شوق

موقع أيام نيوز


چميل ماشاء الله 
وعندما قامت بقلب الصفحة وجدت كلمة شدتها لقراءة ما بعدها
أسوء يوم في حياتي... أنا اسمي مهند وبحب ماما وبابا جدا وبالاخص ماما.. بحبها أوي لكنها مش شايفاني خالص مش شايفة حد مننا.. لا انا ولا اخواتي... صحيح بتهتم بينا وبمظهرنا ولبسنا... لكن نفسي تضمني.. نفسي تسألني عامل ايه ومحتاج إيه... نفسي تحسسني انها معايا مش مشغولة عني.. ماما جنبي بس بعيدة اوي.. نفسي أحس بدفىء الأمان اللي مفتقده في ضمة حب منها...نفسي أحس انها بتشاركني اهتماماتي... كل مرة اوريها فيها رسوماتي تقولي اكسلانت وجود وهي مبصتش فيها اصلا وأنا متأكد من ده... وعلشان اتأكد جيت النهاردة ومسكت اسكتش فاضى وقلتلها ماما ممكن تشوفي رسوماتي

قالت
_ماشي يا مهند سيبها هنا وانا هشوفها... هخلص مكالمة مع صاحبتي 
سبتها وروحت عل اوضتي وبعد شوية جيتلها تاني أسألها هي كانت بتحط مانيكير في صوباع رجليها
_ها يا ماما ايه رايك
وانا متأكد انها حتى مقربتش من الاسكتش
قالت
_تحفة اوي يا نودي .. بس ياريت تهتم لمذاكرة أكتر أنا عايزاك أشطر واحد يا حبيبي
في الوقت انا أنا انصعقت واڼصدمت اوي... ماما فعلا مش مهتمة باللي بعمله.. يبقى اعمله ليه فقدت الشغف وقررت اني من النهاردة مرسمش تاني أبدا... مش هرسم ابدا طالما ان مفيش حد مقدر
اللي بعمله ولا مشجعني عليه... بابا علطول مشغول في شغله واتعودنا على كدا... لكن ماما وانشغالها عننا مش قادر اتحمله...ماما ولا مرة حضرت معايا حفلة الاسكول.. ولا شجعتني على لعب أي رياضة أنا بحبها... علشان كدا من النهاردة أنا مش هرسم تاني ... أخدت الاسكتش وجريت عل اوضتي وأنا متعصب ومسكت كل الرسومات اللي انا معلقها في اوضتي وقطعتها كلها وبكدا النهاردة اسوء يوم في حياتي علشان بطلت حاجة كنت بحبها اوي وكنت بلاقي فيها نفسي الضايعة مني ليه يا ماما ليه
انتهت ملاحظة مهند التي كتبها...ومعها نزلت دمعات شوق اشفاقا على أخيها 
_لا حول ولا قوة إلا بالله... مش أني بس اللي عانيت أنشغال ابوي عني وعدم اهتمامه بيا... مرات ابوي كمان طلعت من نفس العينة المطينة كيف جوزها ما هي الطيور على أشكالها تقع ....أهملت عيالها ونفسيتهم.. كانت مفكرة انها لما توفرلهم الأكل واللبس والمصاريف انها اكده موفرة ليهم كل حاجة... لكنها غفلت انها تشبعهم عطف وحب وحنان واحتواء واولهم تربية... وديه يفسر كل التصرفات النيلة اللي عليها اخواتي دلوك... لا حول و لا قوه الا بالله.. ليه إكده بس يا خواتي .. هي الأم ايه غير.. ضمة صدر لابنها تطبطب عليه تداوي جراحه تحسسه بالأمان... تملس على راسه بحنان... بسمة في وشه تديله أمل....تلاقيها كانت فايتاهم للخدم اللي يهتموا بيهم ويربوهم اني عارفة الطبع دوني.. صح أمي كمان كانت فايتاني وملهية في شغل البيت لكن قدرت تتدارك ديه وترجع تهتم بيا تاني والحمد لله ربنا بيعوض حاچات بحاچات تانية.. وچعت قلبي يا خوي يامهند.... يا ترى انت لسه متأثر بالموضوع ديه لحد دلوك ولا ديه كلام فات وعدى
بدأت تقلب الصفحات مرة أخرى لتجد أن طبيعة أخيها بعد ذلك تغيرت تماما فلم تجد تلك الرسومات الجميلة التي كانت تراها.. بل بعض محاولات للرسم لكنه على ما يبدو كان يتراجع قبل أن يخط قلمه بها فيحولها إلى شخبطات لا معنى لها سوى انها دليل على ضياع روحه وشغفه.
تنهدت شوق بحنق ونهضت من مكانها لتعيد ذاك الدفتر إلى مكانه وهي حزينة
_يا خسارة يا مهاند كان واضح اوي ان شخصيتك الاولانية وديعة ومرهفة لكن بعد إكده اتحولت... يارب أقدر أرچعكم تاني يا اخواتي يارب.
قررت ترك تلك الغرفة على أن تعود إليها مرة أخرى فيما بعد 
_كفاية أكده على أوضة امهند مهياش ناقصة تعكير.. ندخل على اوضة عساف يا ترى هلجى ايه انت كماني
توجهت إلى غرفة عساف لتلوي فمها ما إن تراها
_يا بوي على السواد ديه.. ايه ياابني اللون الكئيب دوني.. دي الأوضة ناقصها عيون حمر وتقلب على خفاش منك لله... بتتحمل تقعد اهنه ازاي... ما علينا هدخل يعني هدخل... بسم الله والله كأني هدخل مغارة على بابا باينها... يلا خلينا نكتشفها هي كماني
ظلت تتجول في تلك الغرفة التي حتى لون طلاء الأثاث بها باللون الأسود...قررت البدأ مباشرة بالمكتب علها تجد مذكرة ما مثلما وجدت في غرفة مهند.. لكنها لم تجد أي شىء هام يذكر
_باينك حاويط يا عساف يا خوي.. بس أني افهم ايه دلوك من اكده.. بتحب الاسود وقلبت على خفاش وعرفناه وبعدين ايه تاني ما هو اني لازمن اطلع بطرف خيط من اهنه... بدأت تتجول بأعينها في انحاء الغرفة وبعدها لاحظت صورة ما مقلوبة وليست معتدلة مثل باقي الصور الموضوعة على الرف
زادها شوقا لتعرف ما الذي يوجد في تلك الصورة زادت ضربات قلبها وخاڤت من أن تعرف مجهولا هي لا تريده وما إن رفعت الصورة وابصرتها أدركت أنها كانت محقة في خۏفها وأصيب قلبها بالكمد والحزن
وجلست على طرف فراش أخيها قليلا وهي تتنهد بحزن ... وبعد عدة دقائق ادركت نفسها ثانية وقررت المغادرة والعودة لغرفتها وهي تقول 
_لا كفاية اكده اني مش مستعدة اڼصدم بأمير هو راخر اليوم.. خليك ليوم تاني يا أمير الامرا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مساءا
رجع كل من عساف ومنهد إلى الفيلا أما أمير فلم يعد بعد ... أصيبت شوق بالقلق فهو عادة يأتي قبل اخوته وليس بعدهما لذا اتصلت به
_ايه يا شوق خير في حاجة
_ انت فين يا اميرا الأمرا واتأخرت ليه كل دهوني
_ عادي يعني يا شوق انا مع اصحابي
_ مع اصحابك فين وبتعمل ايه
_ده تحقيق بقا ولا ايه 
_ سميها زي ما تسميها رد عليا انت فين ويتعمل ايه يا امير اخلص
_ مع اصحابي يا شوق بنتسكع بالعربية ايه مالك حد زعلك من اخواتي
_ أمير كفاية سرمحة لحد اكده وتكون اهنه حالا
_ مش دلوقتي يا شوق لما ازهق هرجع
_ اسمع الكلام يا امير من فضلك واعتبر كلامي ديه أمر لا يحتمل النقاش
قالتها واغلقت للهاتف في وجهه الامر الذي استغرقه أمير
_غريبة مالها دي بتتعامل كأنها ولية امري كدا ليه
جلس عساف مع مهند الذي بدا شاردا ويعلو صغره ابتسامة انفرجت لها شفتيه
_ ايه يا بني مالك مسهم كدا مش عوايدك
أجاب وهو يتذكر ملامح وجه ميار الذي حفرت جيدا في ذاكرته
_حتة بنت يا عساف انما ايه مفيش في براءتها ورقتها 
ضحك عساف مطولا وقال
_لا متقولش ان فيه بنت جابتك لورا لا مش مصدق ان في واحدة قدرت توقع الدنجوان ذات نفسه... هي حلوة
_مش حكاية جمال.. هي حلوة اه وحلوة اوي بس مش دي الفكرة ما انا ياما قابلت وشفت الجميلات كتير لكن دي فيها براءة مشفتهاش قبل كدا براءة خطفتني يا عساف لدرجة أنها مش عايزة تغيب من بالي.
_طب ومحير نفسك ليه.. طب ما تروحلها ومش هتأخد منك غلوة
_المشكلة هنا
_ايه مش هتعرف توقعها في شباكك
_يا بني عيب عليك
 

تم نسخ الرابط