شوق

موقع أيام نيوز


هتفضلي تماطلي كدا اخلصي علشان أمشي
تحركت من مكانها وأزاحت قدميها للأسفل حيث ارضية الغرفة وهي تقول باستسلام تام كما اعتادت أن تفعل
_حاضر 
توجهت حيث مكتبها الصغير الأبيض اللون والذي تضع عليه حقيبتها وقامت بفتحها وإخراج حفنة من النقود وأعطتها له وهي تقول 
_أرجوك دي أخر فلوس معايا الشهر ده وإحنا لسه في نص الشهر فبلاش تضيعهم كلهم الليلة بالله عليك مش هقدر اتصرف بقية الشهر
لم يرد عليها بل ولم يلقي لكلامها بالا وانما فقط اكتفى بعد الأموال
التي أعطته إياها وقال بضجر واضح على ملامح وجهه
_ايه اللي انتي جايباه ده دول ميكفوش حاجة

رمقته بنظرة حزينه آسفة
_قلت لحضرت ان دول آخر حاجة معايا حضرتك بتأخد كل الفلوس اول بأول
رمقها بضيق قبل ان يتركها ويغادر لاعنا ساخطا دون أن يتفوه بأي كلمة شكر حتى انما دس أمواله في محفظة يده وانطلق مغادرا نحو وجهته التي يرتادها يوميا متلهثا متلهفا إليها كإدمان التصق بنفسه فلا يستطيع الفرار منه دةن أدنى رغبة في الفلات منه.
جلست هي على طرف فراشها فأسف وتركت لعبراتها العنان لأن تمر بحرية على خدها تحسرا على حاله وما آلت إليه أموره من الفساد وهي لا تستطيع فعل أي شىء له فما أكثر الأيام التي تحدثت إليه فيها وما أكثر المشاجرات التي دارت بينهما بسبب محاولتها في إقناعه عن الاقلاع عما يفعل وهو مصمم على فعله ويتهمها بالتدخل فيما لا يعنيها وانها ما ينبغي لها ان تعترض من الاساس على اي شىء يقوم به وما أكثر المرات التي أبت هي أن تعطيه أموالها فكان يأخذها هو عنوة تارة او دون أن تعلم تارات أخرى لذا اضطرت لأن تعطيه هي لحتى لا يلجأ لأساليبه الأخرى.
مسحت عبراتها ونهضت من مكانها متوجهة نحو شرفة غرفتها تنظرللسماء تناجي ربها تدعوه 
_يارب يارب يارب اهديه يارب انا تعبت بجد معاه
ظلت على وضعها لعدة دقائق ومن ثم توجهت نحو باب الشقة واحكمت غلقها بالأقفال بعناية ثم توجهت لفراشها وحاولت النوم فلديها عمل في الصباح الباكر
أسماء عبد الهادي
شوق
منتظرة رأيكم يا أحبابي
شوق 
البارت الثالث
أسماء عبد الهادي 
في صباح يوم جديد غامر بالأحداث 
استيقظت شوق من نومها مع اول شعاع للشمس كعادتها نهضت من فراشها بهمة ونشاط فتحت نوافذ الغرفة ورتبت فراشها وقامت بتنظيم الغرفة كما اعتادت على ان تفعل في عشتها في البلدة
ارتدت جلبابها وحجابها وخرجت من غرفتها متوجهة نحو المطبخ للرجل الوحيد الذي تعرفت عليه في البارحة لكنها لم تجده
_اومال عم سيد راح فين اه تلاقيه لساته نايم لأن البيت كله اسكت هوس عيني عليكي يا بلدي كنتي في وقت زي ده شعلة نشاط الكل بيقوم من الفجرية يسعى على أكل عيشه ويسعى بعرق چبينه مش زي إهنه نايمين وحاطين افبطنهم بطيخة صيفي ولا هاممهم هيقلقوا ليه والنوم هيطير من عنيهم ليه ما هما ضامنين اللقمة اللي هيأكلوها وفي بدالها عشرة كماني يلا ربنا يعين كل واحد على حاله.
وقفت في منتصف المطبخ تشعر بالحيرة
_طب واني هعمل ايه دلوك مبحبش اجعد فاضية اكده
قالتها وتوجهت تجاه الحديقة وهناك وجدت البستاني يقوم بري أزهار الحديقة فابتسمت قائلة
_اصباح الخير يا عمنا كيفك
بادلها الرجل الابتسامة وقال
_صباح الخير انتي مديرة البيت الجديدة 
_هي بعينها أني
_اهلا وسهلا انتي باين عليكي صعيديه
_وافتخر يا عمنا ايوة اني من الصعيد 
_اجدع ناس 
_وانت تبقى مين وشغلتك إيه اهنه
_أنا عاطف البستاني والمسؤل عن تنظيف الفيلا مع حلمي في نفس الوقت
_اهلا بيك يا عم عاطف بقولك ايه ناولني الخرطوم ديه اساعدك عايزة اسقي الزرع 
_لا عنك يا مدام أنا قربت اخلص
_تاني مدام أني لساتي آنسة يا عم عاطف ناديني أبلة شوق
ابتلع عاطف ريقه وقال بصوت خفيض لكن شوق استطاعت سماعه
_انسة ربنا يحفظك يا بنتي بس انا متأكد بهيئتك دي مش هيحصل حاجة
لوت شوق فمها وقالت في نفسها بضيق
_ديه تاني حد ينوه على الموضوع ديه كنتوا بتعملوا ايه يا ولاد غريب في النسوان اللي كانت بتيجي اهنه وربي وما أعبد لو كان اللي في بالي ماني سايباكم الا لما اعدل حالكم المايل ديه 
قالتها واقتربت من عاطف وأخذت خرطوم المياة من يده وهي تقول بضيق
_عنك يا عم عاطف
تركه لها العم عاطف وانطلق متجها نحو الداخل أما هي فبدأت تباشر سقيا الزرع وما إن انتهت حتى عادت مرة أخرى للمطبخ لكي تعد لنفسها طعام الفطور
وهناك وجدت سيد الطباخ قد استيقظ 
فابتسمت وقالت
_ناموسيتك حكلي يا عم سيد الديك سبقك وصاح وانت لساتك نايم
ضحك عم سيد وقال
_الله يصبحك بالخير يا أبلة شوق هقوم بدري اعمل ايه البهوات مش بيصحوا دلوقتي خالص
_ايوة عرفت يا عم سيد بس طمنى جم امتا امبارح اني تعب المشوار حل عليا فنمت زي القتيل ومحستش بنفسي خالص
ضحك سيد وقال
_جم ساعة قرآن الفجر تقريبا اول مرة يرجعوا بدري
_اكده بدري يا عم سيد اسكت اسكت خليني سامعة وساكتة لأحسن أني على أخري منهم
_ملناش دعوة يا بنتي هما أحرار
_لاه مهماش أحرار يا عم سيد كلنا عباد الله يعني نطيعه في اللي يؤمرنا بيه ودولن أكيد رجعوا تعبانين وناموا وراحت عليهم صلاة الفجر حاضر في الجامع مش إكده
أسدل العم سيد شفته السفلى لأسفل وقال
_انتي طيبة وعلنياتك يا ابلة شوق فجر ايه اللي هيصلوه وفي الجامع حاضر كمان دول تقريبا عمرهم ما ركعوها يا بنتي.
ضړبت شوق على ظهر يدها 
_ واه يا مصېبتي السودا يا انا يا أمه وكمان مبيصلوشي لا حول ولا قوة إلا بالله
_ملناش دعوة احنا جايين هنا علشان نشتغل وبس ربنا يهديهم 
_يارب يارب يا عم سيد بالله عليك ادعيلهم بالهداية في صلاتك يمكن ربنا يسمع منك وينصلح حالهم المايل ديه
_مالك كدا يا بنتي شايلة همهم ليه فكري في نفسك انتي ربنا يصلح حالك.
_اسمع انت بس مني يا عم سيد وادعيلهم بالله عليك
_ماشي يا ستي هدعيلهم علشان خاطرك انتي.
_ها تحبي احضرلك الفطار مع أمير بيه
اتسعت ابتسامة شوق ونظرت لخارج المطبخ 
_هو أمير صحي ولا إيه مش معقول هيصحى بدري
_أمير بيه عاطيني جدول مواعيده علشان أعمله الفطار فيها وانا ماشي على أساسها والنهاردة هو عنده جامعة علشان كدا هيصحى بدري على ٩ كدا
قالت شوق بفرحة عارمة
_طيب اعمل حسابي أني هفطر مع أمير الأمرا بس بالله عليك بلاش العيش بتاع امبارح اللي معيتاكلش اسغفر الله العظيم يارب بس فعلا اني مقدرتش أكله.
ضحك سيد وقال
_يمكن انتي مش متعودة عليه بس البهوات هنا مبيكلوش الا هو ومش بنجيب غيره 
_لااه أنا مهيمشيش امعايا العيش ديه ابدا ولا انت شكلك معايزنيش أكل يا عم سيد شكلك بخيل
ضحك العم سيد وقال
_لا ازاي ودي تيجي أجبلك أحلى عيش فينو المرة الجاية
لوت شوق فمها وقالت باستنكار
_فينو!! بقولك عايزة اكل يا راچل يا طيب يعني عيش بلدي ظازة لسه توه خارج من الفرن
_يبقى استنى لما اروح السوق في مرة واجيبلك. هنا مفيش الكلام ده
_ايوة ايوة أخدت بالي ماشي هاكل الموجود وأمري لله
 

تم نسخ الرابط