
ليأتي في ذلك التوقيت مهند الذي يهم بالدلوف فيقول له البواب
رمقه
مهند بشك فهو يظن أن خالد بالأعلى... لكنه أتاه في تلك اللحظة اتصال من خالد فأجاب. ليقول خالد
هنا ادرك مهند انه ليس في الفيلا بالفعل
فقال
_مفيش اصلي كنت جيلك الشركة فملقتكش فقلت اشوف انت فين
_تمام خليك مكانك في الشركة لحد ما ارجع
_انت فين
_مشوار كدا لما ارجع هقولك سلام
_سلام.
هم مهند لأن يعود ادراجه الى حيث سيارته مرة اخرى
لكنه لمح طيف أحدهم عند النافذة... طيف لفتاة جميلة بيضاء بهية المنظر لكنها في لمح البصر قد اختفت أعاد النظر مرة أخرى لكنه لم يجدها... ظن انه يتوهم فغادر يقود سيارته عائدا الى الشركة
خدعتكم مهند وميار متقابلوش لسه
_اوف ايه الزهق ده انا الظاهر كدا جيت بدري... الحماسة اخدتني فجيت على ملا وشي.
انتظر قليلا بعد
ثم قال
_لا انا الظاهر هطلعلها واللي يحصل يحصل.
فتح باب سيارته وهم ليخرج منها... ومن ثم عاد أدراجه لداخل السيارة مرة أخرى وقرر التجول بها الى أن يحين موعد انصرافها
وبعدما حان الوقت عاد بسيارته سريعا نحو مقر الشركة التي تعمل بها
واذا به يلمحها تخرج من بوابة الشركة
_ اركبي
وقفت فداء محلها وهتفت بحنق دون ان تدري هية المتكلم
_مين المتخلف ده هو ايه اللي اركبي
أخرج خالد راسه لينظر اليها وقال
_لا وكمان لسانك طويل ممم حسابك معايا تقل اوي
لوت فداء فمها بامتعاض
_هو انت وانا أقول مين الظريف دا تطلع انت
_لا يا شيخة.
تركته فداء وتابعت طريقها ليلحق بها ويقف أمامها ثانية وهو يقول
_انا قلتلك اركبي انا مش بكرر كلامي مرتين
_انت عايز مني ايه.. اما انسان بارد بصحيح.
_عايزك في موضوع مهم بس مش هينفع نتكلم فيه في الشارع كدا اركبي نروح اي مكان هادي
_مفيش بينا مواضيع.. وانا مش البنات اياهم اللي تركب مع حد غريب... فلو سمحت وفر محاولاتك دي لحد غيري
_بس انا قريب اوي مش هكون غريب
_ايه هتكون مۏت وريحتني ولا ايه
_فداء متعصبنيش
_لا وعلى ايه.. انا اصلا ماشية .. الدنيا مكانتش ناقصاك انت كمان
قالتها وهمت بالرحيل
ليهتف هو بعصبية
_انتي يا زفتة اقفي هنا لما اكون بكلمك
_استغفر الله العظيم يارب... ها اتكلم قول اللي عندك وقفت اهو اتفضل خلينا نخلص
_ممكن اعرف انتي شايفة نفسك على ايه ها
زفرت بحنق وهي تقول
_هتقول عايز ايه ولا أمشي
_مش هينفع الكلام هنا افهمي.. اركبي يلا
_ممم طب اقولها ليك ازاي ... انت ترضاها لأختك مثلا ... ترضى ان اختك تركب عربية شاب غريب لوحدها
_ما انتي ما بتفهميش قلتلك قريب اوي مش هكون غريب.
_ايوة يعني افهم من كلامك ده ايه
_انك هتكوني قريب مراتي مثلا
_اممم انت من النوع ده ....بص يا أستاذ ااا... ايا كان اسمك اللي بتفكر فيه ده تنساه
_أنا خلاص اتفقت مع باباكي ووافق يبقى انساه ازاي قوليلي
_اممم الاتفاق بتاعكم ده تبلوه وتشربوا مايته
_وان معملتش ده
_يبقى متلومش الا نفسك
_فداء انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بهدوء وبأخدك على قد عقلك... اسمعي يا بنت الناس علشان انا خلقي ضيق... احنا خلاص هنتجوز شئتي أم أبيتي هنتجوز... ابوكي وافق يجوزك ليا مقابل الدين اللي عليه... والنهاردة او بكرة بالكتير هجيب المأذون وهاجي نتمم كل حاجة.
اصيبت فداء بالصدمة ووقفت مكانها تحاول استعياب ما فعله أبيها بها وبعدها هتفت پقهر
_انت كداب... بابا لا يمكن يعمل فيا كدا... انت اكيد كداب
_هحاسبك بعدين على كل غلطاتك دي اما لو مش مصدقة كلامي فبامكانك تكلمي عزت وتتأكدي بنفسك .
قالها ثم انطلق بسيارته مبتعدا عنها وهو يشعر بالحنق الشديد لم يتحمل نعتها له بالكاذب فرحل قبل أن ينالها غضبه واشتعاله
_ماشي يا فداء صبرك عليا بس
قالها ثم تابع طريقه للشركة
اما فداء فظلت مكانها تحاول التحكم في صډمتها
_لا مش صح اللي بيقوله ....بابا ميعملهاش.
قالتها وحاولت نسيان الأمر برمته وتوجهت إلى حيث سيارة الأجرة لتقلها إلى شقتها.
قاد سيارته وبينما هو في منتصف الطريق... مر ذاك الطيف في باله دون سابق انذار فوقف بسيارته وقال
_لا بقا أنا لازم اتأكد بنفسي مش تهيؤات انا متأكد من ده... انا بنفسي هروح اقطع الشك باليقين
قالها ودار بسيارته مرة اخرى الى حيث فيلا خالد
همت لتصعد غرفتها لكن استوقفتها الصورة الكبيرة لوالدها ووالدتها الموضوعة أعلى الحائط والتي تشغل مساحة كبيرة منه
ظلت ترمق الصورة باشتياق شديد
_وحشتوني اوي برغم كل حاجة الا انكم سبتم في قلبي فراغ كبير... خالد لوحده مش قادر يملاه من غيركم
قالتها ثم مدت يدها تمسح بها تلك العبرات التي تأبى ألا تهطل بدون توقف
وقفت الدادة ترمقها بحسرة تارة وبقلق من أن تنقلب حالتها سوءا تارة أخرى... تقدمت لأن تقترب منها وتأخذها معها ثانية لأعلى... لكنها سمعتها تتحدث مع الصورة وكأن والديها امامها... فقررت أن تصعد على الفور وتحضر دواءها سريعا.
هتفت ميار وهي شاردة في الصورة تتحدث معهم وكأنهم أمامها
_شوفت يا بابا خالد ابنك طلع زيك بالظبط وخليفة ليك في كل حاجة... ساعات بحسه بيحبني وساعات بحسه بيكرهني... تصور بقا يعمل زيك بالظبط بس الفرق حضرتك كنت مانع خروجي من الفيلا انما خالد مانع خروجي من اوضتي حتى... انتوا ليه بتعملوا معايا كدا ليه
انتبهت ميار لصوت يأتي من خلفها... وكان ذلك صوت مهند الذي وقف يطالعها بانبهار شديد وهو يطلق صفيرا معجبا
_ايه الجمال ده... انا مشفتش كدا في حياتي.. كان عندي حق لما رجعت تاني... انتي حلوة كدا ازاي يخربيتك.
الټفت ميار إثر ذلك الصوت وما إن أبصرته بأنه أحد أصدقاء
متابعة القراءة