شوق
المحتويات
بغيظ
_بقولك الراجل مستنينا هناك اخلصي بدل ما أقول انا أخلص عليكي يلا
توجعت توبا من ضړبته ونهضت من مكانها مجبرة
_طيب قايمة اهوه
نهض بركات من مكانه ليغادر الغرفة
_مستنيكي برا شهلي شوية.
أمسكت توبا بهاتفها واتصلت بشوق لكن لم يأتيها أي رد
_ يا ترى مش بتردي ليه يا أبلة شوق
فما كان منها الا انها اضطرت لأن تلبس وتذهب مع أخيها مرغمة.
في المشفى
هدر بركات بضجر وهو يزجر اخته
_ماتجيبي إيدك اخلصي
كانت توبا تنظر للابرة في يد الإخصائي پخوف
فقالت
_استنى انت عايز ايدي تعملبها ايه
_هكون عايز ايه اخلصي بقا مش فاضي
_اللهم طولك يا روح ...بقولك إيه شمري كم الزفت
دا وبطلي دلعلك ده لا وقته ولا مكانه .. انجزي أنا عايز أمشي
احتضنت هي يدها ونهضت من مكانها بغية الابتعاد عن المكان
_اه انت مشغول يلا بينا نمشي
أمسكها من ذراعها بحدة وهتف هادرا
_تمشي تروحي فين .. يعني انتي معطلاني كل ده ومسيباني شغلي وفي الآخر تقولي همشي .. اتنيلي اقعدي خلينا نخلص
دفعها بحدة على المقعد وأمام مرأى الجميع غير مبالي بالحرج الذي سببه لها
في تلك الأثناء كان عساف في طريقه لأعلى حيث غرفة الأستاذ مديح فسمع ما حدث صدفة فتوقف محله وراقب ما يحدث
ليجد بركات يجبر أخته على رفع كم يدها وهو يقول پغضب
_أعوذ بالله فشلة حتى الكم محتاسين ومش عارفين برفعه
تحدثت توبا بحرج وحاولت جاهدة أن يخرج صوتها طبيعية
_حاا..حاسب..ان.. انا هرفعه أنا
لم يتحمل عساف ما يحدث لها واغمض أعينه لبرهة محاولا التحكم في انفعالاته وتوجه نحوهم مباشرة وقال بصوت غاضب
_صدق بالله انت ما عندك ډم ولا حتى بتحس
_الله في ايه يا عم انت هو حد داسلك على طرف
_في انك انسان متخلف
_الله الله ما تحاسب على كلامك يا أستاذ انت .. انت شكلك ابن ناس وانا مش عايز أزعلك
سحبه عساف من ملابسه ليبعده عن أخته
_تعاللالي عايزك
_في ايه يا عم نزل ايدك
_انت يا متخلف ازاي تعامل أختك بالطريقة الوقحة دي وقدام الناس والرجالة كدا البنت من الواضح جدا انها پتخاف من الحقن وانت زي التور عمال بتزعلقها وتمد ايدك عليها ومش مراعي مشاعرها وحرجها اللي انت سببته ليها لا وكمان عمال بتتنمر عليها وعلى حجمها بكل وقاحة ده بدل ما تدور لأختك على ممرضة هي اللي تسحب منها العينه وتاخدها في مكان مقفول علشان تشمر ايديها مش قدام اللي رايح واللي جاي كدا صدق بالله انت حړقت دمي الله يقرفك
استمعت توبا لكلمات عساف فهانت عليها نفسها الذي أهانها أخيها وتمنت أخا يكون لها حمى مثل ذاك الذي دافع عنها الآن.
لذا تساقطت دمعاتها دون توقف وامتنعت عن فعل أي شىء وظلت محتضنة ذراعها
ليهتف بركات بانزعاج
_عاجبك جايبالي الكلام حسابي معاكي في البيت هاتلها يا حمدي واحدة تسحبلها العينة خلينا تخلص
زفر حمدي بحنق
_واحد من واحدة مش هتفرق هو انا هأكلها يعني
_معلش يا حمدي أهي تلاكيك.
_لا سيبك منها وانجز يلا علشان أمشي
لتقف توبا وتهتف بحنق
_لا لو مفيش ممرضة تستحبلي العينة أنا مش هعمل حاجة وهروح
ليتحدث حمدي بانزعاج
_الراجل اللي كان هنا دا هينططك علينا ولا ايه ده
واحد عايز يعمله اي منظر بالبدلة بتاعته بس انجزي الحق عليا اللي عايز أعملك حركة جدعنة مني علشان خاطر أخوكي
رمقته توبا بحنق
_متشكرين لخدماتك انا مش عايزة منك حاجة انا ماشية يا بركات
قالتها وتحركت من مكانها مبتعدة عنهم لتهبط الدرج وتغادر
ليقول حمدي بصوت عال
_ شايفة نفسك على ايه المصېبة لتكوني مفكرة نفسك أنثى بحقيقي.
وقفت توبا محلها لعدة ثواني تستوعب ما تفوه به ذلك الشاب بل وتنتظر أي رد فعل من أخيها فلم تجده يحرك ساكنا في الڈب عنها فكيف يسمح لصديقه بأن يحادثها بتلك الطريقة العير مهذبة بالمرة
فما كان منها إلا أنها أخذت السلم عدوا إلى أسفل وهي لا ترى أمامها من فرط دمعاتها
لم يهتم بركات لها فلقد كان حانقا منها بسبب ڠضب صديقه الواضح فقال بهدوء
_حقك عليا يا صاحبي
_انا بس حبيت اوجب معاك أختك اللي بت رخمة ومبتفهمش في الأصول والذوق
_معلش أنا هعرفها غلطتها حقك عليا أنا.
هبط بركات الدرج وخرج لخارج المشفى عل أمل أن يجد أخته تنتظره أمام المشفى فلم يجدها
_الله دي راحت فين دي هي كانت ناقصاها جتها الارف طب وربنا لماشي وسايبها تبقى ترجع هي لوحدها
جلست توبا على إحدى المقاعد عل الطريق أمام المشفى تنتظر نزول لاخيها لكنها أعطت ظهرها للطريق لحتى لا يلمح أحدا بكاءها
وعندما فرغت من بكاءها وبدأت تستعيد حالتها وهدأت نفسها قليلا
نهضت من مكانها بعدما مسحت ما علق بأهدابها من دمعات
بحثت بأعينها عن أخيها بالجوار فلم تجده فحاولت الاتصال به ليرد هو ويقول
_عايز ايه يا زفتة
_انت فين يا بركات
_مشيت ارجعي انتي بقا بمعرفتك
هتفت پصدمة
_ايه مشيت أنا معيش فلوس يا بركات هروح ازاي
لم يهتم بالأمر وقال بلا مبالاة
_ارجعي مشي اهو تخسي شوية رياضة يا بت
لم تتحمل توبا ما يفعله بها فأغلقت الهاتف في وجهه پغضب وانزعاج
وسارت في الطريق لا تستطيع أن توقف تلك الدمعات التي بدأت تتجدد مياهها مرة أخرى كنهر جاري لا ينضب ماؤه.
أنهى هو ما جاء لأجله ودفع كل تكاليف المشفى بل طلب سيارة إسعاف لنقل مديح إلى مستشفى خاصة لاجراء العملية بها
هبط معهم وعندما اطمأن أنه تم نقله بها توجه الى سيارته ليغادر
لتلحق به زوجة الرجل قبل أن يركب سيارته
_عساف بيه أنا مش عارفة أشكر حضرتك ازاي على اللي عملته ده والله جزاك الله خيرا
ابتسم لها عساف بخفوت وقال
_والله خالد اللي موصيني اهتم باستاذ مديح فلو كان حد يستحق الشكر فخالد مش أنا أحنا تحت أمركم في أي حاجة واتفضلي ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي لو احتجتي أي حاجة وألف سلامة عليه عن اذن حضرتك
_ربنا يباركلكم يارب ويهديكم لشبابكم.
صعد عساف سيارته وبينما هو يقودها اذ لمح توبا فتعرف عليها من حجمها الزائد فاهتم لينظر إليها واستغرب أنها تسير وحدها وليس معها أخيها
_غريبة دي ماشية لوحدها ليه مصېبة ليكون سابها تروح لوحدها
. أقترب بالسيارة نحوها وقال
_لو مروحة تعالى اوصلك
ظنته شخصا ما يحاول ازعاجها
فلم تنظر له وحاولت الاسراع من خطواتها
ليقول بجدية
_انا مش هكرر كلامي مرتين قلت اركبي او على الأقل ردي عليا لما اكون بكلمك
وقفت محلها تستغرب تلك الطريقة الجادة التي يتحدث بها فوقفت مكانها ونظرت له لتستطيع التعرف عليه انه ذاك الشخص الذي نهر أخيها منذ قليل
لذا قالت
_انا انا اسفة انا فكرتك ااا
لم يهتم لتبريراتها وقال
_اخوكي سابك
متابعة القراءة