شوق

موقع أيام نيوز

 

وصلت شوق إلى فيلا عمها ووقفت أمام سريره وجدته كما يقول صديقه بغيب فترات ولا يدري عن الدنيا شيئا يفيق تارة
ويغيب بعدها تارات أخرى 
أشفقت على حاله وأوجعها قلبها من أجله
فأمسكت بيده وقالت 
_ عمي شاكر سلامتك ألف سلامة 
فتح أعينه فلم يكن يصدق أنها أمامه .. فطالعها بلهفة وكأنما روحه ردت اليه من جديد فقال بلسان مثقل متعب

_أخيرا جيتي يا شوق.. انا كنت خاېف أموت ..قبل ما أشوفك ..وأطلب منك.. تسامحيني .. سامحيني يا بنتي
راعها الحال الذي وصل عليه فلكل ظالم نهاية 
_مسمحاك يا عم شاكر وقلتلك من يومها إني مسمحاك .
تحدث شاكر پألم 
_أنا روحت.. لأبوكي.. وحكيتله الحقيقة.. لكن.. لكن
ربتت شوق على يده 
_عادي يا عمي أبوي أني متأكدة انه عارف الحقيقة من يومها والا مكانش هيدخلني بيته ويعرفني على اخواتي كمان... غريب ما صدق واخدها حجة علشان يزيحني من حساباته للأبد . مش عايزني هو حر هنعمله ايه.. القلوب مفيش عليها سلطان سواء للمحبة او الكره بياجي اكده وحده .. شىء لا ارادي يعني.. الله يسهله يا عمي ويهديه هو كمان
_يعني مسمحاني يا شوق قبل ما أموت 
_مسمحاك يا عم شاكر.. مسمحاك هيفيد بإيه اني أشيل منك وهو كله رايح وما دايم الا وجه الله... ربما يخرجنا منها على خير.
_ريحتي قلبي يا بنتي ربنا يغفرلي ظلمي لأمك ويعلم ربنا انا كنت بعشقها مش بس بحبها ومش قصدي اذيتها لو مت ادعيلي بالرحمة يا شوق
_متقولش اكده وبلاش تفول على نفسك يا عم شاكر.. هتقوم من مرضك بالسلامة ربنا يشفيك ويعافيك ان شاء الله .. متهملش انت في نفسك وخد علاجك وان شاء الله تقوم وتبقى زي الحصان من تاني
بقى شاكر بأعين الندم وكأنها جمرات ټحرق قلبه 
_هقوم لمين وهعيش لمين انا قضيت حياتي في اڼتقام لعين.. قضيت بسببه حياتي كلها وحيد لولا صديق عمري ايوب لكنت مت في فيلتي ولا حدش حس بيا ولا درى بمۏتي غير بعد سنين لما أعفن مكاني وريحتي تفوح مني ... أنا بعد ما انتي مشيتي وقعت وتعبت ملقتش حد يسعفني يا شوق.. كنت بحاول اطلع صوتي حد يسمعني أو احرك ايدي اتصل بحد اطلب المساعدة معرفتش عرفت قد ايه الدنيا دي حقېرة قدام جزء بسيط اوي من الصحة... كنت زمان عايش غلبان بس بصحتى وعافيتي والنهاردة اتمنى تاني ابدل فلوسي دي كلها وترجعلي بس ولو جزء بسيط من صحتي تاني علشان أكفر بيها عن ظلمي ليكي قبل ما اواجه رب كريم.
أغمضت شوق أعينها بأسى وأدمعت عيناها تأثرها وهي تقول آسفة 
_من النهاردة مش هتكون وحيد تاني يا عمي.. أوعدك اني أشقر عليك يوماتي اطمن عليك.. بس اعذرني مش هطول لان عندي أشغال كاتير وحمل على كتافي مقدرش اسيبه
_عارف يا بنتي ومتابع كل اللي بتعمليه .. ربنا يكتر من أمثالك ويجازيكي خير... يكفيني اني أملي عيني منك كل يوم ولو لثانية واحدة اطمن فيها عليكي واستأنس بيكي .. دا كل منايا دلوقتي من الحياة
_حاضر يا عم شاكر هجيلك كل يوم.. ها دلوك انت اخدت علاجك.. اخده يا عم أيوب 
طالع أيوب الكومود جواره فوجد الحبوب التي وضعها كما هي فقال
_لا لسه الحبوب اللي انا حاططها ليه علشان ياخدها زي ما هي
امسكتها شوق وقالت باسمة 
_حيث كدا يا عم شاكر اني اللي هعطيهالك بنفسي.. افتح بوءك يلا .. بالشفا ان شاء الله
طالعها شاكر بأعين لا تتوقف عن ذرف الدمعات فكم هي طيبة القلب ولا تستحق أبدا ما فعله بها ولا جفاء أبيها عليها
ليقول وهو يمسك بيدها 
_شوق أنا بعتبرك بنتي الوحيدة علشان كدا .. كتبت كل املاكي .. ليكي كلها واتمنى بدا اكون قدرت أعوضك ولو عن جزء بسيط من اللي عملته فيكي
هزت شوق رأسها 
_لاه تسلم أني معيزاشي أي حاجة.. يكفيني اني اعيش بدعوة حلوة طالعة من القلب من الناس..
_خليهم يكونوا ليكي للزمن يا بنتي محدش عارف بكرة فيه ايه 
_من سار بين الناس جابرا للخواطر ادركه الله من جوف المخاطر .. اعطيهم لحد محتاج يا عم شاكر.. المحتاجين كتير وملاقينش اللي يساعدهم.. يلا نام انت وارتاح وربنا يطمنا عليك ويمد في عمرك وعافيتك يارب.
__
عادت شوق إلى يوسف بعد أن اوصلها أيوب بنفسه
لتجد يوسف بانتظارها وما ان رآها حتى قال بلهفة 
_شوق كنتي فين استنيتك كتير علشان ابلغك بالخبر
_خير يا قلب شوق من جوة.. الفرحة باينة في عنيك ربنا يحلي أيامك يا قلبي
_كان نفسي تشوفيني وانا واقف يا شوق.. انا قدرت اقف لوحدي وقفت كتير اوي..دكتور رائد طلب مني كمان اني احاول كل ساعتين ولمدة نص ساعة
اتسعت ابتسامة شوق بفرحة ملأت قلبها
_يا هناي وسعدي الليلة.. الحمد لله رب العالمين.. هي دي الاخبار اللي تفرح وتشرح القلب الحزين.. الحمد لله رب العالمين.. فرحتني والله يا يوسف كأني أنا اللي قدرت أقف مش انت ياااه يا ما انت كريم يا رب.. يلا قوم اقف أكده وريني وفرحني
نهض يوسف متحمسا ليريها لتبكي هي بشدة فرحا من اجله وتعانقه بشدة 
_ياااه يا يوسف
مباارك يا حبيبي عقبال يارب ما تقدر تمشي كمان على رجليك.. الحمد والشكر لله
_شوق انتي بټعيطي 
_داي دموع الفرحة يا حبيبي فرحانة ليك يا يوسف 
_تفتكري بابا هيفرح زيك كدا لما يعرف 
_طبعا هيفرح دي الفرحة مش هتكون سايعاه 
_طب بلغيه يا شوق .. فرحيه مش قادر انتظر رد فعله لما تبلغيه
_حاضر يا قلبي اول ما يرجع هبلغه يا قلب شوق.. ركز انت ف تمارينك علشان تقوم تمشي بسرعة.
___
كانت في طريقها لتغادر فوجدته يدلف للداخل فأكمل في طريقه دون أي اهتمام لها لتوقفه هي 
_قاسم بيه كنت عايزاك في كلمتين 
_قولي سامعك يا شوق بس لخصي علشان أنا راجع مهدود وتعبان وعايز انام 
_بتتعب وبتشقى كل التعب ديه لايه يا قاسم بيه ولمين 
رفع حاجبه باستنكار
_لايه ولمين يعني ايه 
_يعني طبيعي الانسان لما بيشقى وبيكد ف حياته بيكون فيه هدف بيسعى علشانه انت هدفك ايه.. من دوامة الشغل اللي حابس نفسك فيها داي
هز رأسه بعدم فهم فقالت 
_انت لا مهتم بابنك ولا معبره من اصله ولا حتى بتقضي وقت زي الناس مع والدتك... وملهي في شغلك اللي أخد كل وقتك وتركيزك وبعد اكده ايه.. خلاص جمعت الثروة ولمېت المال اللي يرضيك.. فين أهلك فين سعادتك.. هترجع تدور عليهم مش هتلاقيهم .. هيكونوا خلاص راحوا وساعتها مش هينفع الندم 
_ ممكن اعرف انتي عايزة ايه من المرشح بتاعك دا اللي لا يودي ولا يجيب 
حركت رأسها بحنق
_ كنت عارفة ان ديه هيكون ردك .. عامة كان فيه خبر فرحنا كلنا واتمنى يفرحك زيينا يمكن تطلع عندك قلب زي بقية الخلق ومتخيبش ظني
كظم غيظه من كلماته وانتظرها لتكمل كلامها لتقول 
_يوسف ابنك بفضل الله ورحمته قدر يقف النهاردة على رجليه وان شاء الله تعالى يمشي ويكون انسان
 

تم نسخ الرابط