شوق
المحتويات
ليسرع هو في نزوله ويمد يده نحو ذراعها ويضعه تحت ابطه في حركة مباغتة منه لتتفاجىء هي مع إصدار شهقة فزعة من فعلته
_خالد ايه اللي انت بتعمله دا
نظر لها بلا مبالاة وردد بسخافة
_ايه بعمل ايه بأنكچ مراتي بلاش أمسك أيدها واحنا ماشين ولا إيه.
نفخت فداء بحنق وقالت
_خالد من فضلك بلاش كدا وسيب ايدي واظنك عارف طلبي كويس
ما زادته كلماتها الا حنقا وتصميما على ما يفعله فشدد من قبضته على ذراعها وسار وهو يسحبها لأسفل غير عابىء بنظراتها المزبهلة تجاهه ولا بمحاولاتها في تخليص يدها من بين يديه.
ليقول خالد في نفسه
__
ظل يرمق أخوته بغيظ لبعض الوقت فهو لا يستطيع أن يترك أخته وحدها في ذلك الظرف ويجلس هنا مكتوف الأيدي حتى ولو لم ترد هي هو بذلك يشعر وكأنه خذلها تخلى عنها في محنتها و هي في أمس الحاجة لأن يكونوا معها
تحرك من مكانه وقال وهو يعزم النية على أن يكون لجوارها ولا يتركها
_ لا انا مش هسيب شوق هروحلها عند فداء اكيد هي هناك ماهي مش هتقدر ترجع البلد في حالتها دي
لينادي عليه عساف
_ يا أمير سيبها دلوقتي قلتلك
_مش هسيبها شوق انا غلطان اني مروحتش وراها اول ما مشيت.
تابع ركضه إلى أن وصل الى اعتاب الفيلا وهناك سأل البواب
_ مشفتش شوق راحت من اي اتجاه من هنا ولا من هنا
_ لا يا امير بيه الحقيقة مأخدتش بالي كنت بجيبلي لقمة أكلها ومشفتهاش والله.
حرك أمير يده بضجر ودلف للداخل ليستقل سيارته ويبدأ في البحث عنها توجه مباشرة نحو بيت فداء وطوال الطريق كان يتلفت يمنة ويسرة عله يلمحها لكن لا أثر لها البتة في ذلك الطريق الذي اتخذه.
أما عساف فخرج من الفيلا قاصدا الشركة بينما ظل مهند مرابضا على الجهاز الرياضي لفترة طويلة حتى تعب وجلس محله دون حراك.
_ مدام فداء مدام فداء
لكن لم يأتيه الرد فاخرج هاتفه واتصل بخالد الذي كان يجلس مع أخته في ذلك الوقت ليرد قائلا
_ ايوة يا أمير.. ازيك عامل ايه في الدراسة
_ خالد من فضلك كنت عايز رقم مدام فداء مراتك أسالها عن حاجة مهمة لاني واقف قدام باب البيت ومحدش بيرد
رفع خالد حاجبه وقال ونيران الغيرة تشتعل داخله
_ نعم يا خويا عايز رقم فداء مراتي تعمل بيه ايه وبتطلبه كدا بكل بجاحة أما حاجة عجيبة اوي.
حرك أمير راسه بحنق فخالد فهم الأمر بشكل خاطىء
سكنت نفس خالد وتكلم بهدوء
_ اه بحسب يعني.. طيب اذا كان كدا قولي واما أكلمها أنا ..مش تطلب رقم مراتي
_ يا خالد مش فضلك المسألة مهمة أنا لازم أعرف شوق معاها ولا لأ ممكن تكلمها تسألها وترد عليا ضروري انا هنتظر منك مكالمة حالا
_ طيب اصبر أنا هكلمها بس معتقدش شوق معاها لان فداء في الشغل دلوقتي وخارجين سوا مع بعض الصبح
هتف أمير بوجل
_ يعني ايه شوق مش معاها
_ يا عم معرفش ممكن تكون راحتلها الشركة هكلمها واقولك بس قولي الأول انت ليه مش بتتصل بشوق نفسها تشوف هي فين هي زعلانة منك ولا ايه
أخذ أمير نفسا عميقا ثم أخرجه بهم
_ ياريت ياريتها كانت حكاية انها زعلانة مني كان الأمر سهل ..مكنتش هسيبها الا لما تصالحني
_ ياريت ايه ياابني في ايه
_ بعدين بالله عليك يا خالد شوفها فين او قولي عنوان شغل مدام فداء
_ لا اقولك ايه الموضوع شكله كبير وكدا هنقلق فداء انطق ياأمير في ايه
أغمض أمير أعينه واتفت بوجه للناحية الأخرى وهو ينظر للارض بۏجع من أجل شوق وابتدى بصوت مخټنق يقص كل ما حدث لخالد
راع خالد كل ما حدث لشوق وقال بصوت محتقن
_ يخربيته شاكر هو فيه كدا وبعدين تعالى هنا انت واخواتك ازاي تسيبوا شوق تمشي وهي مڼهارة وفي الحالة دي ...انتوا أغبيا!!!
كان أمير يعلم أنه مخطىء عندما تركها تغادر وحدها لذا كان يؤنب نفسه كثيرا ولم يتحمل عتاب خالد له فقال
_ مش وقته كلام من دا يا خالد من فضلك كلم فداء يالا
_ لا ما هو انا مش هكلم فداء اقلقها يمكن شوق روحت البلد او قاعدة في اي مكان مع اي حد بتروق أعصابها
_ ازاي ده احتمال كبير انها تكون مع فداء
_ايوة هكلمها بس مش هسألها عنها هجيبها بأسلوب غير مباشر وهعرف اذا كانت معاها ولا لا
_ اعمل اللي تعمله يا خالد بس طمني بالله عليك يلا
انا هخرج انتظرك في العربية لحد ما تكلمها.
_ ماشي اقفل
__
توجه أمير نحو سيارته وقلبه يتآكل على شوق
أما خالد فاتصل بفداء التي أجابت بعد عدة محاولات من خالد
_ السلام عليكم.. نعم يا خالد ميار كويسة!!
_ وعليكم السلام...ايه يا فداء ساعة علشان تردي
_معلش انت عارف اني في الشغل خير في حاجة
_لا كنت عايز اطمن عليكي بس
استغربت سؤاله وقالت بحنق
_أنا كويسة يا خالد مش معقول معطلني من شغلي علشان تسألني السؤال ده وانت اللي موصلني بنفسك
لوى خالد شفتيه بانزعاج من رعونة ردها في كل مرة
_ طب اسمعي أنا هعدي عليكي لما تخلصي علشان نتغدى سوا ومش عايز أي حجج مفهوم.
تنهدت بقلة حيلة فهو لا ينفك عن طلبه تناول الطعام معها لذا قالت بهدوء
_ماشي يا خالد اوك بس على شرط نروح نتغدى مع ميار
هنا علم خالد أن فداء لا تعلم شيئا بأمر شوق ولم ترها من الآساس لذا قال
_تمام هكون عندك في المعاد
_اوك سلام.
لم يكد خالد ينهي الاتصال مع فداء حتى وجد أمير يتصل به فرد خالد على الفور
ليقول أمير بلهفة
_ها يا خالد شوق معاها طمني بالله عليك
تنهد خالد بأسى
_الظاهر كدا لا يا أمير
هب أمير واقفا ونسى أنه في سيارته فارتطم رأسه بسقف السيارة
_انت بتتكلم جد شوق مش معاها.
قالها ووضع يده على راسه بانزعاج
ليقول خالد
_ انا لسه مش متأكد نص ساعة وهروحلها الشركة علشان أخدها وطبعا لو شوق معاها فداء مش هتسيبها واكيد هعرف اصبر بس
هتف أمير وهو يجلس ثانية وينوي السفر لبلدة شوق لكي يراها هناك
_لا طالما مجابتش سيرتها يبقة مش معاها ومتعرفش حاجة انا هروحلها البلد وانت تابع مع فداء وبلغني
_يا بني اصبر لما اقابل فداء وساعتها هعرف كل حاجة ما يمكن شوق فعلا جتلها وعلشان زعلانة من اللي حصل طلبت منها تكون لوحدها لما اشوف فداء هعرف من حالتها لو كانت عادية يبقى فعلا شوق مجتلهاش لو حسيتها مهمومة ومتضايقة يبقى عرفت فعلا باللي حصل لشوق
_طب وانت مش عايز تسألها مباشرة ليه وتخلصنا
_مش هينفع أجيبلها سيرة عن
متابعة القراءة