شوق
المحتويات
اللي عتقول عليه ديه هيقوم عليك يعفرتك دلوك ان ما اتلمتش وبطلت تريقة على خلق الله.
رمقها مهند غاضبا وهو يرفع أحد حاجبيه باستنكار لما سمعه منها
_نعم انتي بتكلميني انا بالاسلوب ده!
اعتدلت في جلستها وقالت بهدوء
_ايوة انت يا مهاند ممكن تقولي هتجعد وتخلص المسخرة اللي عتعملها دية امتا
ازداد حنق منهد كثيرا وهم ليقترب منها ليبطش بها
_لا انتي اتعديتي حدودك معايا انتي فاكرة نفسك مين.
لم تهتز لشوق شعرة واحدة وظلت مكانها كما هي بينما اتسعت أعين أمير خوفا من أن يمد مهند يده على شوق فهو ان قرر فعلها فلن يبالي أبدا فلا يهمه شىء.
_اقعد يا مهند انت فعلا زودتها ممكن تقعد وتهدى.
نظر مهند لأخيه بحنق وقال
_انت مش سامع بتكلمني أنا إزاي دي
لا يمكن تكمل لحظة هنا
نظر له عساف بنظرة جادة فجلس مهند مكانه بغيظ شديد وهو يرمق شوق بحدة
ليتنفس أمير براحة بينما ترمق شوق عساف بامتنان وهي تقول باسمة
_شكرا يا عساف.
ليضع عساف قدما فوق الأخرى وهو يقول بملل شعر به منذ أن رآها فهو لم يحصل على المتعة التي ظنها فرؤيته لشوق بهيئتها تلك كانت عكس ما توقع تماما
_ياريت تنجزي وتقولي عايزة إيهاحنا مش هنضيع وقتنا معاكي.
_معاك حق ولا أني كماني وقتي يسمح علشان إكده خلونا ندخل في الموضوع علطول.
ليهتف مهند ساخرا
_ليه فاكرة نفسك مين السفيرة عزيزة وراكي أعمال وارواح ناس
لتهتف هي بحنق وبنفس النبرة الساخرة
_لا السفيرة شوق ان كان عاچبك يا مهاند وممكن تسكت بقا خليني أعرفكم عن نفسي وعن النظام إهنه ونخلص.
هنا اغتاظ مهند كثيرا ونهض من مكانه وهو يقول زافرا بضيق
_لا كدا كتير البتاعة دي تمشي من هنا فورا أنا مش ناقص عته في البيت... بدل ما ارتكب فيها چريمة دلوقتي.
قالها وهو يقفز من أعلى الأريكة ليقف على الجانب الآخر ويتوجه ناحية الباب.
_أني لسه مخلصتش كلامي يا مهاند.
_اخرصي بقا ايه مهاند دي ايه الأرف دا غريب رايح جايبلنا واحدة من الشارع! ويدخلها البيت وسطينا.
أغمضت شوق أعينها لتتحكم في أعصابها وانفعالتها فهي لم تتوقع أن يكون اللقاء الأول مع أخوتها بهذا الشكل وعلمت أن مهمتها صعبة للغاية ان لم تكن مستحيلة
لينهض عساف هو الآخر لاحقا بأخيه وهو يقول لشوق بنبرة آمرة حادة
_أرجع ملقكيش هنا انتي فاهمة.
حملقت به شوق بزهول فهي ظنته سيستمع على الأقل لقولها لكنه ها هو يخبرها أنه لا يريد أن يراها وقبل أن تتحدث اليهم حتى.
وقف أمير وهتف بأسف بعدما رأى شوق على هذه الحالة المصډومة
_انا اسف يا شوق اللي حصل شىء متوقع اخواتي مش بيقبلوا بأي حد ما بالك انتي.
ليلتف عساف إلى أخيه أمير وهو يقول
_انت يا زفت جاي ولا لا
ليرد عليه أمير
_اه جاي طبعا وراكم اهو
_طب انجز يا خويا ولا عاجباك الخيمة اللي قدامك دي
_لا لا جاي اهو
لتسأله شوق
_رايحين فين يا أمير
_راحين نتغدا برا يا شوق
لتهتف شوق بحنق
_ واه رايحين تتغدوا برا... طب والأكل اللي عم سيد عيحطه على السفرا وعمال من صباحية ربنا يا حبة عيني يحضر فيه.
_يرميه بقا ولا يتخلص منه مش مهم
_مش مهم كيف... ديه عم سيد عملكم الأكل اللي هتتطلبوه يفرق ايه أكل برا عن اهنه
_لا برا هناك هنتغدا مع......سلام
وقفت شوق في حيرة من نفسها لم تفهم معنى كلمته التي قالها وظلت تردد بعدم فهم هيتغدوا مع الموز ازاي طب يقولوا وعم سيد يجبلهم موز على الغدا... ده ايه المرار الطافح ديه.
سمعها أمير وانخرط في الضحك على سذاجتها فكيف لها ألا تفهم هذا اللفظ ولا معناه لكنه على ايه حال انطلق ليلحق بأخوته.
___
تحلت بالشجاعة ولو قليلا ووقفت أمامه وقالت وهي تطأطأ رأسها لأسفل
_مش بقول حاجة يا خالد خلاص أنا أسفة مش هفكر في الخروج من اوضتي تاني اتفضل انت انزل وروح لأصحابك وشوف حياتك واتفسح وعيشها زي ما أنت عايز وسيبني هنا محپوسة بين أربع حيطان ماشي هسمع كلامك يا خالد اتمنى تكون كدا مبسوط.
خطى بضع خطوات ليكون أمامها مباشرة وهو يقول بضجر
_ميار أنا مش حابسك بين أربع حيطان أنا مش حارمك من حاجة هنا بجيبلك كل اللي نفسك فيه فساتين وأي لبس تطلبيه بجيبلك أحلى أكل وأحلى هدايا عايزة ايه تاني انا معيشك ملكة كل ده ومش عاجبك! أنا مش فاهم انتي عايزة ايه ليه مصرة تجيبي لنفسك العكننة وۏجع القلب كل مرة ليه.
رفعت هي رأسها وطالعته بحنق وأعينها تختلط فيها الدمعات ببعضها فهو لن يفهمها أبدا وقالت
_كل ده وبتسأل أنا عايزة إيه وانت حارمني من أقل حقوقي تعالى كدا انت حط نفسك مكاني أفضل عايش طول الوقت في اوضتك ومتخرجش منها ولا بتقابل حد ولا بتخرج مع حد ولا حتى تغير جو قولي هل هتقدر تتحمل ده ليوم واحد بس معتقدش يا خالد أبدا لأن مفيش انسان على وجه الأرض مبيحبش الحرية ده انت حتى مانعنى اني أنزل من اوضتي وعلى الأقل اتمشى جوة البيت ما بالك بقا لو قلت عايزة أخرج برا انت بتتكلم في ايه يا خالد روح انت أمشي وشوف كنت خارج تعمل ايه وسيبني هنا زي عصفورة محپوسة مقصوصة الجناح ومش بس كدا دي مربطة بسلاسل من حديد وممنوع حتى انها تتخلص من سلسلة واحدة منهم على الأقل.
قالتها ميار وتابعت كلامها بسيل جارف من الدمعات التي تهتطل دون توقف
أغمض خالد أعينه في محاولة للمحافظة على رباطة جأشه وبعدها أخذ نفسا عميقا وأخرجه بضجر وقال راسما الجدية على ملامح وجهه وقال بصلابة معهودة عليه دائما
_ها خلصتي مرشح كل يوم اللي لازم أسمعه! ممكن أمشي بقا ولا لسه كلام عندك عايزة تقوليه.
رمقته بنظرة مصډومة مصحوبة ببكاءها ليزفر هو بضجر ومن ثم يرحل من أمامها مشيرا بأعينه للدادة بأن تلحق به ففعلت على الفور
ليهتف هو بينما يرتدي جاكيته وينظر نظرة أخيرة على مظهره في المرآة المعلقة على الحائط
_مش عايز أي تقصير معاها يا دادة زي ما انتي متعودة دايما وبلاش تهاون أبدا في أي تعليمات من اللي قلتها زي ما انتي شايفة اليومين دول تمردها زاد اوي عن كل مرة فخلي بالك منها أنا نازل كم ساعة وراجع مش هتأخر لو في أي حاجة بلغيني فورا
اومأت له الدادة بطاعة واشفاق على ميار في نفس الوقت
_حاضر يا خالد بيه اللي تؤمر بيه.
تنهد خالد ومن ثم هم بهبوط الدرج كي يغادر فعلا رنين هاتفه فرفعه لأذنه بعد أن اخرجه من جيب بنطاله الخلفي
وقال
_ايوة يا عساف في ايه
_ايه يا ابني اتأخرت ليه
_متأخرتش يا عساف لسه ربع ساعة ع الميتنج عشر دقايق وهتلاقيني قدامك سلام
_ماشي منتظرينك سلام.
__
وصل خالد للمكان الذي ينتظره فيه عساف ومعه أخويه مهند وأمير وجلس معهم وهو يشعر أنه في مزاج سىء للغاية بسبب كلمات أخته وحاول
متابعة القراءة