شوق

موقع أيام نيوز


يا يوسف 
_موافق 
__ 
شاهدهم يسيرون معا متوجهون تجاة السيارة فسأل والدته 
_ماما رايحين فين 
وقبل أن ترد أمه هتف يوسف الذي الټفت بكامل جسده ليرى أبيه بوضوح وقال بلهفة 
_بابا حضرتك رجعت من السفر حمدا لله على السلامة وحشتنى اوي انا علطول بسأل تيتا عنك
رد قاسم بجمود شديد فلا عاكفة لديه لابنه 
_الله يسلمك .. رايحين فين يا يوسف! 
_رايحين للدكتور يا بابا علشان أخف وتحبني صح يا شوق
ازدرد قاسم ريقه ونظر لشوق بتوعد 
لتقابل شوق نظراته بانزعاج ولم تعلق 
ليقول قاسم وهو ينظر لأمه 

_طيب أنا جاي معاكم اشوف الدكتور دا همشي وراكم بعربيتي
قالها وتقدم تجاه عربيته لتلحق به شوق وتقول بينما هو يفتح باب السيارة
_ملوش داعي وجودك معانا هتيجي بصفتك ايه كنت ابوه لا سمح الله.
وصل قاسم لأعلى درجات غضبه واستقام في وقفته مبتعدا عن السيارة و.... 
استعدت لتغادر المدينة الجامعية لتتوجه لكليتها
لتجد وهي على بوابة المدينة يد قاسېة تقبض على شعرها من أسفل حجابها بقوة وكأنما تقبض على روحها
يتبع..
أسماء عبد الهادي
شوق
بارت ٤٢
أسماء عبد الهادي
ابتعد عن باب السيارة ورمقها بنظرات محتقنة فهي قد تعدت كل الخطوط وهم ليهدر بها لكنه لاحظ نظرات أمه له التي ترمقه باهتمام لتفهم ما الذي يدور بينهم وكذلك نظرات يوسف اليهم.
فضم قبضته وضغط على أسنانه ليكظم غيظه 
ومن ثم تنفس بضجر وقال بصوت جاد وبكل تحذير
_مش عايز اسمع ولا كلمة تانية منك وحسابي معاكي بعدين على كلامك ده اتفضلي اركبي معاهم وأنا وراكم بعربيتي.
ابتسمت شوق بانتصار فهي استطاعت أن تستفزه بكلامتها عسى الجير الذي يغلف قلبه أن ينقشع 
وعادت أدراجها حيث سيارة السيدة جلنار
التي قالت باهتمام
_ في حاجة يا شوق 
استقرت شوق بجوار يوسف وقالت باسمة 
_ لاه مفيش سلامتك يا جلنار هانم 
وصلا الى ذاك المشفى الخاص والذي يضم أكبر الأطباء
وهناك التقت السيدة جلنار مع ذلك الطبيب التي سمعت عنه الكثير فلا اخد يذكر اسمه الا ويمدح فيه ويثني على مهاراته رغم صغر سنه
الذي رحب بها قائلا 
_ اهلا وسهلا جلنار هانم نورتم المكتب 
قالها ثم نظر لقاسم وهو يمد يده ليسلم عليه 
_ اهلا يا قاسم بيه نورتنا اتفضلوا 
ثم نظر لشوق ورحب بها هي ويوسف 
_ اهلا بيكي واهلا ببطلنا الصغير
ابتسمت شوق لذلك الطبيب البشوش واستبشرت به خيرا 
جلس قاسم في مقابلة أمه على الاريكية الجلدية بينما استقرت شوق بجوارها أما يوسف فكان لجوار شوق بكرسيه تحدث قاسم بعملية شديدة 
_اهلا بيك يا دكتور اتفضل اهي الاشعة والتقارير اللي بتخص حالة يوسف 
امسكها رائد ووضعها بلا اهتمام على مكتبه 
_تمام تمام .. بس مش دا المهم دلوقتي.. انا حابب اتكلم مع يوسف شوية واتعرف عليه الاول 
حركت شوق رأسها برضا عن ما يفعله الطبيب بينما اغتاظ قاسم وكاد ينفجر 
طلب رائد من يوسف أن يقترب منه 
_تعالى يا يوسف من فضلك ممكن اتكلم معاك
نظر يوسف لجدته فقال رائد
_متخافش انا عايز بس اتعرف عليك وندردش سوا ونبقى اصحاب. 
استغرب يوسف طريقته تلك فلا طبيب واحد مما كان ينعامل معهم سابقا عامله بتلك الطريقة 
هنا طلب رائد 
_ ممكن معلش استاذنكم مش عايز معايا غير يوسف وجدته انا اسف بس كم دقيقة وهدخلكم تاني معلش
نهض قاسم من مكانه يميز من الغيظ ويعاتب نفسه ع مجيئه من الاساس
أما شوق فخرجت بصمت تام 
استغل قاسم فرصة وقوفه وحدهما مع شوق فأراد أن يحاسبها على تلك الكلمات التي تفوهت بها في الفيلا 
_ قوليلي بقا كنتي بتقولي ايه 
أما بالداخل 
علم رائد مسبقا عن حالة يوسف وطبيعة علاقته بأهله كاملة من خلال السيدة جلنار التي قصت له كل شىء بكل صراحة ووضوح طالما ان هذا سيفيد في حاجة يوسف فكان رائد يريد فهم حالة يوسف النفسية اولا قبل أن يبدأ في العلاج لانه يعلم أنه لن يجدي اي نفع طالما كانت النفسية على غير ما يرام
لذا بدأ يتقرب من يوسف أكثر ويتعرف ليه ليثق فيه يوسف ويستجيب معه 
ليلاحظ ان يوسف مشدوها بالمكان الذي هو به فلا يجيب على اي سؤال يطرحه رائد عن اسمه وعمره وماذا يحب حتى يتلفت يوسف حوله في وجل 
لذا قرر رائد وبعد أن أطلع علىالاشعة والتقارير الطبية ان تكون جميع جلساتهم معا في بيت يوسف حتى يكون على راحته 
__ بالخارج .___ أسماء عبد الهادي
ربعت شوق يداها أمام صدرها وتحدثت بكل ثقة وشجعانة
_ مستعدة أقرر كلامي تاني وتالت كمان يا قاسم بيه لان دي الحقيقة.. قولي انت تعرف ايه عن ابنك في الاساس علشان تدعي انك أبوه!! هل عمرك اخدته في حضنك... طبطبت عليه ابتسمت حتى فى وشه عرفت ايه اللي مزعله وحاولت تراضيه.. طب شاركته فرحته.. كنت معاه ف اي مناسبة حلوة.. طب حتى حاولت تجيبله هدية وتقدمهاله بنفسك .. كنت انت السبب في اي حاجة تفرحه!! .. بالعكس انت دايما على النقيض تماما من كل شىء وأبعد ما يكون عن الأبوة بمكان
تحدث قاسم بحنق
_انا مش حارمه من حاجة واعتقد انك مش هتعلميني ازاي اعامل مع ابني
هتفت شوق ساخرة 
_طب والله كتر خيرك انك فاكر انه ابنك ومعترف بدا لا براوة 
رفع سبابته واشار اليها بتحذير
_الزمي حدودك كويس مش عايز اقلب ع الوش التاني معاكي انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بكل زوق وادب
هتفت بانزعاج
_ وكني هسمحلك تكلمني غير بالأدب والاحترام!!
_انتي ازاي كدا.. جاية الثقة اللي انتي فيها دي منين 
_كلمة الحق يا قاسم بيه وكلامي مش اهانة ليك ابدا بل بالعكس هي اقرب للنصيحة انا كل اللي عايزاه هو مصلحة يوسف ونفسيته اللي متدمرة تماما بسببك... عايزة افهم انت بتعمل كدا ليه .. جاوب على سؤالي ايه ذنب يوسف في اللي قابلته في حياتك 
هتف قاسم بحنق وقال وهو يهز أكتافه المهدلة
_مش بحبه أعمله ايه يعني أحبه بالعافية!!!
كانت وقع تلك الكلمات على شوق عصي جدا لم تستطع تحملها أحست بنغزة قوية في قلبها وكأنما يقصدها هي بكلماته هي جربت ذاك الشعور أن يكرههك أبيك وينبذك لم تستطع تحمل أن يسمع يوسف هذا الكلام لن تقدر على رؤيته يتألم كل هذا الألم
يالا سهولة الكلمات التي تخرج من فيهم ويالا شدة وطئتها أي قلوب تلك التي يملكونها أن أم قلوبهم كالحجارة بل هي أشد قسۏة
لم تستطع الوقوف أمامه فلقد سحب الهواء كله بقسۏة كلماته لذا تحركت من أمامه بأيما ۏجع قلب يشتعل حزنا على يوسف التي
تشاطره همه وتعيش فيه مثله تماما.
وقفت بعيدا عنه واستندت بايديها على الحائط وهي تحاول أخذ نفسها بتنهيدات متلاحقة عسى تعود إلى هدوءها ثانية عسى ان تتخلص من أثر وقع كلماته عليها
بعد عدة ثواني أغمضت أعينها هنيهة وبدأت تتنفس بطبيعية ثانية 
_بعد أن عزمت على أن تحاول تعويض يوسف ما يفتقده في والديه.
في تلك الأثناء كان عساف ومهند يصعدان الدرج من أجل مقابلة الطبيب المختص
 

تم نسخ الرابط