شوق
المحتويات
وما إن رآها على هذا الحال حتى قال
_فداء انتي هنا بتعملي ايه وايه اللي مبهدل وشك كدا.
كانت فداء في أشد حالاتها اعياءا ولا تستطيع الكلام لكن ربما تلك فرصتها للخلاص من خالد فحاولت استجماع كل طاقتها لتقول بينما جلست على الاريكة
_خالد اللي انت جوزتهوني ڠصب يا بابا هو اللي بهدل وشي كدا زي ما حضرتك شايف
ليرد أبيها بكل برود
_وفيها ايه جوزك وضړبك هتعمليها حكاية يعني اتفضلي ارجعي بيتك يلا وبلاش دلع
لم تتوقع فداء ردة فعل أبيها الباردة هي ظنت أن دماءه هتحمى وسيهب غاضبا فلن يتحمل أن يضربها زوجها
_انتي كنتي منتظرة إيه ما هو خالد ضړبك قدامه وفي بيته قبل كدا ومتحركش دلوقتي هيتحرك
لذا قالت پألم
_حتى لو قلتلك خالد مبقاش عايزني في بيته يا بابا.
هنا لم يتحمل أبيها تلك الفكرة فهو لا يريد ذلك يريد ذلك الاتصال بينه وبين خالد قائما لحتى يحصل على ما يريده في أي وقت لذا قال مندفعا وهو يمسك بذراع فداء التي هي تتوجع منه بسبب ضغط خالد عليه
_عملتيله إيه خلاه يزعل منك بالشكل دا ها عملتي ايه علشان يطردك من بيته انطقي.
هنا فقدت فداء آخر ذرة تحمل تمتلكها في قلبها ونهضت من مكانها وهي تسحب يدها من يد أبيها
_فداء فداء انتي يا بت انتي لازم ترجعي لخالد حالا.
هنا التفتت به فداء وقالت بكل عصبية
_ايه رايك يا بابا اني مش راجعة لخالد ده تاني حتى عملت فيا ايه كمان مش راجعة كانت غلطة لما وافقت ودلوقتي محدش بيدفع تمنها غيري ضحيت بنفسي وسعادتي وحريتي علشان خاطر حضرتك وياريت اللي عملته كان بنتيجة حضرتك زي ما انت متغيرتش ولا هتتغير اسمع يا بابا أنا من النهاردة مش هعيش علشان حد لا لحضرتك ولا لغيرك أنا كنت مستعدة أضحي بحياتي وانا راضية علشانك لكن طالما أنا مش فارقة كدا في حياتك اڼضرب اتهان اتبهدل بالشكل ده وحضرتك ميتهزش فيك شعره بالشكل ده يبقى اللي كنت بعمله ده مش هعمله تاني خالد أنا مش راجعة ليه وهطلق منه بأي طريقة ومن النهاردة مش هعمل حاجة ڠصب عني أبدا أو علشان حد حتى لو كان الحد ده انت يا بابا
وسقطت على الأرض تبكي پقهر شديد وصوت بكاءها يصدح في أنحاء البيت بأكمله
الأمر الذي لم يتحمله عزت فغادر المنزل مستاءا منزعجا.
عاد خالد مع أخته إلى فيلته وهو يتنهد براحة
_حمدا لله على سلامتك يا حبيبة قلبي
صعدا معا لغرفة ميار فاستقبلتها الدادة بالترحاب الشديد والأحضان والقبلات
_ميار يا بنتي حمدا لله على السلامة أنا كنت ھموت من القلق عليكي
احتضنتها ميار وقالت باشتياق
_وحشتيني يا دادة أوي انتي وفداء هي فين.
هنا هتف خالد بانزعاج فهو ما زال غاضبا من كل من فداء والدادة
_تحت أمرك يا خالد بيه
قالتها الدادة وانسحبت للخارج.
_
وصل عساف للمكان الذي يذهب إليه دائما فقدم له النادل هناك
نوعه المفضل مما يحب أن يحتسيه عساف من المسكرات
فأخذه عساف وبدأ يحتسيه بشرود وهو يجلس وأعينه شاردة في البحر يشعر بالضيق ولا يدري ما سببه
لتأتي فتاة من أصدقاءه فتجلس معه وهي تقول
_سيفو قاعد لوحدك ليه
الټفت عساف إليها ونظر لها دون أن ينطق.
فنهضت من مكانها واقتربت منه لتجلس على جانب الكرسي الذي يجلس عليه بهدف التقرب منه وقالت بصوت كله دلال
_ايه يا سيفو مالك في حاجة مضايقاك مش عوايدك تفضل ساكت كدا
قالت كلامها ومدت يدها لتمررها على خصلات شعره
_قوم تعالى نرقص علشان تروق
فأزاحها عساف بهدوء ونهض من مكانه ينوي المغادرة
_لا أنا ماشي
قالها وابتعد عنها لتلحق به
_طب استنى أنا جاية معاك
_مش عايز حد معايا دلوقتي يا شيري باي
زفرت شيري بضيق وظلت مكانها تتابعه بأعينها بانزعاج فهي تحبه وتحاول التقرب منه وهو لا يري ذلك أبدا.
عاد غريب إلى فيتله يشتعل ڠضبا
فقابلته زوجته وقالت باهتمام
_ها يا غريب عملت ايه مع المتر انا كنت ھموت من القلق قولي ان شريك الاولاد اتنازل عن المحضر اللي كان هيعمله
رد غريب بحنق
_ومالك قلقانه ليه دي اول مرة تحصل ولا علشان خاېفة على سمعتك وسمعة الشركة بتاعتك انتي كمان أنا كنت كل مرة أقولك فيها الولاد تقولي مالهم الولاد وايه المشكلة لما يغلطوا هيتعلموا من غلطتهم لما سبتي أولادك غطسانين في الغلط ومش عارفين يطلعوا
_ايه يا غريب في إيه أولادي مبيعملوش حاجة غلط اولادي عايشين أحسن عيشة وبيلبسوا أحسن لبس ومعاهم فلوس يعملوا ويجيبوا اللي هما عايزينه وكمان معتمدين على نفسهم كمان
_ليه كنتي عايشة معاهم وعارفة كل تفصيلة عنهم علشان تتكلمي بثقة كدا
_في ايه يا غريب ايه النبرة الجديدة اللي ف كلامك دي
_في اني عايزك تقربي من اولادك أكتر يا مدام علطول مهمشاهم ولا كأنهم أولادك وعلطول مشغولة عنهم بشغلك
_وايه المشكلة هما متعودين على كدا من زمان ومحدش معترض وكمان أنا بشوف أولادي في النادي وبكلمهم في الموبايل مش مهمشاهم ولا حاجة انت ليه جاي تكبر الموضوع ده دلوقت
_أنا فعلا اللي غلطان اللي سمحت لده يحصل من زمان فمبقاش له أي لازمة دلوقتي... تصبحي على خير يا هانم
رفعت زوجته كتفيها وهي تقول
_ماله ده النهاردة ده عمره ما كان كدا.
أنا هتصل بعساف أعرف منه في ايه
_عساف حصل ايه مع بابا علشان يرجع متضايق كدا
رد عساف باقتضاب
_محصلش حاجة يا ماما
_طيب شريكك ده عمل ايه معاكم
_ولا حاجة كل حاجة تمام وسمعتك انتي
وبابا لا غبار عليها فاطمني باي
_اوك باي
زفر عساف بحنق وقڈف الهاتف من يده بجواره في السيارة وظل يقودها بغير هدى للوجة التي يود الذهاب إليها.
وصلت أخيرا إلى بيتها إلى ما كانت عليه سابقا حياتها البسيطة الهادئة لكنها حقا كانت حزينة على فراق أخوتها تعلقت بهم وأحبتهم تعلقت بكل من التقت به هناك ولم يكن هذا وقت رحيلها عنهم الآن التقت بهم وحاولت المساعدة لتتركهم هكذا في منتصف الطريق الأمر الذي كان يصيبها بالحزن أكثر من معاملة أبيها معها نفسها.
قالت وهي تحاول نفض الغبار عن ذلك الكرسي لكي تجلس
_ ليه إكده يا غريب بيه تخليني أعاود لداري في الوقت ديه ليه تخليني أتخلى عن الكل اكده فجأة أخاف اللي عملته يتهدم تاني البت توبا عنديها جلسات لازم تتابعها وتحاليل وأشعة فداء الغلبانة الله يكفيها شړ أبوها راخرة أمير الأمرا ومهاند بعد ما صدقت انه بدأ يلين ليا ببعادي يا غريب هيرجع كل شىء للي كانوا عليه يمكن يرجعوا هما للي كانوا عليه فعلا لكن أني هيفضل قلبي واجعني عليهم ليه اكده يا غريب مصر انك في كل مرة تتعبني أكتر.
نهضت من مكانها وهي تتنهض بضيق وتوجهت للفراش البسيط المصنوع
متابعة القراءة