شوق

موقع أيام نيوز


على يدك وأكون طوع يدك ورهن إشارتك كمان بس قوم يا بوي عاجبك رقدتك داي.
رغما عنه لم يستطتع منع نفسه الا أن يستجيب لها.
وجدت يده تربت على حجابها بضغف شديد لم تكن تصدق عيناها فرفعت رأسها بسرعة لتتأكد مما تشعر به 
هل أبيها يربت على رأسها! أهو حقا شعر بها أخيرا.. هل حن قلبه لها بعد هذه السنوات
طالعته بأعين مشتاقة دامعة مترقرقة بالحنين الممزوج بالفرحة وعدم التصديق 
لتجده يطالع عينيها بندم ويهتف بلسان ثقيل
_شوق 
قبلت يده وقربتها من وجهها لتقول بسعادة لعودته للحياة
_نعم يا بوي و سيدي وتاج راسي كمان.. حمدا لله على سلامتك يا غالي.

_مش شمتانة ..فيا.. ولا فرحانة باللي جراالي
_حاشا لله.. أبدا يا بوي ورب الكعبة أبدا.. ياريت اللي فيك فيا أيا وتقوم انت بصحتك وعافيتك 
قالتها شوق بقلب صادق استشعرها غريب
لتدمع أعينه بقطرات الندم وقال بصوت متحشرج
_عارف.. كنت بسمعك كل يوم.. كنت بتونس بيكي.. كلامك كان بيصبرني وبيهون علينا.. عرفت اني ضيعت بإيدي ياقوتة بالدنيا كلها... عرفت ان مهما خسړت كل حاجة مش هتساوي خسارتي ليكي يا بنتي
ألقت شوق نفسها بين أحضان أبيها تعانقه وتقبل وجنته بسعادة
_كفاية عليا كلمة بنتي داي يا بوي.. داي وحدها شالت كل سواد غيم على قلبي .. ربنا يخليك لينا يا حبيبي ويقومك بالسلامة 
_عايزاني اقوم يا شوق.. مش هقدر اعوضك اللي فات... بقيت عاجز ضعيف معدم
_متقولش اكده انت قوتنا وسندنا وأمانا... واللي حصل مهواش نهاية العالم.. لو ع الفلوس بتاجي وبتروح.. ولو على رجلك حضرتك مش اول ولا اخر واحد يخسر رجله لكن برحمة ربنا الواسعة تقدر تركب رجل صناعية وتمارس حياتك عادي.. مفيش حاجة تستدعي حزنك او زعلك كله هيهون وهتبقى عال بس انت هون عليك
_وهجيب منين فلوس الرجل الصناعية دي يا شوق.
_هنشتغل وهنحاول ونعافر لحد ما نجمعها بإذن الله متقلقشي بس قوملنا
_هقوم وهعافر علشانك انتي وبس يا شوق
طالعته بابتسامة مرتاحة 
_وعلشان اولادك كمان يا بوي
هنا دلف كل من عساف ومهند وأمير ليجدوا شوق تتحدث مع أبيها 
فيركضوا جميعا نحوه بفرحة
_بابا 
_حمدا لله على السلامة
_الحمد لله انه نجاك منها 
فرحة ما بعدها فرحة كانت تحلق فوق قلب غريب شعر وكأنما دبت فيه الحياة من جديد... وحمد الله انه أعاد له عقله قبل فوات الأوان
وبعد عدة أيام أخرى
سمح الطبيب لخروج غريب من المشفى وانتقل للعيش مع اولاده 
ليجد الحب الذي كان مفتقده.. العائلة التي تعطي دون انتظار المقابل ليعلم انه قد أفضى عمره كله يركض خلف سراب وأن الجنى الحقيقي هو جني المحبة
__
يرقد في فراشه ببؤس .. يحسب أيامه المعدودة في الحياة يتمنى المۏت في أي لحظة بدلا من كونه وحيدا هكذا فلقد غابت عنه شوق لفترة طويلة زاد الحمل فيها عليها باهتمامها بأبيها وبكل شئونه
ليجدها تدلف إليه ويقول معتذرة
_عارفة اني مقصرة في حقك.. حقك علي يا عمي وحشتني اوي كيفك طمني عليك.
ليهتف هو بفرحة
_فكرتك نسيتيني ....كانت اخر امناياتي اني اشوفك قبل ما اموت ..
_متقولش اكده ربنا يطول في عمرك ويعافيك يارب...يلا قوم خلينا نمشي من اهنه 
_على فين 
_على مكانك الأصلي وسط عيتلك واولادك واخوك 
_اولادي! 
مطت هي شفتيها
_ايه يا عمي.. بتتبرى مننينا ولا ايه .. بس يكون في علمك بردك احنا وراك وراك ومش هنسيبك.. يلا قوم الكل في انتظارك كمان
_انتوا عايزني وسطكم!
_يووه ديه لسه بيسأل.. قوم يلا هات يدك... ولا تحب أجيبلك عيالك يشيلوك بنفسهم! 
_عيالي ياااه كلمة كنت بتمناها من زمان 
_واديك نولتها يا بوي يلا
حملق بها بزهول 
_أبوكي
ضحكت شوق 
_مالك امبلم ليه انت راخر... أني سايبة واحد اهناك كل ما يشوفني يبلم ويسهم وانت كمان هتعمل زييه
. ..ديه غلب ايه ديه يا ولاد .. يلا يا بوي بلاش دلع اومال.
عاونته على النهوض من فراشه ليجلس على طرف الفراش وبعدها يقول بجدية 
_طلبك دا بناء على رغبة الكل ولا انتي بس
ليدلف مهند بعدما طرق الباب مرة واحدة 
_كل دي أسئلة هتفتح محضر ولا ايه.. يلا الكل في انتظارك هناك... انا لو منك اقوم أجري.. حد يصدق انه هيكون جنب منبع الحنية المتنقل دا
قالها وعانق شوق أخته بيده 
ليتبسم شاكر ويقول 
_معاك حق 
مهند
_اهلا بيك وسطنا يا عمي 
ليهتف شاكر بجدية 
_الفيلا هنا كبيرة هتسعنا كلنا هنسيبها لمين... هكون مبسوط لو اعتبرتوها بتاعتكم 
ليهتف مهند بفرحة 
_والله انا اللي هكون ممتن ليك جدا.. انا بدور على مكان اتجوز فيه انت جتلي من السما
طالعته شوق بزهول 
_يخرب بيت شيطانك يا ولا انت ما صدقت.
_ايه عايزة ايه ... عايز اتجوز اعملك ايه ما انتوا استوليتوا على شقتي 
_شقتك منين يا ولا دي شقتنا كلنا اتلهي 
_طب اعملك ايه دلوقتي.. اقعد ميار فين دلوقتي
_ياخوي طب اخطب الاول وبعدين فكر في الجواز بعدين
_لا هو انا مقلتلكيش اني هعملها خطوبة وجواز في يوم واحد 
_لا ملقتليش واهبل مين اللي ضحك عليك وقالك كدا 
_انتي 
_انا ايه 
_هبلة
طالعته شوق بانزعاج
_اني هبلة يا واد يا ابو نص عقل انت.. طب صبرك عليا لما نرجع بيتنا 
_لااا كله الا البلغة بتاعك علشان خاطري دماغي ورمت 
_ياخي يا ريته كان بيخوق فيك
اتسعت ابتسامة شاكر بتلك المشاكسات التي
طالما كان يحلم أن يعيش بداخلها 
وبعدها قال بجدية
_انا عند طلبي يا شوق تعالوا كلكم هنا 
ليهتف مهند 
_بس لو مكنتش تحلف يا عمي 
لكزت شوق أخيها 
_اتلم يا نيلة 
ليقول شاكر
_متزعلنيش يا شوق لو رفضتي كدا انتي مش بتعتبريني واحد منكم ومش هقدر اجي معاكم 
_لاه ازاي مهقدرش على زعلك.. بس ديه مش قراري لوحدي لازمن اخد رأيهم كلهم 
ليقول مهند باندفاع
_يا ستى كلهم موافقين انا وافقت بالنيابة عنهم ريحي دماغك انتي 
لتهتف شوق 
_ماشي هبلغهم بديه 
ليهتف شاكر بسعادة لا متناهية 
_هبعت رجالتي ينقلوا كل حاجتكم لهنا
وبعد عدة أيام
استقر الجميع في فيلا شاكر
وعاد الإخوان متصالحان من جديد 
وساد المكان جو من الألفة والهناء 
ليهتف شاكر 
_ غريب انا اتفقت خلاص مع الدكاترة على تركيب رجل صناعية ليك
لتتسع ابتسامة شوق وتنظر لعمها بامتنان
ليمسك غريب بيد شوق ويتمنى أنه لم يفلتها يوما وردد
_لا... انا عايز افضل كدا عاجز... عايز كل يوم اصحى فيه ابص ع مكان رجلي الفاضي واعرف انه دا عقاپ ربنا ليا على تفريطي في حق بنتي وفي أمها زمان... كوني كدا بتعبره تكفير ذنوب ملهاش حصر عملتها واولهم ذنبك انت يا شاكر.. لما أخدت كل حاجة منك واولهم البنت اللي حبيتها وانا كنت عارف بدا لحد ما اخدت فلوسك كمان وهربت... سامحني يا شاكر على كل اللي عملته فيك.. صحيح متأخر ومبقاش يبنفع الندم بس يمكن لما تسامحني دا يخفف عقاپي عن ربنا ...سامحيني انتي كمان يا شوق 
لتمسد شوق عل يده وتقول بلهفة
_كلنا سامحناك يا بوي.. مش اكده يا بوي شاكر 
ليهتف شاكر بجدية 
_ازاي مش هسامح وانا اللي بطلب الغفران من شوق ومنك انا اذيتك كتير
 

تم نسخ الرابط