شوق
المحتويات
المصالح والشكل العام مش اكتر
_حتى ولو انعدمت المودة لكن يبقى فيه رحمة يا عساف... أي حد يشوف الاي حصل لأبوك بيتأثر فما بالك بزوجته يعني عشرة عمره.. بس هنقول ايه ربنا يهديها
_يارب.
_وانت مش زعلان علشان الفلوس داي يا عساف زي ابوك!
_لا ابدا انا حابب اني اعتمد ع نفسي واكون نفسي بنفسي من خلال شراكتي مع خالد وأكيد في يوم من الأيام هنوصل.. هو بس مهند اللي متأزم من الموضوع دا شوية بس مسيره يتعود عليه.. وكمان ماما قالتلي انها مش هتمانع في اي وقت طلبنا مساعدتها في حاجة
_الله يصلح الحال يارب.. المشكلة دلوك في ابوك هيقدر يتخطى ديه ازاي
_صحيح بس اللي زي ابوك صعب يتغير في يوم وليلة بس ربنا قادر ع كل حال .. فما بين طرفة عين وانتباهها يغير الله من حال إلى حال..والله المستعان.
استمر الحال على ما هو عليه ..يتبادل الأخوة المناوبة على زيارة أبيهم لمدة شهر كامل
وفي كل مرة تستغل شوق الفرصة وتدخل إلى أبيها وتتحدث معه كيفما تشاء تفيض بمكنونات قلبها تجاهه.. ظنا منها أنه غافل لا يسمعها
لكنه في الفترة الأخيرة كان يستمع لكل لكمة تقولها بالرغم من انه مغمض العينين ولا يصدر أي حركة يود في كل مرة أن يعانقها ان يطلب منها السماح لكن كبريائه يمنعه في كل مرة.. لذا كان يدعي أنه نائم غافل مستمتعا بقرب ابنته منه
_ قوم يا بوي وهات يدك واحنا معاك ومش هنسيبك.. المړض مهواش أقوى منك... ولا حتى كنوز الدنيا تقدر تعوضنا عنك ... الفلوس بتاجي وتروح لكن انت متتعوضش يا بوي.. مسمحاك على كل جفا وقسۏة شفتها منك واتمنى تقوملي بالسلامة وأحب على يدك وأكون طوع يدك ورهن إشارتك كمان بس قوم يا بوي عاجبك رقدتك داي.
رغما عنه لم يستطتع منع نفسه الا أن يستجيب لها.
وجدت يده تربت على حجابها بضغف شديد لم تكن تصدق عيناها فرفعت رأسها بسرعة لتتأكد مما تشعر به
هل أبيها يربت على رأسها! أهو حقا شعر بها أخيرا.. هل حن قلبه لها بعد هذه السنوات
لتجده يطالع عينيها بندم ويهتف بلسان ثقيل
_شوق
قبلت يده وقربتها من وجهها لتقول بسعادة لعودته للحياة
_نعم يا بوي و سيدي وتاج راسي كمان.. حمدا لله على سلامتك يا غالي.
_مش شمتانة ..فيا.. ولا فرحانة باللي جراالي
_حاشا لله.. أبدا يا بوي ورب الكعبة أبدا.. ياريت اللي فيك فيا أيا وتقوم انت بصحتك وعافيتك
قالتها شوق بقلب صادق استشعرها غريب
لتدمع أعينه بقطرات الندم وقال بصوت متحشرج
_عارف.. كنت بسمعك كل يوم.. كنت بتونس بيكي.. كلامك كان بيصبرني وبيهون علينا.. عرفت اني ضيعت بإيدي ياقوتة بالدنيا كلها... عرفت ان مهما خسړت كل حاجة مش هتساوي خسارتي ليكي يا بنتي
_كفاية عليا كلمة بنتي داي يا بوي.. داي وحدها شالت كل سواد غيم على قلبي .. ربنا يخليك لينا يا حبيبي ويقومك بالسلامة
_عايزاني اقوم يا شوق.. مش هقدر اعوضك اللي فات... بقيت عاجز ضعيف معدم
_متقولش اكده انت قوتنا وسندنا وأمانا... واللي حصل مهواش نهاية العالم.. لو ع الفلوس بتاجي وبتروح.. ولو على رجلك حضرتك مش اول ولا اخر واحد يخسر رجله لكن برحمة ربنا الواسعة تقدر تركب رجل صناعية وتمارس حياتك عادي.. مفيش حاجة تستدعي حزنك او زعلك كله هيهون وهتبقى عال بس انت هون عليك
_وهجيب منين فلوس الرجل الصناعية دي يا شوق.
_هنشتغل وهنحاول ونعافر لحد
ما نجمعها بإذن الله متقلقشي بس قوملنا
_هقوم وهعافر علشانك انتي وبس يا شوق
طالعته بابتسامة مرتاحة
_وعلشان اولادك كمان يا بوي
هنا دلف كل من عساف ومهند وأمير ليجدوا شوق تتحدث مع أبيها
فيركضوا جميعا نحوه بفرحة
_بابا
_حمدا لله على السلامة
_الحمد لله انه نجاك منها
فرحة ما بعدها فرحة كانت تحلق فوق قلب غريب شعر وكأنما دبت فيه الحياة من جديد... وحمد الله انه أعاد له عقله قبل فوات الأوان
وبعد عدة أيام أخرى
سمح الطبيب لخروج غريب من المشفى وانتقل للعيش مع اولاده
ليجد الحب الذي كان مفتقده.. العائلة التي تعطي دون انتظار المقابل ليعلم انه قد أفضى عمره كله يركض خلف سراب وأن الجنى الحقيقي هو جني المحبة
__
يرقد في فراشه ببؤس .. يحسب أيامه المعدودة في الحياة يتمنى المۏت في أي لحظة بدلا من كونه وحيدا هكذا فلقد غابت عنه شوق لفترة طويلة زاد الحمل فيها عليها باهتمامها بأبيها وبكل شئونه
ليجدها تدلف إليه ويقول معتذرة
_عارفة اني مقصرة في حقك.. حقك علي يا عمي وحشتني اوي كيفك طمني عليك.
ليهتف هو بفرحة
_فكرتك نسيتيني ....كانت اخر امناياتي اني اشوفك قبل ما اموت ..
_متقولش اكده ربنا يطول في عمرك ويعافيك يارب...يلا قوم خلينا نمشي من اهنه
_على فين
_على مكانك الأصلي وسط عيتلك واولادك واخوك
_اولادي!
مطت هي شفتيها
_ايه يا عمي.. بتتبرى مننينا ولا ايه .. بس يكون في علمك بردك احنا وراك وراك ومش هنسيبك.. يلا قوم الكل في انتظارك كمان
_انتوا عايزني وسطكم!
_يووه ديه لسه بيسأل.. قوم يلا هات يدك... ولا تحب أجيبلك عيالك يشيلوك بنفسهم!
_عيالي ياااه كلمة كنت بتمناها من زمان
_واديك نولتها يا بوي يلا
حملق بها بزهول
_أبوكي
ضحكت شوق
_مالك امبلم ليه انت راخر... أني سايبة واحد اهناك كل ما يشوفني يبلم ويسهم وانت كمان هتعمل زييه
. ..ديه غلب ايه ديه يا ولاد .. يلا يا بوي بلاش دلع اومال.
عاونته على النهوض من فراشه ليجلس على طرف الفراش وبعدها يقول بجدية
_طلبك دا بناء على رغبة الكل ولا انتي بس
ليدلف مهند بعدما طرق الباب مرة واحدة
_كل دي أسئلة هتفتح محضر ولا ايه.. يلا الكل في انتظارك هناك... انا لو منك اقوم أجري.. حد يصدق انه هيكون جنب منبع الحنية المتنقل دا
قالها وعانق شوق أخته بيده
ليتبسم شاكر ويقول
_معاك حق
مهند
_اهلا بيك وسطنا يا عمي
ليهتف شاكر بجدية
_الفيلا هنا كبيرة هتسعنا كلنا هنسيبها لمين... هكون مبسوط لو اعتبرتوها بتاعتكم
ليهتف مهند بفرحة
_والله انا اللي هكون ممتن ليك جدا.. انا بدور على مكان اتجوز فيه انت جتلي من السما
طالعته شوق بزهول
_يخرب بيت شيطانك يا ولا انت ما صدقت.
_ايه عايزة ايه ... عايز اتجوز اعملك ايه ما انتوا استوليتوا على شقتي
_شقتك منين يا ولا دي شقتنا كلنا اتلهي
_طب اعملك ايه دلوقتي.. اقعد ميار فين دلوقتي
_ياخوي طب اخطب الاول وبعدين فكر في الجواز بعدين
_لا هو انا مقلتلكيش اني هعملها خطوبة وجواز في يوم واحد
_لا ملقتليش واهبل مين اللي ضحك عليك وقالك كدا
_انتي
_انا ايه
_هبلة
طالعته شوق بانزعاج
_اني هبلة يا واد يا ابو نص عقل انت.. طب صبرك عليا لما نرجع بيتنا
_لااا كله الا البلغة بتاعك علشان خاطري دماغي ورمت
_ياخي يا
متابعة القراءة